قائمة الموقع

خبر مخيمات لاجئين بغزة تفتقر لسيارة إسعاف

2015-03-28T08:17:30+03:00

شمس نيوز/عبدالله مغاري

تختلف الأزمات وتتنوع وتكاد لا تترك مكانا ولا مجالا إلا وقد وضعت لبصماتها فيه موضعا في حياة أهالي قطاع غزة المحاصرين منذ ثمانية أعوام.. تلك الأزمات التي أعتاد عليها نحو مليوني نسمة من سكان القطاع, لتصبح أحداثا لمسلسل يومي من المعاناة أنتجه الاحتلال الإسرائيلي واستغله صناع القرار في التهرب من مسئولياتهم .

من تلك الأزمات ما يعانيه معظم سكان المخيمات والبلدات الواقعة في قطاع غزة، من نقص في خدمات الرعاية الطبية الأولية خلال الفترة المسائية, والذي يشكل خطرا على الحالات المرضية الطارئة التي تجد صعوبة في الوصول إلى المستشفيات, في نفس الوقت الذي تفتقد تلك المخيمات لتواجد سيارات إسعاف بشكل دائم.

هذه القضية أثارت استنكار ورفض المواطنين لعدم تفعيل الوزارة نظام الدوام المسائي في مراكز الرعاية الأولية التابعة لها, خاصة أن كثيرا من الإمكانيات موجودة ولا يتطلب الموضوع سوى طاقما طبيا بسيطا للعمل في الفترة المسائية -كما يقول المواطنون-.

حاجة ماسة

المواطن "محمد دويك "و الذي كاد أن يصاب مولوده الجديد بإعاقة مستدامة بعد أن وُلد داخل منزله بسبب رفض مستشفى شهداء الأقصى إرسال سيارة إسعاف لنقل زوجته التي كانت على وشك الولادة, يعبر عن استياءه لعدم وجود مراكز رعاية أولية تعمل خلال الفترة المسائية داخل مخيم البريج الذي يسكنه وافتقار المخيم لتواجد دائم لسيارة إسعاف لنقل الحالات الطارئة.

 يقول دويك لمراسل "شمس نيوز": في موجة البرد الأخيرة كانت زوجتي على وشك الولادة، طلبت تاكسي ولم يتمكن من الوصول بسبب حالة الجو، فاتصلت بالإسعاف، فرفض الحضور بحجة سوء حالة الطقس".

ويضيف: في النهاية زوجتي ولدت بالبيت وما خضعت لأي نوع رعاية صحية، وفي اليوم التالي توجهت للمشفى وكان الطفل يعاني من ارتفاع الصفار، وكاد ذلك أن يسبب له إعاقة لولا رحمة الله.. ولو كان عندنا مستوصف أو سيارة إسعاف ما وصلت بنا الأمور لهذا الحد" بحسب تعبيره.

ويطالب "دويك "بضرورة توفير الرعاية الصحية الأولية للمخيم بجانب توفير سيارة إسعاف دائمة تعمل على نقل الحالات المرضية بشكل مباشر إلى المستشفى دون اللجوء إلى سيارات المواطنين التي تسبب استخدامها في تدهور الحالة الصحية لكثير من المرضى.

أما الشاب "حسني صلاح " فكانت حادثة وفاة والده بسبب تأخر سيارة الإسعاف وعدم وجود مركز رعاية أولية دافعا له بأن يكون ضمن مجموعة شبابية تطالب بضرورة توفير خدمات الرعاية الأولية داخل مخيمه، ليقول لمراسل "شمس نيوز": في منتصف الليل قبل فترة، أصيب والدي بأزمة قلبية حادة، وكان حينها يعاني من أمراض السكري والقلب والضغط، وكان بحاجة للنقل إلى المستشفى, طلبت سيارة إسعاف بعد نصف ساعة لما وصل للبيت" واصفا هذا التأخر في وصول سيارة الإسعاف بأنه "استهتار بحياة الناس".

ويضيف: لو كان في البريج سيارة إسعاف خاصة لوصلت في أقل من خمسة دقائق" مبينا أن شعوره بحاجة المخيم للرعاية الأولية, دفعه للمطالبة بتوفير الخدمات الطبية اللازمة.

لا بدائل

الصيدلاني "يوسف العتار" أكد على عدم وجود أي من البدائل التي توفر للمواطنين خدمات الرعاية الأولية في الفترة المسائية ببعض المخيمات، مشيراً إلى أن الصيدليات أصبحت تقوم بدور مراكز الرعاية الأولية في استقبال الحالات وتشخيصها وصرف العلاج لها.

