لم تشأ حركة الجهاد أن يمر يوما من أيام تشرين دون أن يكون ممهورا بدماء الشهداء، ففي صبيحة مثل هذا اليوم الرابع من تشرين قبل تسعة عشر عاما كانت فلسطين على موعد مع عرس جهادي جديد، زفت خلاله حركة الجهاد الاسلامي وسرايا المظفرة عروس فلسطين المجاهدة "هنادي جرادات"،
تشرين كانت الشجاعية البداية واستلمت جنين الراية وروت هنادي الحكاية، فانطلقت متزنرة بحزامها الممشوق حول جسدها الطاهر المملوء بعقيدة راسخة وفكر مستنير، وتوقع عشرات القتلى والجرحى في "مطعم مكسيم" في مدينة حيفا .
في مثل هذا اليوم نهضت جنين من تحت الركام حاملة أمانة الشهداء على عهد الشقاقي وطوالبة والنعمان وجرادات، لتكتب صفحة جديدة من صفحات العز التشرينية، وتضع بصمة من بصمات المجد والسؤدد في ذلك الزمن الجميل .
ونحن نعيش في ظلال تشرين الفداء نستذكر فارس مغوار وأسد هصور زأر في القدس مطلقا شرارة انتفاضة مباركة، على غرار شهداء معركة الشجاعية الذين أطلقوا شرارة "انتفاضة الحجارة" فكان "مهند الحلبي"، على موعد مع الدم والشهادة مطلقا شرارة "انتفاضة القدس" انتقما لرفيق دربه "ضياء تلاحمة" .
نستذكر في تشرين أيام الزمن الجميل والماضي التليد، حيث كانت مأذن جنين وغزة ونابلس وباقي مدننا الغالية تصدح معلنة مسؤلية سرايا القدس عن عملية استشهادية أو اطلاق نار وطعن بالسكاكين .
اليوم ونحن نعيش في ظلال الذكري "35" لانطلاقة حركة الجهاد الاسلامي، حيث تسير الاستعدادات على قدم وساق لإحياء الذكرى بمهرجانات حاشدة تنظمها الجهاد في غزة ومناطق الشتات واللجوء تحت شعار "قتالنا ماض حتى القدس" تجسيدا لمعركة " وحدة الساحات" التي خاضتها سرايا القدس الشهر الماضي.
في الوقت الذي تستعد فيه حركة الجهاد لتجديد العهد والبيعة لخيار الدم والشهادة على طريق ذات الشوكة الذي رسمه المؤسس الشقاقي وشلح، وسار على خطاهم الامين المؤتمن الحاج زياد النخالة ابا طارق، يزداد فخرنا واعتزازنا بمستقبل مشرق ونصر مبين ترسمه سرايا القدس من خلال كتائبها في جنين ونابلس وطولكرم والقدس وباقي مدن ومخيمات الضفة الغربية وتلقن فيه جيش الاحتلال ومستوطنيه مزيدًا من الدروس.