يواجه التعليم الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة مخاطر وتحديات جسام، مع بداية كل عام دراسي جديد، إذ تحاول حكومة الاحتلال فرض منهاج مشوه يُقدم معلومات محرفة وزائفة عن قضية فلسطين.
ويتلقى نحو 100 ألف طالب وطالبة بالقدس المحتلة تعليمهم في 243 مدرسة، منها ما هو تابعٌ لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أو وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين، أو مدارس خاصة، أو مدارس تابعة لبلدية الاحتلال.
وتحرص حكومة الاحتلال على فرض منهاج مزيف في كافة المدارس المقدسية، إذ يهدف منهاج الاحتلال إلى تشويه الحقائق التاريخية، ومحو الثوابت والشواهد، وتقديم معلومات محرفة وزائفة عن فلسطين، وشعبها، ومقدساتها للطلبة المقدسيين.
واحتجاجًا على محاولات الاحتلال فرض المنهاج المحرف والمزيف على الطلبة، فقد قرر اتحاد أولياء أمور طلبة مدارس القدس الإضراب الشامل في جميع المدارس اليوم الاثنين، لمواجهة قرارات الاحتلال.
ووفقًا لعضو اتحاد أولياء أمور الطلبة رمضان طه، فإن حكومة الاحتلال أغلقت 6 مدارس خاصة من أصل 84 مدرسة؛ لعدم خضوع المدارس للمنهاج الذي تم تحريفه من قبل ما تُسمى وزارة المعارف الإسرائيلية.
وقال طه لـ"شمس نيوز": "إذا نجحت حكومة الاحتلال في استمرار إغلاق المدارس الست؛ فإن القرار سيطال جميع المدارس الخاصة، وهذا يشكل خطرًا حقيقيًا على نحو 33 ألف طالب مقدسي".
وأوضح أن الهجمة الإسرائيلية ضد المنهاج الفلسطيني تسير بمرحلتين الأولى، استهداف المدارس الخاصة، والمرحلة الثانية استهداف المدارس التابعة للأوقاف الإسلامية بإدخال كتب محرفة بالكامل.
وأشار إلى أن الاحتلال يمارس الترهيب ضد المدارس الخاصة، ومدارس الأوقاف بمنعها من الترخيص والتضييق عليها بشكل كبير؛ حتى تخضع لوزارة معارف الاحتلال، وتدرس المنهاج المزيف.
وأكد أن استهداف المنهاج الفلسطيني قديم جديد، بدأ منذ احتلال مدينة القدس؛ إلا أن تلك المحاولات فشلت، بينما عاد الاحتلال الكرة مرة أخرى؛ للسيطرة على المنهاج الفلسطيني عام 1986 بمحاولات حثيثة؛ لكن آباء وأجداد الأجيال الصاعدة تصدوا لتلك المحاولات فلم يخضعوا ولم يستسلموا لقرارات الاحتلال، وثبتوا وأصروا على استمرار تعلم المنهاج الأردني.
لم تتوقف محاولات الاحتلال من فرض أسرلة التعليم في القدس، حيث قال طه: "قبل حوالي 7 سنوات جرت محاولات حثيثة من حكومة الاحتلال لتغير المنهاج الفلسطيني والسيطرة عليه، وقد تمكنوا من إدخال منهاج محرف ومزيف في المدارس التابعة لبلدية الاحتلال والمعاهد الإسرائيلية؛ لكنهم فشلوا في إدخال المنهاج المحرف لمدارس وزارة الأوقاف الإسلامية، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين، والمدارس الخاصة".
وأشار إلى أن ما تُسمى بوزارة المعارف تمكنت من تغيير بعض المصطلحات والنصوص، وإزالة بعض القضايا التي تتحدث عن النكبة واللاجئين والقدس عاصمة لفلسطين، وإلغاء النشيد الوطني، وقضايا أخرى تتعلق بتاريخ وجغرافيا فلسطين في المدارس الخاصة والتابعة لبلدية الاحتلال والمعاهد الإسرائيلية.
وأكد طه أن تحريف وتزييف المنهاج الفلسطيني يشكل أمرًا خطيرًا؛ فهو يستهدف عقول الأطفال منذ الروضة وحتى المدارس، وصولًا للجامعات وهذا يؤدي إلى إنتاج فلسطينيين مشوهين فكريا وثقافيا عن وطنهم، ودينهم، وإنسانيتهم.
وعن خطوة الإضراب الشامل في مدارس القدس قال: "نظرًا لخطورة ما يجري من استهداف لعقول أطفال القدس؛ فإن لجنة أولياء الأمور قررت الإضراب الشامل في جميع المدارس دون استثناء كرسالة واضحة على رفض قرارات الاحتلال".
وفيما يتعلق بالتحرك العربي والإسلامي تجاه مدينة القدس وما تتعرض له من انتهاكات اسرائيلية خطيرة تطال المنهاج الدراسي قال: "التحرك العربي والإسلامي ضعيف جدًا، وليس على المستوى المطلوب".
وأشار إلى أن التحرك الفلسطيني يقتصر على بعض المراسلات ومخاطبة القنصليات العربية والدولية؛ لكن على أرض الواقع الاحتلال يواصل هجمته المسعورة ضد المقدسيين واستهداف المناهج الدراسية.
وشدد أن أهل مدينة القدس المحتلة يدركون تمامًا خطورة فرض المنهاج الإسرائيلي على أبنائهم وتشويه عقولهم وتزيف وتحريف المعلومات عن قضية فلسطين، مؤكدًا أن أهل القدس سيخطون على نهج آبائهم وأجدادهم الذين رفضوا الاستسلام والخنوع، ونجحوا في التصدي للاحتلال.