دون كلل أو ملل تراكم سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تطوير منظومتها القتالية، مضيفة عدة أسلحة وتكتيكات جديدة للخدمة العسكرية، كان منها سلاح المضادات الجوية.
ففي نقلة نوعية، استخدمت المقاومة سلاحاً جديداً من نوع (ستريلا 2)؛ والمعروف باسم سام 7، وهو صاروخ أرض - جو خفيف الوزن محمول على الكتف، مخصص لاستهداف الطائرات والمروحيات على ارتفاعات منخفضة، وموجه بالأشعة تحت الحمراء، وذو رأس حربي شديد الانفجار، الأمر الذي شكل هاجساً للكيان.
وكشفت سرايا القدس في وقتٍ سابق امتلاكها صواريخ "سام 7"؛ وصواريخ أخرى من نوع "إيغلا" الذكية، إذ ظهر مقاتلون في عدة عروض عسكرية يحملون هذه الصواريخ.
مواجهة القوة
الخبير الأمني والمختص في الشأن العسكري رامي أبو زبيدة، أكد أن المقاومة الفلسطينية وسرايا القدس تعي جيداً أن الاحتلال من خلال مواجهتها معه يعتمد بشكل أساسي في المعارك على القوة الجوية، ومن خلالها تكسبه القدرة والقوة في المعركة.
وقال أبو زبيدة لـ"شمس نيوز": إن "سرايا القدس عملت على تحييد هذه القدرة والقوة للاحتلال من خلال منعه من السيطرة على الميدان بشكل كلي من خلال الصواريخ المحمولة على الكتف، والتي استخدمتها في معركة وحدة الساحات".
وذكر أبو زبيدة أن هذا السلاح يربك القدرة الجوية للاحتلال، ويصبح لديه هاجس من الإصابة؛ ما يخلق حالة ردع لطياري سلاح الجو لدى الاحتلال؛ الأمر الذي ميز المقاومة، وجعلها تستطيع المناورة من خلاله في المواجهات مع الاحتلال.
وأضاف الخبير الأمني " هذا السلاح يجعل الطائرات الإسرائيلية في مرمى هذه الصواريخ؛ ما يمنعها من دخول أجواء القطاع، كما حرمت الطائرات المروحية من دخول أجواء غزة؛ خشية من إصابة مثل هذه الطائرات في الأجواء القريبة من غزة، والذي يعتبر نكسة للاحتلال".
وتابع:" الاحتلال يخشى أنه في حال نجحت المقاومة باستهداف الطائرات، فقد يسقط طيارون في غزة، ويتعرضون للأسر؛ الأمر الذي سيشكل حالة إرباك كبيرة للاحتلال وقيادته".
"غيض من فيض"
من جهته، يرى اللواء المتقاعد والخبير العسكري واصف عريقات، أن المقاومة تُعد وتعمل بشكل جيد، ولم يستطع الاحتلال منعها من التقدم والتطور، إذ برزت مقومات التصدي للعدوان من خلال إدامة النار والتنسيق والتعاون بين فصائل المقاومة.
وقال عريقات لـ"شمس نيوز": "هناك إعداد جيد من المقاومة، وهناك مجهول بالنسبة للاحتلال، خاصة أنه يتفوق بتطوره الجوي، الذي لاقى مقاومة واجهت هذا التطور بالأسلحة المتواضعة والمحمولة على الكتف، في رسالة منها أنها لن تدخر جهدا للحصول على أي سلاح يكسر التوازن مع الاحتلال".
وبيّن الخبير العسكري أن استخدام المقاومة في معاركها مع الاحتلال الصواريخ المضادة للطائرات، رسالة قوية للاحتلال الإسرائيلي، بأن لدى المقاومة ما يمكن استخدامه، وأنه "غيض من فيض"، مرجحاً أن يكون لدى المقاومة ما لا يعلمه الاحتلال.