زادت الهجمة المسعورة من المستوطنين والجماعات المتطرفة ضد المسجد الأقصى، باستخدام نفخ "البوق" كخطوة استفزازية لمشاعر المسلمين عامة والمقدسيين على وجه التحديد، إذ أن المتطرف ايهود غليك اقتحم اليوم الخميس مقبرة باب الرحمة ونفخ البوق وسط حماية من شرطة الاحتلال.
ويهدف اغليك والجماعات المتطرفة من النفخ بالبوق وفقًا لعضو لجنة الأراضي والمقدسات في القدس فخري أبو دياب، لجس نبض الشارع المقدسي والإسلامي، باعتبار ما جرى "بالون اختبار" لرصد مدى الغضب الإسلامي والعربي لهذه الخطوة قبل استخدام البوق في الأعياد اليهودية المتطرفة خلال الأسابيع القادمة.
وأكد أبو دياب لـ"شمس نيوز" أن الخطوات الاستفزازية المتطرفة والمتسارعة ضد الأقصى أدت إلى رفع حالة الغليان في الشارع المقدسي، إذ أصبح الانتهاك وتدنيس حرمات الأقصى حديث المقدسيين في المقاهي والطرقات والجلسات العائلية والمدارس والمساجد، لافتًا إلى أن الشارع المقدسي ينتظر لحظة الانفجار.
وأوضح أبو دياب أن الأوضاع في الأقصى على صفيح ساخن للانفجار في كل لحظة؛ لأسباب متعددة أبرزها أن الأمور المتعلقة بالعقيدة الإسلامية والانتهاك للأماكن المقدسة لا يمكن السكوت عنها مطلقًا.
رسائل سياسية وأيديولوجية
وفيما يتعلق بالخطوة التي نفذها ايهود غليك قال: "إن اقتحام غليك لمقبرة الرحمة الملاصقة للمسجد الأقصى من الجهة الشرقية والنفخ بالبوق هي خطوة استفزازية وانتهاك صارخ لحرمة الأماكن المقدسة.
وأشار إلى أن خطوة غليك الاستفزازية تحمل رسائل سياسية وأيديولوجية متعددة، للفلسطينيين والمسلمين عامة، ورسائل للمؤسسات اليهودية والجماعات المتطرفة "بأن استعدوا وجهزوا أنفسكم لنفخ البوق في الأيام المقبلة".
واعتبر أبو دياب، النفخ بالبوق مؤشر لما ستكون عليه الأعياد اليهودية، مع الإشارة إلى أن هناك 3 أعياد يهودية قادمة قد يستخدم فيها البوق داخل المسجد الأقصى المبارك.
وفي حال نجحت الجماعات المتطرفة باستخدام البوق في الأعياد القادمة داخل الأقصى، فإن ذلك يُعد إعلانًا رسميًا بإنهاء وإزالة الوصايا الأردنية عن المسجد الأقصى وفقًا لأبو دياب، خاصة وأن شرطة الاحتلال كانت تمنع بعض الطقوس اليهودية المتطرفة بسبب الوصايا الأردنية.
ويعتقد أبو دياب أن الجمعات والمؤسسات اليهودية المتطرفة بدأت فعليا ببناء الهيكل المزعوم حتى وإن كان عن طريق رموز أو بناء ذاتي أو معنوي، كل ذلك يهدف إلى تغير الوضع القائم وفرض وقائع جديدة في الأقصى لصالح المتطرفين اليهود.
هناك تراخي في ردة الفعل
وفيما يتعلق بردة الفعل الفلسطينية والإسلامية قال عضو لجنة الأراضي والمقدسات في القدس فخري أبو دياب: "هناك تراخي كبير لنصرة المسجد الأقصى والاحتلال يستغل الأوضاع في القدس والضفة والمنطقة بشكل عامة والاختراقات التطبيعية مع الدول العربية والإسلامية لتنفيذ مخططاته ومشاريعه التهويدية".
وحمل أبو دياب الجميع المسؤولية الكاملة مع المسجد الأقصى قائلًا: "السكوت هو إعطاء ضوء أخضر لمزيد من فرض وقائع على المسجد الأقصى وتغير الوضع القائم".
واستدرك أبو دياب حديثه عن تراخي الحراك الشعبي في القدس بالتذكير بأن المقدسيين لن يقبلوا بهذا الوضع الخطير، فكما حدث عام 2017 من هبة مقدسية كُبرى بسبب البوابات الإلكترونية، فمن المتوقع أن تنفجر الأوضاع خلال الأعياد اليهودية إذ أقدم الاحتلال على نفخ البوق داخل الأقصى.
وأضاف: "حرمة الأقصى بالنسبة للمقدسيين خط أحمر لا يمكن السكوت عنه مطلقًا مهما كانت النتائج"، مؤكدًا أنه سيكون هناك وقفة جادة من الصمود والثبات والتحدي وشد الرحال تمنع الاحتلال من تنفيذ مخططاته وافشالها كما فشلت المخططات السابقة.