قائمة الموقع

مفكر لبناني: الجهاد الإسلامي ركن أساسي من أركان المقاومة ورؤيتها الاستراتيجية واقعية وقابلة للتطبيق

2022-09-29T00:02:00+03:00
مسيرة الجهاد الاسلامي غزة.jfif
شمس نيوز - خاص

أكد المفكر اللبناني وأستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية د. طلال عتريسي، أن الرؤية الاستراتيجية التي قدمتها حركة الجهاد الإسلامي قبل 35 عامًا لتحرير فلسطين، أصبحت اليوم رؤية واقعية قابلة للتطبيق.

وقال د. عتريسي في حوار مع "شمس نيوز"،: "إن رؤية الجهاد الإسلامي كانت قبل ثلاثة عقود مجرد أفكار مضيئة لاستراتيجية التحرير؛ لكن اليوم أصبحت أكثر واقعية؛ خصوصًا بعد الإنجازات التي حققتها الحركة، أو الفصائل الأخرى، أو محور المقاومة بجعل المستوطنين في حالة انعدام الأمل، والرغبة في الهجرة، ومغادرة فلسطين المحتلة.

وذكر المفكر اللبناني، أن الجهاد لا زالت تتمسك وتعمل وفق الاستراتيجية التي وضعتها قبل 35 عامًا من أجل تحرير فلسطين كاملة؛ فهي لم تذهب إلى أي فكرة لحل دولتين، أو إقامة دولة على حدود الـ 67، أو الاتفاق على هدنة طويلة أو قصيرة مع الاحتلال، كما أن الحركة لم تذهب إلى انتخابات تحت الاحتلال.

صدارة المشهد

ويرى د. عتريسي أن تمسك الجهاد برؤيتها جعلها في صدارة الرؤية الاستراتيجية، وجعلت الذين كانوا يعتقدون أنها ستحبو أو تتراجع، لا يستطيعون اليوم أن ينكروا حضورها وتأثيرها وفعاليتها.

وأكد د .عتريسي أن الجهاد أصبحت ركنًا أساسيًا من أركان المقاومة، فلا يكمن تجاهلها  على المستوى الفلسطيني أو الإقليمي، إضافة إلى أن العدو يحسب لها ألف حساب، ويخشى تهديدات أمينها العام الأستاذ زياد النخالة، الذي تمكن من خوض معارك عسكرية مع الاحتلال، زادت من حضور الحركة وقوتها.

ولفت المفكر اللبناني إلى، أن الجهاد لا زالت تتمسك وتحيي الثوابت العقائدية والدينية التي كانت غائبة منذ احتلال فلسطين وأحيتها الجهاد عند انطلاقها، كما أنها تتمسك برؤيتها الاستراتيجية التي ترى تحرير فلسطين من الصهاينة عبر المنظور الإسلامي، وأنها قضية مركزية للأمة الإسلامية.

وتميزت الجهاد وفقًا للدكتور عتريسي بالحفاظ على وحدة النسيج الفلسطيني؛ فكانت تدعو الفصائل إلى الوحدة ورص الصفوف، لا سيما بعد الانقسام؛ فهي فلم تنزلق لعصبية أو للتحيز إلى فصيل عن الآخر، وهذا يُدلل على تمسكها برؤيتها التي تقول: "يجب أن تتوحد الفصائل كافة لمواجهة الاحتلال ".

تحديات خطيرة

ويشير د. عتريسي إلى، أن الجهاد استطاعت تصدر المشهد والتمسك برؤيتها، رغم الظروف الصعبة التي مرت بها منذ انطلاقتها، سواء على صعيد المناخ السياسي الذي كان سائدًا قبل انطلاقتها، أو التحديات الأخرى.

وقال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية:" الأحداث الخطيرة التي توالت على القضية الفلسطينية من اجتياح بيروت، وإنهاء دور المقاومة، وإخراج منظمة التحرير من لبنان، إضافة إلى التحضير للتفاوض مع الاحتلال، جعل لا بد من انطلاقة الجهاد الإسلامي بعملية عسكرية مباشرة.

وأشار إلى أن الجهاد الإسلامي سلكت اتجاهًا معاكسًا للاتجاه الذي كان سائدًا في ثمانينيات القرن الماضي، حيث ثقافة الهزيمة وثقافة التفاوض، فظهرت الحركة؛ لإنقاذ استراتيجية تحرير فلسطين من الصهاينة.

وعدد د. عتريسي تحديات أخرى واجهت الجهاد، بدءًا باتفاق أوسلو، واغتيال مؤسسها الدكتور فتحي الشقاقي، واغتيال قادتها العسكريين، وانتفاضة الأقصى، والانتخابات المسمومة، إضافة إلى الانقسام بين فتح وحماس، وبالإضافة لتحديات أخرى كبيرة كانت تهدف لوأد الحركة وإنهاء حضورها.

