35 عاماً على انطلاقة حركة الجهاد الإسلامي التي لا تزال تثبت في كل يومٍ وكلِ حينٍ أنها "ضرورة وطنية، وإسلامية، وجهادية، وإنسانية"، ذلك لأن الجهاد الإسلامي تمسكت بالثوابت الوطنية، والتزمت بخطها الواضح، وحافظت على المبادئ التي انطلقت من أجلها ولم تنجرّ إلى حلول وهمية.
35 عاماً على انطلاقة حركة الجهاد الإسلامي وما تزال تسهم إسهاماً واضحاً في إثراء مسيرة النضال الفلسطيني التي لن تنتهي غداً أو بعد غد، 35 عاماً وحركة الجهاد الإسلامي ترسم قواعد الاشتباك السياسي والأمني والعسكري والفكري في سياق الصراع المتواصل.
المفكر الإيراني الدكتور محمد صادق الحسيني لم يتردد لحظة في حواره مع "شمس نيوز" بالقول "إنَّ انطلاقة حركة الجهاد الإسلامي شكلت (انعطافة تاريخية) مهمة في تاريخ الأمة الإسلامية، وفي سياق الصراع مع الكيان الإسرائيلي؛ إذ استطاعت أن تعيد الصراع إلى حقيقته".
ويضيف الدكتور الحسيني: "الجهاد الإسلامي تجمع في جوانب فكرها بين (الإسلام والثورة) لذلك كانت انطلاقتها (مرحلة مفصلية) في تاريخ الصراع مع الكيان، كما أنَّ أداءها العسكري المميز في مقارعة الكيان الإسرائيلي، أثبت للقاصي والداني أن اجتثاث الكيان يكون عبر المقاومة والمقارعة والاشتباك والمشاغلة، لا بحلول المهادنة والمساومة".
وذكر أن الجهاد الإسلامية أعادت الصراع إلى حقيقته، وأعادت فلسطين إلى عمقها الإسلامي؛ بعدما حاولت أطراف عديدة سلخ فلسطين عن هويتها الإسلامية، وجعلها قضية فلسطينية داخلية.
وأضاف: "فكرة الجهاد الإسلامي أصولها ثابتة وفروعها في السماء؛ كونها تستمد فكرها من الإسلام وفلسطين، أطلقها وبلورها المفكر الشهيد فتحي الشقاقي، ونمَّاها وعززها الدكتور الراحل رمضان شلح، وتقدم بها وقواها الأستاذ زياد النخالة، انطلقت الحركة من الفهم الواضح والوعي الناضج لحقيقة الصراع".
وتابع: "الجهاد الإسلامي نجحت في الجمع بين أمرين مهمين، إذ استطاعت من الناحية الفكرية والممارسة العملية الجمع بين (فلسطين والإسلام)، فجمعت بين البعد الإسلامي والوطني، واستطاعت بصدق مبادئها والتمسك بالثوابت التي أطلقها مؤسسوها أنْ تكتسب جماهيرية كبيرة، وأن تحوز على ثقة قطاع عريض من الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم".
ولفت إلى أن الجهاد تجمع في مبادئها وفكرها بين الثابت والمتغير، فهي تتمسك بالثوابت الدينية والعقائدية والتي من بينها فلسطين، أما فيما يتعلق بالمتغير في حركة الجهاد الإسلامي، فالمقصود أنها تقدّم رؤية تجديدية في الفكر الإسلامي في مختلف القضايا المعاصرة في شؤون الحياة الاجتماعية، والسياسية، والتربوية، واليومية، والحوادث الطارئة.
وذكر أن ما ميَّز حركة الجهاد الإسلامي عن غيرها من التنظيمات والأحزاب أنها حركة نضالية بمرجعية إسلامية تؤمن بالكفاح المسلح، بناءً على نص قرآني واضح، لذلك "نرى أنَّ فلسطين والأمة متعطشة لفكرة الجهاد الإسلامي؛ كونها تجمع بين الحسنيين النضال الوطني والجهاد المقدس، وهو ما زاد من جماهيرية الحركة وثقة المسلمين بها".
وذكر أنَّ حركة الجهاد الإسلامي تتميز بأنها حركة فتية تحافظ على ديمومتها من خلال تنوع الأجيال بداخلها؛ فهي تجمع بين الجيل الشاب وجيل كبار السن، مشيراً إلى أن ذلك دليل على تعاظم الحركة وتطورها، ودليل على أن مستقبلا مشرقا ينتظر الحركة في سياق صراعها مع العدو.
وأشار إلى أنَّ أمناء الجهاد الإسلامي وهم الدكتور الشقاقي، والدكتور شلح، والأستاذ النخالة كانوا أمناء على القضية الفلسطينية، وأمناء على التاريخ، وعلى الدماء التي سالت، وتسيل، وستسيل على أرض فلسطين، فلن يغيروا من مبادئهم وثوابتهم تجاه فلسطين رغم الاستهداف الذي تعرضت له الحركة في جميع المراحل النضالية.
ولفت إلى أنًّ "الجهاد الإسلامي" حركة صعبة في كل معطياتها في الصراع مع العدو، فهي حركة صعبة على الترويض والاحتواء، سواء عبر الإغراءات، أو عبر الاستهداف، وقد قدمتْ في ذلك دماء مجاهديها وعلى رأسهم دماء مؤسسها الدكتور الشقاقي، مشدداً على أنَّ تلك المعادلة الفكرية التي تسير عليها الجهاد جعلت الاحتلال يخشاها من بين كثير من الحركات.
وأشاد بجهود الأمين العام الحالي الأستاذ زياد النخالة (أبو طارق) في تطوير مرافق الحركة، والحفاظ على مبادئها، وعلاقاتها بمحور المقاومة، مشدداً على أنَّ الجهاد الإسلامي تقف في نقطة متقدمة من فلسطين بوجود النخالة.
وأوضح أنَّ العدو الإسرائيلي بات يحسب للجهاد الإسلامي وذراعها العسكري سرايا القدس ألف حساب، وأنَ العدو أصبح أكثر حذراً في التعامل مع القضايا الفلسطينية مع وجود حركة الجهاد الإسلامي.
وبيَّن أنَّ الجهاد الإسلامي وذراعها العسكري سرايا القدس باتت تشكل مدرسة في الكفاح الإسلامي المعاصر، وباتت هي صمام الأمان الحقيقي لفلسطين كل فلسطين.
وذكر أن سرايا القدس نجحت في مراكمة القوة، ومشاغلة العدو الصهيوني، داعياً إياهم للتمسك بفكرة مشاغلة العدو، والاستمرار بمقاومته واستنزافه وزعزعة أمنه حتى تحرير فلسطين كل فلسطين.