قائمة الموقع

حوار د. عليان لـ"شمس نيوز": "الجهاد الإسلامي" أعادت فلسطين إلى بعدها الإسلامي العروبي الفلسطيني وماضون في القتال حتى القدس

2022-10-05T19:29:00+03:00
مسؤول ملف الشهداء والأسرى والجرحى في الحركة القيادي د. جميل عليان
شمس نيوز - محمد ابو شريعة

اهتمام حركة الجهاد الإسلامي بالأسرى وذويهم، وذوي الشهداء والجرحى، لم يكن وليد اللحظة، هذا الاهتمام كان جليًا منذ بداية التأسيس، مرورًا بالانطلاقة، وصولًا إلى يومنا هذا.

مسؤول ملف الشهداء والأسرى والجرحى في الحركة القيادي د. جميل عليان، أكد أن الحركة، ومؤسسها الدكتور فتحي الشقاقي أولت هذا الموضوع أهمية كبيرة، ليس في العقدين الأخيرين، أو منذ تأسيس مؤسسة مهجة القدس، وإنما منذ اللحظات الأولى.

وقال د.عليان لـ"شمس نيوز": "منذ أن قَدِمَ الدكتور فتحي الشقاقي من مصر إلى قطاع غزة، وبدأ بتشكيل الخلايا التنظيمية في القطاع، أولى هذا الموضوع أهمية كبيرة"، مشيرًا إلى أنه في بداية الأمر بدأ نقل رسائل الأسرى إلى ذويهم والعكس من خلال الزيارات الأسبوعية.

وأرجع اهتمام الشهيد الشقاقي بالأسرى نتج عن التجربة الاعتقالية التي مرَّ بها، ورفاقه المؤسسون، وقادة الحركة.

وأوضح د. عليان أن الشهيد الشقاقي اعتقل مرتين لدى السلطات المصرية، ومرتين لدى الاحتلال، مضيفًا "الاعتقال الأول كان عام 1984، والثاني عام 1986".

وشدد على أن الشقاقي أثناء اعتقاله كان يهتم بتلبية كل ما يطلبه الأسرى، وينقل هذه المطالب عبر من يزوره حتى يحققها، مضيفاً: "عام 1983، شكلت الحركة بفكرة من الدكتور الشقاقي، لجنة قانونية خاصة بعد اعتقالات الطليعة"، مع إشارته إلى أن هذه اللجنة كانت مكونة من عدد من المحامين.

وأكد أن الجهاد الإسلامي واصل الاهتمام بالأسرى؛ إدراكًا منه أن الأسرى هم الركيزة الأساسية لإبقاء جذوة الصراع مشتعلة، ولأن الأسير هو الطرف الأكثر دفعًا لفاتورة نضاله وجهاده، وهو من يحافظ على القضية حية.

وتابع "في البدايات ظهرت إرهاصات للولادة الجهادية في السجون، ترافقت مع ولادة الجهاد الإسلامي، وهذا كان عاملًا مهمًا ومكسبًا كبيرًا جدًا للحركة بأن تفتح ملف الأسرى".

وعمَّا تقدمه الجهاد الإسلامي من خدمات للأسرى وذويهم ولذوي الشهداء والجرحى، فشدد عليان على أن الحركة لم تتأخر في تقديم الواجب والمطلوب منها.

وبشأن الأسرى، ذكر أن مهجة القدس تقدم للأسرى ما يتعلق بالشؤون القانونية وكل ما يحتاجونه في هذا الجانب، بالإضافة إلى توفير المحامين والدفاع عن الأسرى، بالإضافة إلى الدائرة المالية والإعلامية التي تتابع كل ما يخص الأسرى.

وأكمل: "لدينا الدائرة الثقافية، تعمل على إصدار وطباعة الكتب، والتي تقوم بتوثيق سير الشهداء، من خلال (سلسلة أحياء يرزقون)، ومجلدات درب الصادقين، والتي تروي حكايات الأسرى".

وأشار إلى أن هذه المجلدات أنجزت خلالها أربعة مجلدات، مضيفًا "نحن بصدد إصدار المجلد الخامس والسادس".

وأوضح عليان أن هذه المجلدات تتحدث عن نضالات الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال؛ كي تكون مستنداً تاريخياً، ومن أصدق المستندات التي يحتاج إليها الباحثون في المستقبل.

وأردف "مهجة القدس كانت الأكثر حضورًا خلال السنوات الأخيرة في تناول قضايا الأسرى إعلاميًا وسياسيًا، ومواكبة إضراباتهم خاصة، وأن جل إضرابات الأسرى الإداريين في سجون الاحتلال، كانوا من الجهاد الإسلامي، وبالتالي كان واجباً علينا تسويق هذه الحالة للمجتمع الدولي والعربي وكذلك الفلسطيني؛ لتكون قوة ضغط جديدة ودعم لإسنادهم".

