تشهد أجواء قطاع غزة منذ أيام عدة، تحليقًا مكثفًا لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية ذات المهام العسكرية المتنوعة، رغم حالة الهدوء التي تسود الأجواء، منذ انتهاء معركة "وحدة الساحات" التي خاضتها "سرايا القدس" الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، عقب اغتيال الاحتلال قائد المنطقة الشمالية في السرايا الشهيد تيسير الجعبري.
ويتزامن التحليق المكثف لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية في أجواء القطاع، في ظل توتر الأجواء شمال الضفة خاصة في جنين ونابلس، إضافة إلى توتر الأجواء على الحدود مع لبنان، وهو الأمر الذي دفع المختص في الشؤون الأمنية د. رامي أبو زبيدة لربط الأحداث، والتأكيد على أن الوضع الميداني في القطاع قابل للتغير في أي لحظة.
وقال د. أبو زبيدة لـ"شمس نيوز": "إن ما تقوم به طائرات الاستطلاع الإسرائيلي في أجواء قطاع غزة ليس عبثًا؛ إنما لتحقيق أهداف عسكرية عدة، أهمها وأبرزها تحديث بنك الأهداف لأي معركة مقبلة بين جيش الاحتلال والمقاومة".
وأشار إلى أن طائرات الاستطلاع فرضت نفسها في الآونة الأخيرة كـ"سلاح" فعال متعدد المهام في المعارك الحربية، كما أنه لا يمكن إدارة أي حرب أو عمل عسكري بدون استخبارات مبكرة وجيدة، مستدركًا بالقول: "إن الجزم بوجود هدف آني كحرب، أو عملية اغتيال قد يكون تسرع غير دقيق"
وعدد د. أبو زبيدة أهداف تحليق الطائرات الإسرائيلية، إذ قال: "يهدف التحليق المكثف في أجواء القطاع إلى استمرار وجهوزية جيش الاحتلال أثناء أعمال القتال، أو في حالات تأزم الموقف، ومراقبة الاتصالات، ومتابعة التحركات الخاصة بالمقاومة لتحديث بنك الأهداف، كما أن الهدف من التحليق هو إتاحة الإنذار المبكر والتقييم الحي والمباشر لنتائج العمليات القتالية والاستخبارية، من خلال تتابع وصول المعلومات لمراكز العمليات لدى العدو".
وأشار إلى أن الطائرات تقدم مسحًا متواصلًا، ومعلومات عن تسديد سريع الاستجابة لأي عمل هجومي ضد أفراد، أو أهداف متحركة، أو ثابتة خفيفة، متوقعًا بأن طائرات الاستطلاع تقوم بتحديث قواعد المعلومات عن منصات إطلاق الصواريخ والتغيرات الحاصلة بالجغرافية العسكرية، وطبيعة الأرض المتاخمة للمناطق الحدودية.
وعن رسالة الاحتلال الإسرائيلي من التحليق المكثف لطائرات الاستطلاع قال: "إن النظرية الأمنية للاحتلال الإسرائيلي تقول إن قطاع غزة يجب أن يبقى في مرمى الاستطلاع والمتابعة الإسرائيلية على مدار الساعة".
وأوضح أن الاحتلال يحاول ألا يترك فرصة دون تسجيل أهداف جديدة، قد يستهدفها في أي معركة قادمة مع المـقاومة، خاصة أن الوضع الميداني في قطاع غزة متحرك، وقابل للتغير في أي لحظة؛ تزامنًا مع حالة التصعيد بالضفة الغربية، والعدوان المتواصل على المسجد الأقصى، والذي من المتوقع أن يتكثف خلال الأيام القادمة بمناسبة الأعياد اليهودية المتطرفة