غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

مغامرة سلاح المسيرات بين القبول والرفض

طائرات الاستطلاع الإسرائيلية.jpg
بقلم/ خالد صادق

لا زال الخلاف محتدماً في المؤسسة العسكرية والأمنية الصهيونية حول استخدام سلاح المسيرات لاستهداف المقاومين الفلسطينيين في الضفة المحتلة بصواريخ هذه المسيرات، رغم قرار ما يسمى برئيس أركان الجيش الصهيوني أفيف كوخافي الذي اعطى الضوء الأخضر لجنود الاحتلال لاستخدام طائرات دون طيار مُسلّحة لتنفيذ عمليات اغتيال بالضفة الغربية، فقد كشفت صحيفة هآرتس، عن وجود خلافات وتباين في الموقف والآراء بشأن استخدام الطائرات بدون طيار ضد الفلسطينيين خاصة في ظل التوتر الأمني في جنين ونابلس. وبحسب الصحيفة، فإن هناك «شخصاً ما» حرص على التسريب وإطلاع القنوات المتلفزة، أن رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي أعطى الضوء الأخضر لقواته بتنفيذ إجراءات مضادة موجهة من الجو في الضفة الغربية، فيما علق ناطق عسكري أن القرار يتعلق فقط بإزالة تهديد عاجل عند الحاجة، لكن لا توجد سياسة جديدة, فإسرائيل تخشى من تداعيات هذا القرار, الذي قد يؤدي الى اشتعال الضفة بشكل اكبر, وتمدد الاحداث الى ساحات أخرى, ودخول المقاومة في قطاع غزة على خط المواجهة مع الاحتلال الصهيوني, ووفقًا للصحيفة، فإن إدخال الطائرات بدون طيار إلى الضفة الغربية تحول إلى أمر مثير للجدل داخل الجيش، مشيرةً إلى أن هناك ضباطاً لا يرون ضرورة لشن ضربات جوية هناك، ويخشى البعض أنهم سيحققون نتائج معاكسة، منها التردد تدريجيًا في استخدام قوات بعمق الضفة الغربية، وستتحول كل عملية اقتحام إلى مخيم للاجئين عملية استخباراتية خاصة، وهو ما سيمنح «المنظمات الفلسطينية» و»الخلايا المسلحة» المختلفة المزيد من الحرية للعمل, فالاحتلال بات يفكر في عواقب أي فعل اجرامي بعد ان فرضت المقاومة الفلسطينية معادلات جديدة في اعقاب معركة سيف القدس, ووحدت الساحات الفلسطينية لمواجهة الاحتلال الصهيوني في اعقاب معركة وحدة الساحات التي اشعلتها سرايا القدس.

الاحتلال الصهيوني يتبنى سياسات دموية تجاه الفلسطينيين، فهو يرفع شعار ما لا يأتي بالقوة، يأتي بمزيد من القوة، وهذا الشعار كان يصلح في مراحل ماضية لم تكن المقاومة المسلحة في قوتها التي تعيشها اليوم، فالمقاومة اليوم ترفع شعار ما لا يأتي بالمقاومة، يأتي بمزيد من المقاومة، وهذه المعادلات فرضتها المقاومة بالتضحيات، وأثبتت واقعيا انها شعارات حقيقية, لذلك فالاحتلال بات يخشى حماقاته, وينظر دائما الى ردات فعل المقاومة, ويحسب مكاسبه وخسائره, صحيفة هآرتس العبرية بينت، أن استخدام تلك الطائرات تحول في الآونة الأخيرة لقضية سياسية ساخنة بين الاسرائيليين، فالقرار باستخدام صواريخ المسيرات لاستهداف المقاومين ليس بيد كوخافي, لذلك ليس هناك اجماع إسرائيلي على هذا القرار خشية من تداعياته, لذلك تبحث إسرائيل عن حلول بديلة, تريد من خلالها ان تقلل من حجم الاخطار التي قد تؤدي لاشتعال انتفاضة مسلحة في وجه الاحتلال اذا ما لجأ لهذا الخيار الدموي, فهي تريد ان تكثف من التنسيق والتعاون الأمني مع السلطة الفلسطينية للحصول على معلومات عن تحركات المقاومين, وهى تحرض أجهزة امن السلطة على اعتقال من تسميهم «بالمطلوبين» والزج بهم في سجون السلطة, كما تسعى لسحب السلاح من المقاومين لتسهيل استهدافهم وتصفيتهم, او على الأقل تسهيل عملية اعتقالهم والزج بهم في سجونها لسنوات وسنوات, لذلك تتحدث «إسرائيل» عن ضرورة تقوية أجهزة امن السلطة ومدها بأدوات القمع والقتل لمواجهة كتائب المقاومة «المسلحة» والتي باتت تشكل قوة موازية للسلطة ويعمل لها الف حساب حسب تقديرات الاحتلال, اما المسألة الأخرى التي يسعى اليها الاحتلال, فهي تقسيم الساحات الفلسطينية وفصلها عن بعضها البعض, كي يتنسى له الاستفراد بها, كما فعل في جنين ومن قبلها نابلس والخليل, واليوم يحاول ان يستفرد ببيت لحم والقدس, فاحذروا من خبث الاحتلال ومخططاته.  

غزة عانت كثيرا من سياسة الاغتيال بالطائرات الحربية والطائرات المسيرة, لكن هذا لم يردع المقاومة, انما كانت صواعق تفجير لانتفاضة مسلحة في وجه الاحتلال, لذلك تتباين الآراء حول سياسة الاغتيال فعندما انهى ما يسمى برئيس اركان جيش الاحتلال الصهيوني غادي ازينكوت فترة ولايته لرئاسة الأركان أوصى من خلال وثيقة بأن قدرة الجيش الإسرائيلي والشاباك على مفاجأة الشخص المطلوب في منزله، في مخيم جنين أو البلدة القديمة من نابلس، هي بالضبط ما يثبت ردع إسرائيل «للإرهاب» وأنه منذ اللحظة التي استعادت فيها «إسرائيل» السيطرة الأمنية العملية على الأرض، لم تعد هناك حاجة لاغتيالات جوية، ويمكن أن يكون ذلك كحل أخير في حالة عدم وجود أي خيار آخر. تقول صحيفة هآرتس: «يبدو أن هناك شيئاً ما تغير مؤخرًا، أكثر من الوضع على الأرض، يتعلق بمنظور رئيس الأركان كوخافي، والذي هو على وشك إنهاء ولايته، وهو يعمل الآن على تحديد إرثه، ويريد ان يرسم سياسة جديدة لمن يخلفه ليبقى خيار الدم من خلال سلاح المسيرات بين القبول والرفض, فالمقاومة الفلسطينية ارست قواعد اشتباك جديدة مع الاحتلال الصهيوني, وهى متمسكة بخياراتها.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".