انطلاقة الحركة الغراء

وبشأن انطلاقة الجهاد الإسلامي، قال عليان: "الحركة منذ أربعة عقود، في منتصف سبعينيات القرن الماضي، ووصلت إلى مطلع الثمانينات عندما أنشأت الكوادر والخلايا الحركية والعسكرية، وتوجت في السادس من أكتوبر 1987، خلال عملية الشجاعية".

وشدد على أنه على مدار تلك العقود أثبتت الجهاد الإسلامي أنها الوفية لفلسطين، وصاحبة الرأي الواعي، والمستنير لمستلزمات هذه الرحلة الطويلة بتحرير فلسطين، وكانت هي الداعية للوحدة الإسلامية، ووحدة مكونات كل الشعوب العربية والإسلامية.

وقال عليان: "عام 1977 أولى كتابات الجهاد الإسلامي، هو الذي يدرس الآن لأبنائها، هذا العنفوان والقوة للجهاد الإسلامي، لم يتغير، وإنما متواصل ومستمر، وهو ما أعطاها الآن مصداقية وانتشارا".

وأكد أن الجهاد الإسلامي رأت أن القضية الفلسطينية قضية مركزية منذ اللحظة الأولى، وعملت على أسلمة وعروبة هذه القضية، وليس الاكتفاء بأن تكون قضية فلسطينية فقط.

وتابع عليان حديثه "الجهاد الإسلامي اعتبرت أن القلب الحزبي، ليس واجبًا، وإنما انطلقت إلى الجماعة الوطنية، والقومية، والإسلامية؛ لتؤكد أن قضية فلسطين هي القضية الكبرى التي يجب أن يتضافر الكل من أجلها".

ويشير إلى أن الشهيد فتحي الشقاقي كان حاملًا لشعار علينا إشعال فتيل الجهاد والمقاومة، وسيلحق بنا الآخرون، وكان يقول نحن نهضنا من أجل قتال العدو، وما دون ذلك هوامش، موضحًا أن هذه الأفكار تؤكد على أن القدس هي موحدة الأمة، والنقطة المركزية للعالم الإسلامي والمسلمين الأولى، ويجب أن تكون فلسطين هي مدار اهتمام الكل الإسلامي والعربي.

وأردف "معركة وحدة الساحات، لم تكن تسميتها جديدة، أو بالعبث، وإنما تكريس لرؤية الجهاد الإسلامي بتضافر كل الجهود الفلسطينية، ومكوناتها الجغرافية في الضفة، وغزة، والشتات، والداخل المحتل، وتتضافر كل مقومات العمل المقاوم، وتتوحد فصائل المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدو".

ولفت إلى أن ما يجري في كتائب المقاومة بالضفة المحتلة، والتي توحدت بكتائب تضم سرايا القدس، وكتائب الأقصى، وقوى اليسار، وبعض الإخوة في كتائب القسام، يدل على وفاء الحركة لكل متطلبات المواجهة مع العدو، بإطلاق شعلة الجهاد والمقاومة، لتؤكد أنها بخير، وأنها أكثر الشرائح الفلسطينية والفصائل التي ثبتت ولم تغير من منهجها على مدار كل العقود السابقة.

وأكد عليان على أن الجهاد الإسلامي، عندما رفع شعار قتالنا ماضٍ حتى القدس؛ لإحياء ذكرى انطلاقته الـ35، هي عبارة عن رسالة مفادها أن القتال هو الوسيلة الوحيدة لمواجهة العدو، والطريق لتحرير القدس.

وقال: "منذ سبعينيات القرن الماضي قلنا إن المقاتلة هي أساس المعادلة مع العدو الصهيوني (..) اليوم نقول لمن يفتخر بحركة الجهاد الإسلامي، سواء منتسب أو غير منتسب، أو مراقب إن الجهاد الإسلامي بخير، ولازالت هي الضمانة الأكثر صدقًا وصوابية في هذا المسير الفلسطيني، والأكثر ثباتًا وبعدًا عن الاحتكام للمشاريع الدولية".

الموقف من التسوية

وتابع عليان "تؤمن الحركة أن التسوية عبارة عن سراب، لن يجلب إلى شعبنا سوى التراجع والخسران، وبالتالي كل المفاوضات مع العدو أو التسويات لن تأتي إلا بالهزيمة والانحدار، أما القتال هو الذي يجلب لنا الانتصار".

وضرب مثلًا على استمرار القتال كما حصل في جنوب لبنان، وقطاع غزة، وما نراه من سلطة كبيرة للمقاومين في الضفة الغربية، قائلًا "نحن واثقون أننا نسير بالاتجاه الصحيح، وأننا لا زلنا موحدين للشعب الفلسطيني، وسنوحد هذا الشعب، وسنبقى هذا الجسر الذي ستعبر عليه الجماهير".

