في الوقت الذي تتعرض فيه مدن الضفة للاعتداءات البشعة من قِبل العصابات الصهيونية الإجرامية، تطل علينا فئة متنفذه في السلطة خارجة عن الصف الوطني ذات أنفاس كريهة، تتطاول على أسيادها، وتنعت أمهات الشهداء الفلسطينيات بالشذوذ. لكن شتان بين من تُرضع أبنائها العزة والكرامة والشرف، وبين من ترعرع في أحضان الاحتلال وعمل خادماً له. فأمهات الشهداء هُن أهل الكرامة والتضحية قدمن فلذات أكبادهن ابتغاء مرضاة الله وعملاً من أجل تحرير فلسطين. وأما ما دون ذلك من المرتزقة أبناء الخزي والعار فهم الذين ارتضوا الهزيمة والانبطاح بحفنة من المال وزجاجة من الخمر وباعوا فلسطين وشعبها مقابل ذلك الثمن البخس.
فعندما يتلفظ الساقطين بألفاظ حقيرة تمس كرامة أمهات الشهداء الأكرم منا جميعاً، فهنا لا بد من وضع حد لأمثال هؤلاء الشذوذ، كيف لا؟ وقد تطاول المدعو الزنديق إبراهيم رمضان محافظ نابلس على المجاهدات الماجدات، ووصف الأمهات اللواتي يقدمن أبنائهن للشهادة "بالشاذات"، واعتبرهن أمهات انتحاريات ولا يوجد في قلوبهن حنان. ونسي ذلك الشاذ بأنهن أشرف وأطهر وأعف نساء الأرض، فهن من ربوا أبنائهن على حُب الوطن ودفعن بهم للجهاد في سبيل الله حتى تحرير فلسطين من دنس الاحتلال.
لكن كيف لأمثال هذا الزنديق ممن تربوا في أحضان الاحتلال الصهيوني، ورضعوا منه لبن الخيانة والذل والهوان، وفرطوا بأرض وشباب فلسطين مقابل زجاجة من خمر ودراهم معدودات أن يعرفوا الوطن وحُبه. فالمدعو إبراهيم رمضان والعديد من أمثاله قد أرسلوا أبنائهم خارج الوطن ليترعرعوا في الترف والعيش الرغيد، فهؤلاء لا علاقة تربطهم بفلسطين وأرضها، وتركوا الأكرم منا جميعاً يذودُون عن الوطن لوحدهم.
هؤلاء الشرذمة الخارجة عن قيم مجتمعنا الفلسطيني ظنوا أن جميع أبناء الشعب الفلسطيني هم أمثالهم، وظهر ذلك جلياً عندما كشف رمضان عن الدور الذي لعبه كوسيط بنزع سلاح المقاومة، وأن سلطته البائدة تعمل على نزع السلاح الشريف مقابل حفنة من المال ووعودات بالوظائف.
لذا، على مجتمعنا الفلسطيني نبذ أمثال هؤلاء المتصهينين وكشفهم وفضح نواياهم الخبيثة، وعدم السكوت على ظلمهم وفظاعة أعمالهم، حتى يتم الخلاص منهم ويرتاح العباد والبلاد.