ءفي ذكرى مولدك يا رسول الله، لا نجد ما نقول إلا أنّ دولة خيبر باتت تكبر وتتوسع …وصارت مع الأيام سندا لبعض الأنظمة بدلا من أن يشتبكوا معها ، وأن حصن خيبر الذي فتحه الإمام علي رضي الله عنه عاد من جديد كيانا يشع هو مسراك ومعراجك في سبي اليهود منذ أكثر من 74 عاماً - والآلاف من أحفاد الصحابة والإمام الحسين تعتصرهم جدران الزنازين المزروعة في فلسطين وكل الوطن الإسلامي .
لكن المحاصرين في قطاع غزة يقاتلون رغم ذلك في جنين والقدس وأرجاء الضفة المحتلة وتتخلى عن نصرتهم أنظمة التطبيع والتنسيق الأمني . والفئة الباغية التي قتلت عمار لنصرته الحق تملأ وجه الأرض ، والأمة العربية اليوم نحن فيها كيوم انطلقت أنت بدعوتك، قليل يتخطفنا الناس لولا فضل الله ولطفه ؟
سيدي يا رسول الله، في ذكرى مولدك نعتذر منك ،لعجز أمتنا نناديك باسمك ... لعل ذلك يمسح عن قلب الأمة درن الأيام الملفحة بالعار والتراجع لانخراطها في مسارات السلام المدنس الذي باتت مساحته تتسع لصالح الأعداء ، فيما يغلقون أبوابهم في وجه اتباعك لتنحصر أمامهم المسافات والقيعان ، إليك نعتذر يا رسول الله عن التهويد الذي يقوم به العدو الصهيوني أمام سمع وبصر قادة أمتك ، إليك نعتذر عن سرقة ثروات أمتنا على يد الأمريكي والصهيوني فيما يتضور جوعا وعطشا وانقطاع الكهرباء في بيوت أتباعك من فقراء المسلمين، إليك نعتذر يا رسول الله عن بقاء الاحتلال في الأرجاء ،إليك نعتذر عن دماء المسلمين وانتهاك الأعراض على يد بعض المسلمين تحت عنوان الطائفية التي تجاوزت تعاليمك والعرقية التي جئت لتنقذ الناس منها خلال سنوات الدم فيما يسمى بالربيع العربي ، إليك نعتذر سيدي رسول الله عن الانقسام الذي عجزنا عن تجاوزه بسبب تمسك البعض برؤيته الأحادية التي ترفض الشراكة والاعتراف بالآخر .إليك نعتذر يا رسول الله عن بقاء حرائرنا أخوات أسماء وخولة وحفيدات أمهاتنا السيدة عائشة وخديجة في سجون الاحتلال ، رغم ذلك نرقب الفجر –نرقب الأمل –نرقب عودة الأمة –نرقب صحوة الضمير – نرقب العدالة المفقودة عالميا وعربيا ، نرقب النصرة لشعبنا من أمة المليار ونصف الميار
فإلى متى هذا الصمت والتغافل عن نصرة القضية الفلسطينية؟ إلى متى يترك أهل القدس وفلسطين فريسة لقوات الاحتلال؟ إلى متى تبقى الضفة مستباحة وتهود تحت سمع وبصر الأمة العربية والإسلامية؟ يا رسول الله في يوم مولدك نحن ماضون في جهادنا واشتباك نا المستمر من سيف القدس إلى وحدة الساحات بعزم الصادقين مستمر وعطاء كتائبنا في جنين ونابلس وطوباس لم يتوقف كما أنت في معركة بدر أو بعد معركة أحد ، أو صعوبة موقفك في معركة حنين إذ أعجبت بعض المؤمنين كثرتهم . نحن نشبهك وسنسير على خطاك وأنت تكابد الجاهلية الأولى ضدك – لكننا على خطاك في الانتصار على الاحتلال وتحرير بلادنا كإسرارك على الانتصار في فتحك لخيبر كي تصل دعوة الحق إلى كل مكان بعز عزيز أو بذل ذليل
نسأل الله أن نحيي ذكرى مولدك في قادم السنين على مصاطب صبرا وشاتيلا في المسجد الأقصى المبارك وكل عام والأمة بخير
مولاي صلي وسلم دائما أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم
عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي
مسؤول العلاقات الوطنية في الحركة