 وقال "كل من يحاولون إعادة التسوية يكذبون على الشعوب، وعلى أنفسهم، وعلى المشيئة الدولية، الرئيس أبو مازن تحدث أكثر من مرة أنها فشلت، ووصلت لطريق مسدود، وأن الشعب الفلسطيني تتحكم بمصيره مجندة إسرائيلية، وقال نحن نعيش تحت بساطير الاحتلال".

واستهجن عليان هذا التصريح الذي ينم عن فضل التسوية ووصولها لطريق مسدود، فيما يصر البعض على التمسك بها.

وتابع "منذ عام 2017، اتخذت قرارات بتعليق الاعتراف بإسرائيل والتسوية، والمفاوضات والتنسيق الأمني، ولم ينفذ منها شيء".

واستمر عليان في حديثه "ما يجري على الأرض يشي بأن السلطة تعيش حالة من الانفصام الوطني والأخلاقي؛ كونها تدرك أن هذه التسوية لن تحقق شيئا، وأن العدو لن يعطيها شيئا".

وأكد أن أسلوب الاستجداء في الخطابات بالأمم المتحدة، المتبع من الرئيس أبو مازن، أصاب الكل الفلسطيني بصدمة، خاصة وأن الشعب الفلسطيني سجل خلال الأعوام الأخيرة سلسلة كبيرة من الإنجازات، في وحدة الساحات، وسيف القدس، والكتائب المنتشرة في الضفة الغربية التي لازال العدو يترنح منها، وعدم الاستقرار السياسي لدى الاحتلال.

ومضى د. عليان يقول: "السلطة تدرك تمامًا أن التسوية فاشلة، وتدرك أنها مصابة بالانفصام الأخلاقي والسياسي، ولكنها مصرة على هذا المسار؛ لأنها ابنتها، وبالتالي خروجها من هذه الدائرة هو هلاك، كخروج السمك من البحر، ومصيرها مرتبط بالتسوية والمشيئة الأمريكية والأوروبية".

انتكاسة المطبعين

وفي موضوع التطبيع، شدد عليان على أن الشعوب العربية والإسلامية بخير، لازالت تحمل الهم والأمل أكثر ربما بكثير من الفئات الفلسطينية.

وقال: "التطبيع من قبل النظام العربي، والمقتصر على بعض مكونات تلك الأنظمة، كان عبارة عن إزالة الستارة الحاجبة لهذا التطبيع"، مبينًا أن كل الدول التي طبعت، كانت مطبعة قبل عقود.

وأوضح أن الدول الحالية المطبعة والتي تترنح أمام الكيان جميعها مجبرة على هذا الأمر من أجل الحفاظ على كراسيها ومصالحها، مضيفًا "هذه الدول بنت المشروع الغربي في المنطقة؛ كونها لا تستطيع العيش دون الرغبة الأمريكية التي تحميها، كما قال ترامب: لو رفعت الدعم عنكم، لسقطتم خلال أسبوعين".

وأضاف "السعودية هي أساس التطبيع، فأول المبادرات العربية للاعتراف بإسرائيل كانت من الأمير فهد، عام 1982"، لافتًا إلى أن النظام العربي مديون للرعاية الأمريكية والحماية الإسرائيلية، ولذلك كان التطبيع السري تحول إلى عربي.

وشدد عليان على أن التطبيع أصبح معزولًا، مشيرًا إلى أن الشعوب رافضة للتطبيع، ورافضة لهذه السياسة.

وتابع "ما يحدث في الكويت والدول المطبعة من رفض المطبعين، ورفض اللقاء مع الإعلام الإسرائيلي، واللعب مع اللاعبين الإسرائيليين، لهو خير دليل على هذا العزل".

وعاد إلى الدافع وراء تلك الدول للتطبيع، مبينًا أن التطبيع انتقل من السر للعلن، ظنًا من تلك الدول أنها تمر في مرحلة الزمن الصهيوني، ولا بد من أن يحموا أنفسهم وعروشهم بالتقرب منها.

وأضاف "بعدما أثبت الإيراني أنها ند للعدو في المنطقة، وأصبح الرقم الأول بالإقليم في القوة، وهو قوة محددة لكل مفردات الإقليم وحركته، وله قوافل كثيرة في لبنان، وسوريا، واليمن، والعراق، وفي كل مكان، أدرك التطبيعيّون أنهم دخلوا جحر ضب، بمعنى دخلوا نفقاً مظلماً لا نهاية له".

وأشار إلى أن تلك الدول المطبعة بدأت تراجع علاقاتها مع إيران، كما حصل مع الإمارات التي أعادت العلاقات، وقطر لم تنقطع علاقاتها، لافتًا إلى أن المفاوضات السعودية كانت لعودة العلاقة.

وأرجع هذه العودة للعلاقات لإدراك تلك الدول أنها وقعت بخطأ استراتيجي، وهذا الخطأ عند الشعوب يجب أن يقابل بردة فعل، ستكون على الأنظمة التي طبعت؛ لإنهاء هذه الحالة من خلال إرادة الشعوب.

اخبار ذات صلة