سيبقى المسجد الأقصى المبارك دائما, محور الصراع بين تمام الحق وتمام الباطل, وسيبقى الأقصى كاشفا لعورات أولئك المتاجرين بالقضية الفلسطينية, والساعين الى تحقيق مكاسب شخصية على حساب قضيتهم وشعبهم, بات من الواضح ان الاحتلال يسعى بكل قوة لخلق واقع جديد في المسجد الأقصى المبارك, واقع يؤسس للتقسيم الزماني والمكاني, ويؤسس لبناء الهيكل المزعوم على انقاض المسجد الاقصى المبارك, ويؤسس لإقامة الصلوات التلمودية في باحات الأقصى, ونفخ البوق, والاعلان عن السيطرة اليهودية على المسجد الأقصى, والغريب والعجيب ان العالم العربي والإسلامي يعيش حالة اللامبالاة وعدم الاهتمام بنوايا الاحتلال واطماعه العدوانية تجاه المسجد الأقصى, يقول الخبير المقدسي رئيس مركز القدس الدولي د. حسن خاطر، أن الاحتلال أصبح يسخر المناسبات والأعياد اليهودية سياسيا؛ لتسويق شخصيات دينية وسياسية, وان الأقصى أصبح قبلة السياسيين الإسرائيليين، ولمن يريد تسويق نفسه سياسيًا ودينيًا من خلال زيارته وأداء طقوس، كما يفعل ابن غفير، ويهودا كليلك, وذكر د. خاطر، أن الأمور ذاهبة لإحكام القبضة على الأقصى بواسطة المتطرفين والسياسيين، فالكنيست والتشكيلة السياسية القادمة واضح أنها تخضع لهذا اللون، وتهدف لإيهام العالم بأن الأقصى مقدس ديني يهودي, وأن الطقوس التلمودية في المسجد الأقصى خطيرة جدا، وتعمل على تهويد المدينة المقدسة، وحشد أكبر عدد من المتطرفين. والاحتلال لا يستطيع تنفيذ كل ما يتم الحديث عنه تحت بند الأعداد التي لم تصل إلى الحد المطلوب في اقتحامات الأقصى السابقة، والدليل والثابت بالصور والأسماء، أن عدداً من المستوطنين بعد كل جولة اقتحام يقومون بتبديل ملابسهم ودخول الأقصى بنفس اليوم لإيهام الفلسطينيين والعالم، أن هناك أعداداً كبيرة من المستوطنين تؤمن بفكرة أداء الصلوات والعبادات اليهودية داخل الأقصى.
الى هذا الحد وصلت أطماع الاحتلال الصهيوني في المسجد الأقصى المبارك في ظل التقاعس العربي والإسلامي عن نصرة الأقصى والدفاع عنه، يقول رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، « إن الشعوب العربية والإسلامية ستشهد يقظة تُغير الواقع المُر، إذ إن الشعوب لن تبخل مطلقًا في تقديم ما تستطيع؛ نصرة للمسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض لانتهاكات خطيرة. وأضاف: «إن كانت الأمة اليوم عاجزة عن التصدي للصهاينة، أو التظاهر في بلدانها ضد التطبيع واقتحام الأقصى المستمر من قبل الصهاينة؛ فإن الأيام القريبة ستحمل يقظة، تُغير الواقع المر الذي نعيشه». وأكد الشيخ حمود، أن وقاحة المتطرفين اليهود، وتخطيطهم لاقتحام الأقصى، وممارسة طقوس «النفخ بالبوق» في الأعياد القادمة لم يكن ليحدث؛ لولا التطبيع المجرم لبعض الأنظمة العربية التي كشفت وجهها الحقيقي للاستسلام للمشروع «الصهيوأمريكي» الذي يشوه العقيدة الإسلامية، ويسرق خيرات وثروات الأمة», ونحن نأمل ان تتحرك الامة للدفاع عن أقصاها حتى وان تقاعس الزعماء العرب, وتغافلوا عن دورهم الديني والوطني والأخلاقي تجاه القضية الفلسطينية, فالشعوب هي التي تحدد سياسات الزعماء, وطالما ان الأقصى جزء من عقيدة المسلمين فالواجب عليهم الدفاع عن عقيدتهم عندما يتعرض اقصاهم للمصادرة على يد الاحتلال الصهيوني وقطعان مستوطنيه, فالاحتلال اعتاد دائما ان يحول اعياده الى نكبات على الفلسطينيين, ويحاول السيطرة على املاكهم ومقدساتهم وارضهم لتنفيذ مخططاته العدوانية, لأجل ذلك فرضت قوات الاحتلال بالأمس قيودا مشددة على دخول الفلسطينيين للمسجد الأقصى، ودققت في هوياتهم واحتجزت بعضها عند بواباته الخارجية, وأغلقت القدس وعزلتها عن محيطها الخارجي, وزعمت ان هناك تحذيراً من تنفيذ «هجمات» خلال الأعياد, لذلك فرضت طوقا شاملا على القدس.
بالأمس اقتحم مئات من المستوطنين، ساحات المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة وسط حماية مشددة من قوات الاحتلال الصهيوني، وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة بأن المئات من المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية في ساحاته برفقة عناصر شرطة الاحتلال التي قامت بإبعاد الفلسطينيين عن مسار اقتحام المستوطنين لساحات الحرم. وأوضحت أن المستوطنين المقتحمين تلقوا شروحات عن «الهيكل» المزعوم، وأدوا طقوسا تلموديه في ساحات الحرم، وتحديدا في منطقة باب الرحمة وقبالة باب السلسلة، قبل مغادرة ساحات الأقصى بحماية مشددة من شرطة الاحتلال، وامام هذا الانتهاك الفاضح دعا خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري إلى تكثيف الرباط داخل باحات المسجد، لإحباط المخططات الاستيطانية بتنفيذ اقتحامات غير مسبوقة داخله، تزامنا مع الأعياد اليهودية. وأشار إلى أن دعوة الرباط في الأقصى مستمرة طالما الأخطار تهدده، محذرا في الوقت نفسه من تصاعد وتيرة اعتداءات الاحتلال وانتهاكات مستوطنيه بحق الأقصى، وأكد أن الاحتلال حول مدينة القدس إلى ثكنة عسكرية كبيرة، ويلاحق الشبان، ويمنعهم من دخول المسجد الأقصى والصلاة والرباط فيه. وأضاف صبري: «هم يحاولون إدخال البوق إلى المسجد الأقصى، هذا الاقتراح خطير ومرفوض، وسيفشل، كما أفشل المقدسيون مخططاتهم السابقة» فهلا ادركنا كم الخطر الذي يحدق بالأقصى لكننا على ثقة ان المقدسيين سيسيجون الأقصى بدمائهم وارواحهم لحمايته والدفاع عنه, وشعبنا الفلسطيني لن يسمح للاحتلال بالاستفراد بالأقصى, والأمة مطالبة بالنهوض سريعا.