مهابة المشهد الشعبي في ساحة الكتيبة بمدينة غزة, وامتدادها الى جنين البطولة والفداء والتضحيات حيث احيا مقاومو سرايا القدس وفصائل المقاومة ذكرى الانطلاقة الجهادية الخامسة والثلاثين لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين, وصدح صوت الشيخ القائد ماهر الاخرس بالتكبير والتهليل, والجماهير تردد تحية للشهداء وبيعة متجددة للمقاومة حتى النصر والتحرير, وفي صيدا كانت الانطلاقة الجهادية حيث وحدة الفصائل وتلاحمها وامتدادها الطبيعي من المخيم داخل الوطن الى المخيم في بيروت الى تلك السواعد الفتية التي تعاهدت على العودة مهما طال الزمن, ومن صيدا الى دمشق العروبة والانتماء لفلسطين, وتوجيه البوصلة نحو الاحتلال الذي يضرب في القدس وفي بيروت وفي دمشق وفي كل العواصم بلا هوادة, كان المشهد يختصر كل الحكايا في كلمات بسيطة وصريحة ان «إسرائيل» كيان غاصب لديه أطماع ومخططات يجب مواجهتها بوحدة الامة ووحدة الموقف ووحدة المصير, الى صنعاء العروبة والتراث والتاريخ والاصالة والامتداد الطبيعي لكل العواصم فهي صنعاء المجد التليد, التي تعبر عن انتمائها لفلسطين الأرض والشعب والهوية, وتنحاز لخيار المقاومة بكل قوة, لقد امتد شعاع الانطلاقة الخامسة والثلاثين لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين, ليشمل كل العواصم وحتى تصل الرسالة الواضحة وضوح الشمس للجميع, فلسطين التاريخية من النهر الى البحر, المقاومة حق اصيل لشعبنا الفلسطيني, حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف, التمسك بالثوابت الفلسطينية دون تغيير او تبديل او مساومة, وحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين تدمغ هويتها الإسلامية السنية الوسطية وتؤكد عليها دائما, وانها تعتز بدينها واسلامها وتنبع مواقفها من هذا النبع الإسلامي العظيم.
القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس الشيخ صالح العاروري لخص بكلمات رائعه وصفه لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين خلال كلمته في مهرجان الانطلاقة الجهادية الخامسة والثلاثين حيث القى كلمة الفصائل بالقول: « الجهاد الإسلامي حركة ثابتة تسير في الطريق الصحيح, دون ان تغير او تبدل في مسارها» فثبات مواقف الحركة هو الذي اكسبها المصداقية والشعبية والثقة لدى الجماهير, فأصبحت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين رقما صعبا لا يمكن تجاوزه, وقوة مؤثرة في الساحة الفلسطينية والاقليمية, وهى تحمل على عاتقها امانة الحضور الدائم للقضية الفلسطينية على المستوى العربي والاسلامي, وهى مدعوة اليوم للمشاركة في لقاء الجزائر الذي يجمع فصائل العمل الوطني والإسلامي, فخطابها الوحدوي دفعها لان تكون في الريادة وتساهم بتقريب وجهات النظر بين الفصائل والسلطة, وهى تعتبر نفسها في مرحلة تحرر وطني واهتمامها منصب على مراكمة القوة ومشاغلة الاحتلال واستنزافه حتى لا يجد متسعا لتحقيق اطماعه ومخططاته العدوانية على المستوى الداخلي والخارجي, وقد عبر الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة عن مواقف الحركة عندما دعا الى تعزيز الوحدة والتلاحم بين الفصائل الفلسطينية على قاعدة المقاومة, إدراكا منه لخطورة المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية, حيث دعا الى تشكيل حلف فلسطيني عربي إسلامي وعالمي لمجابهة حلف العدو الصهيوني وحلفائه, فالعالم اليوم يتحول الى تكتلات واحلاف, وهذا مدعاة لان نواكب المتغيرات العالمية, ونحقق قفزات نوعية تعزز من وحدتنا وقوتنا الذاتية وقدراتنا الاقتصادية, لأن هناك تكالباً على امتنا العربية, وادراكا منه لأهمية ذلك ركز الأمين العام في كلمته امام الجماهير على إقامة هذا الحلف.
الامين العام القائد زياد النخالة -حفظه الله ورعاه- قال تحتفل حركتنا اليوم بالذكرى الخامسة والثلاثين لانطلاقتها المجيدة تحت شعار قتالنا ماضٍ حتى القدس, التزاما بمبادئها التي انطلقت من اجلها, ووفاء لدماء الشهداء الاطهار الذين هم بمثابة رايات عالية نهتدي ببطولاتهم إلى طريق النصر, وقد حيا كتيبة جنين ومؤسسها الشهيد القائد جميل العموري, وكتيبة نابلس ومؤسسها الشهيد القائد إبراهيم النابلسي, وحيا أمهات الشهداء وأباءهم وذويهم, وعاهدهم على المضي على درب أبنائهم الشهداء مهما كلف ذلك من تضحيات, كلمات الأمين العام في مهرجان الانطلاقة الجهادية الخامسة والثلاثين ليست كالكلمات, فكل كلمة حملت رسالة, وكل كلمة كان معناها المقاومة, فعندما حيا الشهداء في بداية كلمته ختم جملته بالتأكيد على المقاومة, وعندما خاطب ذوي الشهداء عاهدهم على المقاومة, وعندما تحدث عن ضرورة الوحدة والتلاحم انها ستتحقق بالفعل المقاوم, وعندما تحدث عن الثوابت الفلسطينية قال ان الضامن الوحيد للتمسك بها هو المقاومة, وعندما انتقد التطبيع والتحالف الرسمي العربي مع الكيان الصهيوني, قال انه لن يفشل الا بالتمسك بالمقاومة, فكلمة السر في خطاب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة كان الفعل المقاوم, الذي يرى انه اقصر الطرق لصدق الاوفياء, واقصر الطريق لتحقيق المصالحة الفلسطينية, واقصر الطرق لإحباط مخططات الاحتلال, واقصر الطرق لوقف التطبيع مع الكيان الصهيوني, واقصر الطرق لحفظ المقدسات وتحقيق النصر على الأعداء, فكلمة السر في خطاب الأمين العام تلخصت في المقاومة, فهلا ادرك الجميع قوة هذه الكلمة واختصارها لكل الازمات التي نعاني منها كشعب فلسطيني يبحث عن حريته واستقلاله!.