شمس نيوز/ عبدالله عبيد
في زيارته الثانية إلى قطاع غزة، التقى رئيس حكومة التوافق د. رامي الحمدالله، قيادات من حركة حماس والفصائل الفلسطينية، للتباحث معاً وسوياً في ملفات قطاع غزة الشائكة أهمها إعادة الإعمار وملف الموظفين وليس انتهاءً بوضع حد للانقسام، وهذا ما صرح به الحمدالله فور قدومه إلى غزة ظهر أمس الأربعاء، خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد في فندق "موفمبيك".
وقال الحمدالله: إن إحدى المحاور الرئيسية التي سيتم معالجتها خلال زيارة القطاع هي قضية الموظفين المدنيين"، إلا أنه شدد على أن الخطة لا يمكن أن تتحقق دون تسليم المعابر وتسلم السلطة الفلسطينية مسؤولية جباية الضرائب.
وأضاف: نحن اليوم أمام مهمة وطنية كبرى وأولوية قصوى نسعى فيها لطي صفحة الانقسام إلى غير رجعة"، مؤكدا أنهم سيسعون لتحقيق الشراكة الكاملة في كل شيء.
وكان رئيس الوزراء في حكومة التوافق الوطني د. رامي الحمدالله قد زار قطاع غزة في التاسع من أكتوبر العام الماضي، بعد 130 يوماً من توليه منصبه.
وبدأ الحمد الله ظهر أمس الأربعاء زيارة إلى قطاع غزة، من المقرر أن تستمر ثلاثة أيام وتعد الثانية منذ إعلان تشكيل الحكومة مطلع يونيو الماضي بموجب تفاهمات للمصالحة بين حركة حماس ووفد من منظمة التحرير.
أجواء تفاؤلية
المحلل السياسي، هاني حبيب، أبدى تفاؤلا من زيارة الحمدالله، لغزة، مستدركا: لكن هذا غير كاف للاطمئنان على النتائج المحتملة لهذه الزيارة".
وقال حبيب لـ"شمس نيوز":أخشى أن تشكيل اللجان، هو عملية تمييع للقرارات التي من المفترض أن تتخذ مسبقا".
وأضاف: العبرة في تنفيذ كافة القضايا والملفات العالقة ووضعها ليس موضع الحوار فقط، ولكن الانتقال من الحوار إلى تشكيل سياسات متوافق عليها من قبل الطرفين المعنيين بهذه الأزمة حركتي فتح وحماس" مشدداً على ضرورة توافر الإرادة الحقيقية الجدية لدى كل الأطراف، للخروج من هذه الأزمة.
وأردف حبيب بالقول: إذا ما توفرت الإرادة الحقيقية والنوايا الفعلية بعيداَ عن التصريحات في وسائل الإعلام فإنه من الممكن جداً تجاوز كافة العقبات، لكن إذا بقيت الأمور عالقة على سلم السياسات الفئوية الضيقة وانعدمت الإرادة، لن يكون هناك إمكانية لتوفير الفرصة لتنفيذ كل ما يتفق عليه".
وعن ردة فعل حماس من زيارة الحمدالله، لفت المحلل حبيب إلى أن "العلاقات أصبحت أفضل وأن هناك أجواء طيبة وتراجع عن تصريحات نارية سبقت السيارة"، مشيراً إلى أن هناك أجواء من التفاؤل بشكل عام من ممكن أن تستثمر جيداً لصالح الإقدام على خطوات جدية لإنهاء حالة الانقسام.
وكان وفد من حركة "حماس" برئاسة خليل الحية وعضوية كل من زياد الظاظا وسامي أبو زهري وغازي حمد، قد التقى الليلة الماضية مع الحمدالله ووزراء حكومة التوافق في غزة.
وكشف عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، خليل الحية، أن وفد حركته الذي التقى رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد لله، اتفق معه على تشكيل لجنة للبدء في وضع الحلول والمقترحات لكافة أزمات قطاع غزة.
وقال الحية في تصريح صحفي، اليوم الخميس: "إن الاجتماع ساده جو من الصراحة والوضوح، وتم مناقشة كافة مشاكل غزة من كهرباء وإعمار وموظفين وغير ذلك"، موضحاً أن الحمد الله طرح جملة من الحلول والأفكار، ووعد بالعمل على تنفيذها.
في الاتجاه الصحيح
في السياق ذاته، اعتبر المحلل السياسي، حسن عبدو أن زيارة الدكتور رامي الحمدالله تأتي في اتجاهها الصحيح والإيجابي، رغم أن سقف التوقعات متدنٍ من هذه الزيارة.
وبيّن عبدو في حديثه لـ"شمس نيوز" أن اللقاء وجهاً لوجه مع حركة حماس والفصائل الفلسطينية في غزة لبحث الأزمات والملفات العالقة هو الأمر الإيجابي، معرباً عن أمله أن تكون مخرجات الحوارات إيجابية تخدم المجموع الوطني الفلسطيني.
وتوقع عبدو أن يتم التباحث حول معظم الملفات ويتم ترحيلها من خلال لجان مشتركة.
وتابع: زيارة الحمدالله بمعظمها استكشافية، ولم تحمل حلولا جذرية بشكل واضح للملفات والمعضلات الموجودة في قطاع غزة".
وكان وفد سويسري قدم إلى قطاع غزة الأسبوع الماضي، للقاء الفصائل الفلسطينية، وسبقها قدوم السفير القطري محمد العمادي رئيس اللجنة القطرية لإعمار غزة، وتوقيع اتفاقيات لبدء إعمار القطاع بعيدًا عن أي تدخل من الحكومة في رام الله كما كان سابقًا.