قائمة الموقع

الإنطلاقة بين التجديد والتأكيد

2022-10-08T18:44:00+03:00
حركة الجهاد الإسلامي.jpg
بقلم/أحمد تيم

لا شك أن حركات التحرر تنطلق من مرتكزات تحررية وطنية نابعة من عقيدة ثورية و من  خلال تشكيل حالة تأييد شعبي تشكل الحاضنة للنهج الثوري.

ونحن اليوم نقف بكل تأكيد أمام ذكرى إنطلاقة جهادية فريدة من حيث المبادئ والمنطلقات خاصة في ظل الواقع الذي نعيشه إقليمياً ودولياً، ذاك الواقع الذي أصبحت فيه المواقف تتغير بتغير المصالح، وهذا ما دأبت عليه بعض الحركات فتجدها بعد سنوات من السجل الثوري الحافل بمقارعة ومواجهة المحتل بأبسط ادواتها، لتفاجئ الجميع بإجراء مراجعات وإصدار وثائق تجديد وتطلعات تتكيف مع الوقائع المستحدثة تحت مبررات التعايش وتحقيق الأهداف  من خلال أسلوب خذ وطالب، فلا نال ما أخذ ولا أخذ ما طالب به، وأمام هذا الواقع الذي أفرز شكلاً جديداً للممارسة السياسية شريطة التخلي عن الفكر الثوري والكفاح المسلح، مما سبب في إحداث مفارقات أيدلوجية أدت بنا إلى ضعف المطلوب وضعف المطالب.

وفي غمرة كل هذا، هناك جيل طليعي يؤمن بالثورة من خلال فوهات البنادق وعبر نهج وخيار المقاومة، هذا الجيل الذي يؤمن بواجب النهوض للقتال وما دون ذلك هوامش.

فالتأكيد الذي خطه هذا الجيل القرآني الفريد، جيل العابد مصباح الصوري والزاهد محمود الخواجا والمفكر البراهمة والمفكر هاني عابد والشهداء قريقع وحلس والجمل وقدوة العطاء كالمرشد عرفات.

إنه الجيل الذي أعلن بمداد الدم خطاً ثورياً فريداً لا يؤمن إلا بالقوة وأدواتها، ولم يطرأ على هذا الجيل الذي تتلمذ على نهج الشهيد المعلم فتحي الشقاقي نهجاً متمايزاً عما خطه بدمه وتضحياته، ولم نسمع منهم يوماً عن وجود وثيقة معدلة أو رؤية مستحدثة لهذا الخط الفكري ولم نسمع يوماً مراجعات داخلية لإدارة الصراع وفق المصلحة المبنية على أساس السلطة أو المال.

فكل من اعتاد على سماع مصطلح التجديد سيدور في ذهنه بأن النهج سيتجدد وفق تغير الظروف والمواقف المحيطة، وهذا لم يكن يوماً  ضمن قاموسها ورفضت إدخال مراجعات وتعديلات على ما خطه الشهداء القادة ومن خلفهم.

حيث أن الجميع يشهد أن الجهادالإسلامي ما زال نهجها الثوري يحمل التأكيد على المرتكزات التي إنطلقت منها ولأجلها.

لذلك كانت الإنطلاقة الجهادية لحركة الجهاد الإسلامي تأكيداً على مبادئها ومنطلقاتها والمهرجان الحاشد جاء ليؤكد على التالي/

 ١. الإلتفاف الشعبي المتزايد لحاضنة الجهاد وخاصة خيار المشاغلة.

٢. أن الجهاد الإسلامي في معركة وحدة الساحات لم تكن حركة منغلقة محدودة تخوض حرب بمفردها فقط، بل أن من خلف هذا المشروع كل الساحات التي خطت كلمتها بحضور الجماهير المحتشدة.

٣. كلمات المهرجان جميعها كانت مسجلة، فلو تم بثها عبر الإعلام لوصلت الرسائل، لكن الحشود التي شاركت في ساحة غزة المنهكة، غزة المحاصرة هي للتأكيد على أن خيار وقرار الجهاد الإسلامي مصدره الجماهير ومن خلفه هذه الحشود.

٤. كلمات المهرجان ورسائله وأمام المشاركين كلها كانت تحمل نفس المضمون بإحياء مدد وزحم ثورة الضفة والذي يسجل للجهاد الإسلامي من مهند الحلبي  والعموري إلى كل الثائرين بأن الجهاد الإسلامي رحلة التأكيد على إستمرار استنزاف العدو بالرغم من واقع الضفة .

٥ . الجهاد الإسلامي في كل عام  يصبح أكثر قوة وأكثر تأييداً بمثل هذه الحاضنة من الأحرار والمقاومين.

فمن قال التجديد سينال المساومة ومن يتمسك بتأكيد النهج سيحظى بأصلب مقاومة.

اخبار ذات صلة