أكد النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور حسن خريشة، أن حركة الجهاد الإسلامي شكلت إضافة نوعية، ونقلة قوية للعمل الوطني الفلسطيني، تحديدًا العمل المقاوم الذي تتصدره الحركة حاليًا في الضفة خاصة في جنين ونابلس.
وأوضح د. خريشة لـ"شمس نيوز"، أن حركة الجهاد حافظت على نفسها ومنهجها واستراتيجيتها منذ اللحظة الأولى لانطلاقتها الجهادية عام 1987، وذلك بوضع برنامج محدد وواضح أعلنه الشهيد المؤسس الدكتور فتحي الشقاقي.
وأشار إلى أن الحركة تبنت برنامج المقاومة الشامل، واعتبرت حدود فلسطين التاريخية من النهر إلى البحر حقا كاملا للفلسطينيين تقاتل من أجلها، كما عارضت الحركة منهج المفاوضات، والتسويات، والدخول إلى السلطة سواء عبر الانتخابات أو غيرها، مشددًا على أن الحركة ومنذ تأسيسها حافظت على هذا النهج وبقاء برنامجها واضحا وثابتا.
وتميزت الحركة وفقًا لرئيس المجلس التشريعي، بأن قيادتها هم مفكرون وكتاب ومثقفون وشهداء، قائلًا: "إن مؤسسها د. فتحي الشقاقي اغتيل على يد الموساد في مالطا وهو مفكر عظيم، بينما الأمين العام الراحل الدكتور رمضان عبدالله شلح كان مفكرًا وفيلسوفًا ومثقفًا واسع الأفق ومبادرا للوحدة الوطنية، أما أمينها العام الحالي القائد زياد النخالة فقد أعاد الروح للمقاومة تحديدًا في مدن الضفة المحتلة".
وشدد على أن الجهاد منسجمة مع مبادئها التي حددها الشقاقي، ومنسجمة مع ذاتها، فهي فلا تقبل المفاوضات أو التسوية على مبادئها؛ لذلك تتعرض الحركة لمحاولات من البعض لاحتوائها؛ لكن أجزم أن الجهاد لا يمكن أن تنكسر ولا يمكن أن تخضع أوتتنازل عن مبادئها الثابتة.
ولفت إلى أن الجهاد الإسلامي لها حضور كبير في الضفة الغربية، فقد شكل مقاوموها نقلة نوعية للمقاومة، وشكلوا بنية تحتية قوية للمقاتلين تجلت في كتيبتي جنين، ونابلس، ومناطق أخرى من الضفة.
ويرى د. خريشة أن الجهاد تمكنت من توحيد الساحات، ففي قطاع غزة تشترك الحركة مع فصائل المقاومة كافة خلال أي اعتداء إسرائيلي ضد أبناء شعبنا في القطاع، وقد تجلى ذلك في معركتي سيف القدس ووحدة الساحات، لافتًا إلى أنه في المعركة الأخيرة أثبتت الجهاد أنها قادرة على مواجهة الاحتلال وبشكل جيد أيضًا.
وحول مواقف الجهاد في الشأن الداخلي الفلسطيني قال د. خريشة: "يحسب للجهاد الإسلامي أنها حافظت على مسيرة نقية جيدة؛ فهي لم تكن في يوم من الأيام طرفًا للانقسام بل كانت داعية للوحدة الوطنية، ووحدة منظمة التحرير وانتخابات المجلس الوطني.
وفيما تتعرض له حركة الجهاد الإسلامي، أشار إلى أن الجهاد عصية على الكسر، فهناك التفاف شعبي وجماهيري كبير لنهج المقاومة الذي تقوده الجهاد الإسلامي اليوم في الضفة المحتلة، قائلًا: "هناك في غزة مقاومة تشترك فيها جميع الفصائل الفلسطينية والعناوين كثيرة "حماس والجهاد والشعبية والالوية وغيرها"؛ لكن في الضفة المحتلة هناك عنوان بارز لينتمي المقاتلين تحت إطاره اسمه الجهاد الإسلامي".
وطالب د. الخريشة، حركة الجهاد الإسلامي لمواصلة الطريق بذات البرنامج النضالي والكفاحي الثابت منذ انطلاقتها؛ لأنه البرنامج الذي تلتف حوله الجماهير الفلسطينية، داعيًا الحركة لتطوير الأداء السياسي بما يخدم القضية ويشمل جميع الأراضي الفلسطينية في الداخل والخارج والشتات وغيرها بذات النهج المقاوم الذي تقوده اليوم.
يُشار إلى أن حركة الجهاد الإسلامي تستعد خلال الأيام القادمة؛ لإحياء ذكرى انطلاقتها الـ35 في الساحات الخمس (سوريا – لبنان – اليمن – غزة – جنين) والتي تصادف يوم السادس من أكتوبر 2022، تحت عنوان "قتالنا ماضٍ حتى القدس"، فيما حمل شعار الانطلاقة خارطة فلسطين، يعلوها فوهة بندقية فوق الرقم 5، وصاروخ فوق الرقم ثلاثة، في إشارة إلى خيار المقاومة.