وقال "العتار"في حديثه لمراسل "شمس نيوز": في الواقع لا يوجد أمام المواطن أي من المراكز الطبية التي يمكن أن يلجأ لها في الفترة المسائية لا حكومية ولا غير حكومية، حيث أن أقرب مركز هو المستشفى والتي تحتاج وقت للوصول إليها".

وأضاف: كثير من المواطنين يلجئون للصيدلية في حالة المرض للاستشارة الطبية وغالبا ما يقوم الصيدلاني بدور الطبيب ويشخص الحالة وحتى في حالات غيار الجروح، وهذا في النهاية دور الطبيب وتخصصه".

ويشير الصيدلاني "العتار"إلى ضرورة توفير خدمات الرعاية الأولية والإسعاف في الفترة المسائية داخل المخيمات التي تبعد عن المستشفيات.

بلا جدوى

مسئول اللجنة الشعبية للاجئين في مخيم البريج " الأستاذ "حسن جبريل أكد أن مساعٍ كبيرة قامت بها اللجنة الشعبية للضغط على وزارة الصحة لتوفير سيارة إسعاف خاصة بالمخيم وإعادة تشغيل الدوام المسائي في المستوصف الحكومي، مشيراً إلى أن الوزارة لم تعطِ الأمر الاهتمام المطلوب بدعوى نقص الإمكانيات لديها.

وقال "جبريل" في حديثه لـ"شمس نيوز": توجهنا أكثر من مرة بخطابات رسمية لوزارة الصحة وطالبنا بتوفير سيارة إسعاف وتشغيل الدوام المسائي، ولكن الوزارة قابلتنا بالتسويف والمماطلة وتحججوا بأن وزارة الصحة تشتكي من نقص في الإمكانيات".

وأضاف:" مخيم البريج حدودي ومعرض للخطر في كل لحظة، ونحن بحاجة حقيقية للرعاية الأولية، وباعتقادي الأمر لا يحتاج الكثير من وزارة الصحة، لأن المستوصف موجود ولا ينقصه سوى طاقم بسيط وسيارة إسعاف".

ونوه مسئول اللجنة الشعبية إلى أن اللجنة تسعى لإيجاد خدمات الرعاية الأولية للمخيم من خلال طرق الأبواب المتاحة والتي يمكن أن تساعد في حل الإشكالية، لافتا إلى أن اللجنة قدمت طلبا للأونروا لتشغيل العيادة التابعة لها في الفترة المسائية.

إلغاء الدوام المسائي

بدوره قال وكيل وزارة الصحة المساعد د. "فؤاد العيسوي"، إن وزارة الصحة أقدمت على إلغاء الدوام المسائي للمراكز الطبية في كثير من المخيمات والمناطق لعدم جدوى العمل فيها , مشيرا إلى أن قلة الإمكانيات المادية والبشرية تقف عائقا أمام تفعيل تلك المراكز من جديد وتطوير الخدمات الطبية.

وقال "العيسوي" لـ"شمس نيوز": قمنا بإلغاء الدوام المسائي في كثير من مراكز الرعاية الأولية بسبب عدم جدواها, ولأنها تستهلك إمكانيات كبيرة من الوزارة دون أن تسجل حالات زائرة لهذه المراكز بالأعداد المتوقعة" بحسب تعبيره.

وأضاف: في كثير من هذه المراكز كانت لا تستقبل سوى أعداد قليلة جدا ومحدودة ولا يوجد إمكانيات لاستمرار فتحها".

وأشار وكيل الوزارة المساعد إلى أن الرعاية الأولية في المخيمات مسئولية وكالة الغوث بشكل رئيسي ,وأن وزارة الصحة تقدم خدمات الرعاية في مراكزها الطبية بالفترة الصباحية, منوها إلى أن المستشفيات تفتح أقسام الطوارئ على مدار اليوم وتستقبل الحالات المرضية والطارئة.

في ذات السياق نوه مدير الإسعاف في وزارة الصحة الأستاذ "عاطف الرملاوي" إلى أن محدودية إمكانيات الوزارة لا تسمح لها بتوفير سيارة إسعاف لكل مخيم أو بلدة في قطاع غزة ,لافتا إلى أن نقاط الإسعاف الرئيسة التابعة للوزارة موزعة بشكل رئيسي على المحافظات الخمس في القطاع.

وأشار الرملاوي إلى ضرورة التفريق بين مسئولية الوزارة في تقديم خدمات الإسعاف، ومسئولية الهلال الأحمر الفلسطيني في الاستجابة لنداءات المواطنين بشكل مباشر.

اخبار ذات صلة