قائمة الموقع

جنين تفتح الأبواب لمقاوميها الأبطال

2022-09-29T14:18:00+03:00
كتيبة نابلس.jpg
بقلم/خالد صادق

بالأمس صدحت مكبرات المآذن بالأذان، وترافق ذلك مع دعوات من رواد المساجد للمواطنين غبر مكبرات الصوت بفتح أبواب المنازل للمقاومين، والاستعداد لمعركة المواجهة مع الاحتلال الصهيوني، وتجسيد حالة التلاحم بين المقاومة والشعب والتي اعتدنا عليها في كل معركة تخوضها جنين ضد الاحتلال، فخرج الرجال والأطفال والنساء الى الشوارع بعد ان اشرعوا أبواب منازلهم امام المقاومين فأقاموا الحواجز والمتاريس لإعاقة تحركات دوريات الاحتلال وأشعلوا الإطارات المطاطية, وجمعوا اكوام الحجارة التي سيرجمون بها دوريات الاحتلال, فجنين كانت على علم مسبق بهذه المعركة, واستعدت لها بالإمكانيات المتاحة, والمقاومة التي حرمت على الاحتلال الولوج الى مدينة جنين ومخيمها, تحدت ان يترجل جندي صهيوني من دبابته المحصنة لتطأ قدمه ارض المخيم, الاحتلال كان يمهد لهذه المعركة من خلال تصريحات صدرت على لسان قادته العسكريين بعد سلسلة العمليات البطولية التي نفذها قادة المقاومة, وقرب الانتخابات الصهيونية يسرع من وتيرة العمل العسكري الصهيوني ضد المقاومين في الضفة المحتلة, لان الاحتلال قرب أي انتخابات يفتح بازاراً على دماء شعبنا ليكون قربانا يقدمه السياسيون الصهاينة المرشحين للانتخابات للناخب الصهيوني, فالناخب الصهيوني لا يقنعه في أي استفتاء الا إراقة الدماء وازهاق الأرواح, وكلما زادت الدماء, زادت حظوظ المرشح الصهيوني للفوز بالانتخابات, وكما قلنا سابقا ونؤكد عليه اليوم, فان خطاب رئيس السلطة محمود عباس في أروقة الأمم المتحدة, وتجريمه للفعل المقاومة, وتعهده بالحفاظ على امن «إسرائيل» وتمسكه بالسلام كخيار استراتيجي للسلطة لا بديل عنه, هو الذي اعطى الاحتلال مبررا لملاحقة المقاومين واستهدافهم, واستخدام القوة المفرطة للوصول اليهم, وهو الذي زاد من وتيرة التعاون الأمني بين أجهزة امن السلطة والاحتلال الصهيوني لمحاصرة المقاومة وتصفيتها.

بالأمس دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية كبيرة لمخيم جنين، يرافقها عدد من الدبابات، وتحميها الطائرات، ودخلت المخيم بطريقة مباغتة عبر قوات عسكرية خاصة، لتعلن أن الهدف من الحملة هو اغتيال عبد الرحمن حازم شقيق الشهيد رعد حازم منفذ عملية تل أبيب التي أدت لمقتل عدد من جنود الاحتلال, وتصدت كتيبة جنين لقوات الاحتلال التي اقتحمت المخيم بأعداد كبيرة ، معلنةً عن استهداف عدد من آيالياتها العسكرية التي اقتحمت المخيم , وأكدت وزارة الصحة بجنين وصول عدد من الشهداء واكثر من اربعة وأربعين إصابة بجروح مختلفة بينهم حالتان خطرتان، حيث تم انتشال الشهيدين عبد الرحمن حازم شقيق الشهيد رعد خازم منفذ عملية تل ابيب البطولية, ومحمد براهمة بعد اشتباكات دارت بينهم وبين قوات الاحتلال الذي استخدم أعتى الأسلحة لساعات طويلة دون أي استسلام, بالإضافة إلى الإعلان عن ارتقاء الشهيد أحمد علاونة ، بالإضافة الى ارتقاء الشهيد محمد أبو ناعسة, ويمكن ان يزداد عدد الشهداء في أي لحظة بعد وصول جرحى للمستشفيات حالتهم بالغة الخطورة, الغريب ان هذه الجرائم الصهيونية لا تواجهها السلطة حتى بخطاب استنكاري, فهي ترفع شعار «شاهد مشفش حاجة», الخطورة في هذه العملية العسكرية الصهيونية على مخيم جنين ان تمر دون عقاب, لان هذا سيؤدي الى مزيد من الجرائم, وسيشجع الاحتلال على الاستمرار في هذه العمليات في عدة مدن بالضفة الغربية المحتلة بوتيرة متصاعدة, فالاحتلال يعمي على جرائمه في المسجد الأقصى المبارك, من خلال الانشغال بتصعيد عسكري في جنين, فهو يسعى لتمرير مخططات بعينها بنفخ البوق وإقامة الصلوات تمهيدا للتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك, والذي يعني البدء بالخطوة الثانية حيث إقامة الهيكل المزعوم على انقاضه.

اليوم منوط بنا ان نبحث عن سبل لمواجهة اقتحامات الاحتلال الصهيوني للمدن والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة, الامر يتطلب تحركا جماعيا على مستوى مدن الضفة الغربية لحماية جنين, المقاومة في نابلس والخليل ورام الله وطولكرم وطوباس وكل مدن الضفة مطالبة لمشاغلة الاحتلال من خلال العمليات البطولية, يجب الخروج لمواجهة الاحتلال في اوكاره التي يتحصن بها, كي يدرك انه سيدفع ثمن جرائمه, وانه لا يمكن ان يستفرد بمدينة او مخيم على حساب مدينة أخرى او مخيم اخر, واجهوا الاحتلال كوحدة واحدة, استمعوا لنصيحة فتحي الخازم والد الشهيد رعد والشهيد عبد الرحمن الذي قال بصوت مدوٍ «ابقوا يد واحده ضد الاحتلال» وأضاف :» هدموا بيوتي ولم يهدموا إلا أحجارا، وقتلوا أبنائي ولكنهم ليسوا بقتلى فقتلانا في الجنة وقتلاهم في النار، الله مولانا ولا مولى لهم، ونحتسب أولادنا عنده شهداء», هذه الروح الوثابة التي تحلى بها والد الشهيدين رعد وعبد الرحمن الخازم, يجب ان تسكن عقولنا وتترسخ في اذهاننا وتحفزنا على التمسك بخيار المقاومة الذي لا بديل عنه, فهو السبيل للوصول الى الأهداف وتحقيق الغايات المرجوة, فما ترك قوم الجهاد الا ذلوا, لذا فنحن على يقين ان المقاومة هي السبيل الوحيد لإفشال مخططات الاحتلال, وغزة اثبتت فعلا صحة ذلك.

اخبار ذات صلة