لا يخفى على أحد حدة التوتر القائمة بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي في ظل تخطيط المتطرفين اليهود لاقتحام واسع لباحات المسجد الأقصى والنفخ بالبوق، خلال الاحتفال بما يُسمى "رأس السنة العبرية"، فبين التوتر الشديد واستعداد جيش الاحتلال، أعلن وزير الحرب بيني غانتس عن نيته إصدار تصاريح لعمال قطاع غزة الأسبوع القادم بشرط بقاء الأوضاع الأمنية هادئة على الحدود.
المحلل السياسي ثابت العمور أكد أن إعلان بيني غانتس جاء في توقيت حساس وخطير، إذ أن الأوضاع في فلسطين متوترة بسبب مخططات المتطرفين اليهود لاقتحام الأقصى؛ لذلك يحاول الاحتلال قدر المستطاع امتصاص غضب الفلسطينيين بتصريحات تستهدف فئة العمال لإحداث شرخ بينها وبين المقاومة.
وأشار العمور لـ"شمس نيوز" إلى أن الأوضاع تذهب إلى التوتر الشديد في فلسطين نظرًا للدعوات اليهودية المتطرفة والدعوات المضادة من الفلسطينيين للحشد والرباط في الأقصى، وفي حال اشتد التوتر في الأقصى فإن الأوضاع قد تنزلق وتتدحرج؛ ولهذا السبب أعلن الاحتلال عن نيته إصدار التصاريح.
واعتبر العمور، نية الاحتلال لإصدار تصاريح عمل لنحو 1500 عامل من القطاع مشروطة بالهدوء الأمني، محاولة لكسر ذراع المقاومة ومنعها من التصدي للاعتداءات الإسرائيلية ضد الأقصى.
وقال: "محاولات الاحتلال منذ اتفاق أوسلو حتى اليوم بربط قضية فلسطين بالوضع الاقتصادي فاشلة ولم تنجح، جميع ما كان يصدر من "بحبوحة" اقتصادية إسرائيلية للفلسطينيين سواء في غزة أو الضفة تهدف إلى منع المقاومة ووقف التصدي للعدوان على الأقصى، وهذه الأهداف فشلت ولم يُكتب لها النجاح مع استمرار شعبنا بالتمسك بخيار المقاومة.
ووصف المحلل السياسي العمور تصريح الاحتلال بالعصا الموجه ضد شعبنا الفلسطيني، فإذا تحرك ضد الاعتداءات في الأقصى والقدس ستمنع التصريحات، وإذا استمر الهدوء سيمنح مزيدًا من "البحبوحة الاقتصادية" لسكان قطاع غزة، قائلًا: "هذا الامر خطير جدًا، وشعبنا لا يمكن أن يقبله مطلقًا في ظل استمرار الاحتلال من الاعتداء على مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
يُشار إلى أن وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس قرر مساء اليوم الخميس 22 سبتمبر 2022، زيادة حصة تصاريح عمال قطاع غزة لمقدار 1500 عامل ليصبح المجموع الكلي لعدد العمال 17 ألف عامل.
وبحسب صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية، فإنه وبعد انتهاء تقييم الأوضاع الأمنية، قرر غانتس زيادة حصة تصاريح العمال والتجار الفلسطينيين من قطاع غزة بـ 1500 تصريح إضافي.
وأوضحت الصحيفة ان تنفيذ القرار سيبدأ مطلع الأسبوع المقبل بعد انتهاء عيد رأس السنة العبرية وذلك شريطة الحفاظ على الهدوء الأمني في المنطقة كما يزعمون.
وكانت "جماعات الهيكل" المزعوم دعت لاقتحامات متتالية للمسجد الأقصى، بحجة الأعياد اليهودية خلال الأيام القليلة المقبلة، تبدأ بعيد "رأس السنة العبرية"، ومن ثم عيد "الغفران" الموافق 5 -6 أكتوبر المقبل، و"عيد العرش" الذي يبدأ بتاريخ 10 -17 أكتوبر.
وتخطط الجماعات المتطرفة برعاية حكومة الاحتلال في موسم العدوان الأعتى على "الأقصى" إلى نفخ البوق، واقتحام المسجد بثياب كهنوتية بيضاء، ومحاكاة لطقوس القربان النباتية، وزيادة أعداد المقتحمين للمسجد.
وفي السياق دعا نشطاء فلسطينيون ومقدسيون إلى تكثيف شد الرحال للمسجد الأقصى في ظل المخاطر التي تهدده، خلال عيد "رأس السنة العبرية" الموافق يومي 26-27 الشهر الجاري، حيث تعد الأخطر على المسجد.