بدأ جيش الاحتلال الصهيوني استخدام طائرات هجومية مُسَيَّرة في عملياته الإرهابية التي يشنها ضد المقاومين في الضفة المحتلة.
ووفقاً لمحللين وخبراء في شؤون العدو، فإن جيش الاحتلال بات يشعر بمخاطر المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها سرايا القدس التي تتسع بالضفة وتهدد أمن كيانه المهزوم.
وأشاروا إلى أن ذلك تطوراً خطيراً ينم عن نية مُبَيَّتَة لدى الاحتلال بتصعيد انتهاكاته وممارساته الإرهابية والإجرامية ضد الشعب الفلسطيني، ومحاولة ترميم صورة جيشه التي كسرها أبطال كتائب سرايا القدس المظفرة في جنين ونابلس وطولكرم، ومدن الضفة، وهو ما يُعتبر فشلاً أمنياً واستخباراتياً ذريعاً لكيان الاحتلال.
أسلوب صهيوني فاشل
الكاتب والمحلل السياسي، حسن لافي، قال إن إدخال أسلحة جديدة للخدمة العسكرية في ساحة الضفة الغربية، مثل الطائرات المسيّرة المزوّدة بالصواريخ، إشارة إلى تحوّل استراتيجي في نهج جيش الاحتلال الصهيوني.
وأضاف لافي، في حديث خاص لموقع السرايا، أن جيش الاحتلال اختار الذهاب إلى تعزيز عمليات الاغتيال وتوسيع رقعتها، بواسطة الطائرات المُسَيَّرة، بدلاً من تعزيز عمليات اعتقال المقاومين الفلسطينيين، وفي هذا إقرار بحجم المخاطر الحقيقية على حياة جنود الاحتلال، واستنزاف قواته وقدراته العسكرية والأمنية.
وأوضح أن هذا الأسلوب محاولة صهيونية فاشلة لمنع المقاومة، إذ يسعى جيش الاحتلال لاستخدامه كنوع من حالة الردع للحاضنة الشعبية الفلسطينية للمقاومة، -خاصة في الأماكن ذات الكثافة السكانية، مثل: مخيم جنين والبلدة القديمة في نابلس-.
ورأى المحلل السياسي، أن انتشار التشكيلات العسكرية المُقَاوِمَة في محافظات شمال الضفة المحتلة كافة، وعدم اقتصارها على جنين -بلد منشأ الظاهرة-، إضافةً إلى انخراط قطاعات شعبية جديدة في العمل المقاوم، قناعة فلسطينية شعبية أن فكرة التعايش مع الاحتلال تحت شعار "حل الدولتين"، ما هو إلا وهم كبير، وستار لتمرير مزيد من الاستيطان، والتهويد، ومحاصرة الفلسطينيين وتهجيرهم من أرضهم.
وقال: "بات كل شاب فلسطيني مشروع منفذ عملية فدائية محتملة، ناهيك عن تطور نوع التكتيكات القتالية، وبدء ظهور عمليات تفجير العبوات الناسفة في آليات جيش الاحتلال الصهيوني، وتكريس مواجهة عمليات الاعتقالات الصهيونية، من خلال معادلة عدم الاستسلام حتى آخر رصاصة أو الاستشهاد.
وطالب لافي المقاومين بأخذ المزيد من إجراءات الحذر والانتباه الأمني من جهة، والعمل على زيادة رقعة المواجهة جغرافياً، وإدخال قطاعات شعبية جديدة للمواجهة من جهة أخرى.
إقرار بقدرات المقاومة
من جهته، يرى الخبير العسكري، اللواء واصف عريقات، أن استخدام المُسيرات الصهيونية يعني إقراراً ضمنياً من الاحتلال بقدرات المقاومة وتطورها وشجاعة المقاتلين وجرأتهم على المواجهة الميدانية.
وأوضح عريقات، في حديث خاص لموقع السرايا، أن ذلك يعكس تطوراً واضحاً وكبيراً في أداء المقاومين وقدرتهم على معرفة عدوهم بعمق واستثمار نقاط قوتهم مقابل نقاط ضعف الاحتلال.
ولفت إلى نجاح الفلسطيني المقاوم بإدخال الرعب إلى قلوب وعقول جيش الاحتلال الصهيوني، ومنعه من استرداد ما فقد من هيبة، ومعنويات، وثقة الجبهة الداخلية بجيشها ومؤسساتها الأمنية.
وبيّن أن العمليات الفدائية متعددة الأشكال تستنزف جيش الاحتلال، وتضرب معنويات الجبهة الداخلية، وتفضح فشل المؤسسات الأمنية والاستخبارية التي أظهرت عجزاً وإخفاقاً في مواجهتها أو منعها، رغم إطلاقها ما سميت "عملية كاسر الأمواج".
وقال إن ما نتج عن "كاسر الأمواج" من خطة "جر العشب"، (بمعنى: القضاء على المقاومين)، لم تنجح وفشلت أمام استمرار العمليات، وهذا ما يقلق كيان الاحتلال.
وأشار إلى أن الشباب الفلسطيني المقاوم في الضفة يعتبر أن العمليات الفدائية هي النموذج والطريق الوحيد للخلاص من الاحتلال، وليس طريق المفاوضات أو التنازلات. نقلاً عن الإعلام الحربي لسرايا القدس.
وأكد أن الكيان تعرف ويعترف بتطور المقاومة وسرعة تمددها وانتشارها في الضفة الغربية، متوقعاً أن تتحول إلى انتفاضة شعبية عارمة في ربوع فلسطين المحتلة.