قائمة الموقع

"كتائب السرايا" في الضفة.. حين ضربت الجهاد الإسلامي رهانات العدو

2022-10-06T14:12:00+03:00
سرايا القدس كتيبة جنين- كتائب سرايا القدس في الضفة.jfif
شمس نيوز - محمد الخطيب

ولدت كتائب سرايا القدس بالضفة الغربية، من مخيم جنين انطلاقاً من "كتيبة جنين" التي جاءت نتيجة عدة عوامل أبرزها "نفق الحرية"، إذ كان الإعلان الأول عن ميلادها في سبتمبر/ أيلول من العام الماضي.

جاء الإعلان عن "كتيبة جنين" للدفاع عن الأسرى الـ6 الذين انتزعوا حريتهم من سجن "جلبوع"، ليقوم مقاتلي سرايا القدس باحتضانهم والدفاع عنهم، ثم امتدت شرارة هذه الكتيبة، ليعلن بعدها عن انطلاق عدة كتائب منها: كتيبة نابلس وطولكرم وطوباس.

ولم تهدأ كتائب الضفة المسلحة مع انتهاء الأحداث التي ارتبط ميلادها بها، بل تنامت لتصبح ظواهر مقلقة للاحتلال من خلال حضورها اليومي وعمليات إطلاق النار على حواجز الاحتلال والتصدي لاقتحاماته للمدن والقرى، وأصبحت تشكل هاجساً ومصدر قلق لمنظومة الاحتلال الأمنية، التي تسعى يوماً بعد يوم للتخلص من هذه الحالة التي لاقت احتضاناً شعبياً وجماهيرياً من الشعب الفلسطيني.

نقل خطوط المواجهة

العميد المتقاعد في الجيش اللبناني شارل أبي نادر، يرى أن إطلاق هذه الكتائب المقاومة لسرايا القدس من جنين بما تمثله في وجدان المقاومة الفلسطينية، يشكل نقطة أساسية ومفصلية في توجيه عمل المقاومة، كنقطة ارتكاز لتطوير المواجهة ضد الاحتلال.

وقال ابي نادر لـ"شمس نيوز": إن "الضفة الغربية تعد الحاضنة الأوسع شعبيا داخل فلسطين، وتأتي استراتيجية حركة الجهاد الإسلامي في تطوير ونقل خطوط المواجهة انطلاقا من الضفة، لتشكل العمود الفقري الأكثر فعالية في الصراع ضد الاحتلال".

وأضاف "تشكل كتائب سرايا القدس في الضفة الغربية هاجسا كبيرا للمنظومة الأمنية الصهيونية لاعتبارات عدة، أهمها أن الاحتلال يحتاج لوضع جهود ضخمة لمواجهة كتائب السرايا المتعددة، الأمر الذي يزيد من فرص استنزافه وتعرضه لعمليات موجعة من المقاومة".

ومن الناحية الأمنية، بين ابي نادر أن تداخل المستوطنات الصهيونية مع بلدات ومناطق الضفة، يشكل نقاط ضعف أمنية، سيصعب على الاحتلال حمايتها بشكل كامل، الأمر الذي سيزيد من إمكانية نجاح عمليات المقاومة ضد جنوده ومستوطنيه.

ضرب رهانات العدو

وتابع: "طالما عول الاحتلال على الضفة الغربية كنقطة انتشار وتمركز ونفوذ للسلطة الفلسطينية، والتي يراهن على إجراءاتها لقمع واستهداف عناصر المقاومة، فتأتي كتائب سرايا القدس، لتضرب رهانات العدو وتضعف من مساعدة السلطة لأجهزته الأمنية".

ورجح أن الاحتلال لن ينجح بطرقه المختلفة سواء بالاعتقالات أو الاغتيالات في إجبار المقاومة على التراجع والانكفاء عن دورها في مواجهته، لأن الرضوخ والخوف قد تخطاه الزمن اليوم، بعد أن انتقلت استراتيجية كل فصائل المقاومة الفلسطينية وخاصة الجهاد الإسلامي، إلى مستوى متقدم من الالتزام والثبات والقدرات، وتجاوزت كل محاولات العدو في إضعاف أو قتل روحها. 

ولفت إلى أن عمليات المقاومة ضد الاحتلال تزداد بعد كل اغتيال أو اعتقال لمقاومين أو لأي مناصر لهم.

المعركة الفعلية

من جهته، يرى الخبير الأمني والإستراتيجي د. محمود العجرمي، أن الدور الأساسي والبارز في الضفة الغربية لسرايا القدس وكتائبها الممتدة التي تواجه قوات الاحتلال وتعمل على ردعه وصد اقتحاماته للمدن والقرى الفلسطينية.

وقال العجرمي لـ"شمس نيوز": إن "تواجد كتائب سرايا القدس في مناطق مختلفة يربك الاحتلال ويشتت قوته، ما يؤثر على نشاطه في عمليات الاعتقال أو الاقتحام لأي مكان، لوجود مقاومين أشداء يتصدون له ويعملون على مشاغلته ليل نهار".

وتابع: "وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي بيني غانتس يقول أن معركة الاحتلال الفعلية ليست شمالا ضد حزب الله وليست ضد إيران، بل في الضفة التي تعمل على نخر خاصرتنا".

بدوره، أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة، أن كتيبة الحرية كتيبة جنين الملحمة اخترقت كل إجراءات الأمن الصهيوني، وأهدت شعبنا يوماً عزيزاً وعبوراً آمناً من الزنزانة إلى الحرية.

وقال النخالة: "️يجب أن يفهم الإسرائيلي أن يدنا ليست مكفوفة عن التدخل لدعم أهلنا في الضفة والقدس، إمكانات المقاومة محدودة، لكنها تصنع تأثيرات كبيرة على كيان الاحتلال"، لافتاً إلى أن وحدة المقاومة مطلوبة ومهمة في مواجهة العدو.

وأضاف "️العمليات البطولية الأخيرة أكدت قدرة الإنسان الفلسطيني على مواجهة الاحتلال بكل شجاعة"، مشدداً على أن ما يجري من عمليات المقاومة في الأراضي الفلسطينية ليس رد فعل على ممارسات الاحتلال، وإنما هو واجب على كل فلسطيني.

وأعرب القائد النخالة عن اعتزاز وفخر جماهير الشعب الفلسطيني بالمقاتلين الشجعان، مشيداً بدورهم ومسيرتهم المشرفة في مواجهة الاحتلال واستمرار جذوة الاشتباك حتى نيلهم الشهادة على طريق القدس.

 

اخبار ذات صلة