وذكر المفكر اللبناني، أن الجهاد كانت تدرك حقيقة ما يجري حولها؛ لذلك عملت على تجنب الوقوع في الاعوجاج والفتن من خلال الحفاظ على رؤيتها الاستراتيجية الثابتة بأن مواجهة الاحتلال هي من توحد الشعب.

التعامل مع الواقع الإقليمي المتغير

وحول علاقة الجهاد بدول الإقليم في ظل الواقع المتغير، قال د. عتريسي إن الحركة تمكنت من إدارة التعامل مع الواقع الإقليمي المتغير بإتقان، لافتًا إلى أن مواقفها مما يجري بالعالم العربي كانت واضحة؛ لذلك حافظت على قدراتها واستمراريتها، وجعلت الأطراف الإقليمية تتعامل معها.

وأضاف:" الجهاد لم تقطع العلاقات مع سوريا، أو مصر، أو إيران، أو أطراف أخرى، وهذا ميزة جعلتها تحظى باحترام وتقدير دول الإقليم".

وفي هذا الإطار أشار المفكر اللبناني أن "الجهاد" أصبحت حركة لا يمكن لأي طرف فلسطيني، أو إقليمي، أو حتى إسرائيلي، أن يتجاهل قدرتها وثباتها ونجاحها في التعاطي مع المتغيرات التي حصلت سواء بعد استشهاد د. فتحي الشقاقي، أو غياب د. رمضان عبد الله، أو بقيادتها الحالية المتمثلة بالأمين العام القائد زياد النخالة".

"وحدة الساحات" استراتيجية متقدمة

وركز المفكر اللبناني في حواره مع "شمس نيوز" على أهمية المعارك التي خاضتها الجهاد الإسلامي، في مواجهة المخاطر التي كانت تستهدف القضية الفلسطينية، فضلا عن محاولات القضاء على الحركة.

وقال د. عتريسي إن الجهاد كانت مستهدفة، وتعرضت لمحاولة القضاء عليها من خلال الاعتداءات الإسرائيلية المباشرة على قادتها السياسيين والعسكريين، إلا أنها خاضت معارك مصيرية أثبتت قدرتها على الصمود، والتحدي، والمواجهة.

وأشار إلى أن الجهاد لم تكن بهذه القوة والقدرة على المواجهة قبل ثلاثة عقود، فبذلت الحركة جهودًا كبيرة بالتنسيق مع محور المقاومة في الخارج، وطورت قدراتها العسكرية والقتالية، ونجحت في تجاوز كل التحديات السابقة، وصولا إلى معركة وحدة الساحات.

ووصف د. عتريسي معركة وحدة الساحات التي خاضتها الجهاد الإسلامي ضد جيش الاحتلال بالمعركة المفصلية، فما قبل وحدة الساحات ليس كما بعده، مؤكدًا أن شعار المعركة كان له أهمية كبيرة على مستوى فلسطين من خلال الغرفة المشتركة، وعلى مستوى محور المقاومة.

ويرى أن "وحدة الساحات" رؤية استراتيجية متقدمة للجهاد الإسلامي، وهذه الرؤية التي يجب أن تكون عليها الفصائل الفلسطينية في الداخل، ومحور المقاومة في الخارج، مشددًا على أن الجهاد تمكنت من تثبيت هذا المصطلح الاستراتيجي.

وأكد أن الجهاد الإسلامي عندما تخوض معركة، وتخرج مرفوعة الرأس لم تنكسر هامتها، بل أفشلت أهداف العدو، يدلل ذلك على أنها باتت في صدارة المشهد الفلسطيني، وصدارة مشهد فصائل المقاومة في فلسطين.

وختم د. عتريسي حواره مع "شمس نيوز" جازمًا بأن "الجهاد الإسلامي" ستواصل نهجها المقاوم المتصاعد؛ لتصبح أكثر قدرة وأكثر ثباتا، وأن تنسج المزيد من العلاقات على المستوى الإقليمي، وأن تكون النموذج التي يتطلع إليه الشعب الفلسطيني من أجل وحدة الشعب، ووحدة ساحات محور المقاومة لتحرير فلسطين.

يُشار إلى أن حركة الجهاد الإسلامي تستعد خلال الأيام القادمة؛ لإحياء ذكرى انطلاقتها الـ35 في الساحات الخمس (سوريا – لبنان – اليمن – غزة – جنين) والتي تصادف يوم السادس من أكتوبر 2022، تحت عنوان "قتالنا ماضٍ حتى القدس"، فيما حمل شعار الانطلاقة خارطة فلسطين، يعلوها فوهة بندقية فوق الرقم 5، وصاروخ فوق الرقم ثلاثة، في إشارة إلى خيار المقاومة

اخبار ذات صلة