يرى الكاتب والباحث الفلسطيني عوض أبو دقة أنَّ تصريحات الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة عبر قناة الميادين تحمل رسائل ومواقف في غاية الأهمية.
ويشير ابو دقة -وهو باحث دكتوراة في جامعة دمشق- خلال حديث مع "شمس نيوز" إلى أنَّ أولى النقاط التي يمكن التوقف عندها، هي ما تمثل بالمراجعة العلنية لأمين المقاومة، حينما قال: "من الأخطاء التي أسجلها على نفسي في معركة (وحدة الساحات)، أننا قبلنا بوقف إطلاق النار بعد 55 ساعة"، إذ يشير أبو دقة "أن هكذا مواقف غير معهودة على قيادات شعبنا، فالمراجعات تكون في دوائر اتخاذ القرار، لكن أن يُصارح القائد جماهير شعبه وأمته بهذا الشكل، فهذه قمة الثقة، والوضوح، والانسجام مع النفس، وكذلك التواضع".
وعن طموح القائد النخالة لتمدد حالة المقاومة الداخل المحتل عام 1948، يقول أبو دقة: "هذا الأمر يشي أننا أمام مرحلة هامة إذا ما تحققت فإن العد التنازلي للمشروع الصهيوني قد بدأ".
وفيما يتعلق بما أعلنه القائد النخالة عن لقاءٍ جمعه بالرئيس السوري بشار الأسد بعد معركة (وحدة الساحات)، يرى أبو دقة أنَّ هذا الإعلان، وهذا اللقاء "يحمل دلالات هامة، تحمل مزيداً من التشابك، وتعزيز الجهود لخدمة القضية الفلسطينية في كافة الساحات التي يتواجد فيها فلسطينيون".
وتابع: "تأكيد النخالة بأن معركة (وحدة الساحات) كانت بمثابة أم المعارك، كون حركة الجهاد الإسلامي خاضتها وحيدة، وأداء سرايا القدس فيها كان مبدعاً.... فيها رسالة اعتزاز من قبل الرجل بقدرة وكفاءة أبنائه على الأرض، حيث خاضوا ملحمة بطولية دفعت العدو أن يضغط على الوسطاء كي يتم التوصل لتهدئة".
أما فيما تحدث فيه النخالة عن ترميم سرايا القدس لقوتها بعد المعركة، وتعزيزها لعنصر القيادة لاسيما بعد ارتقاء الشهداء، وإدخال 1000 مقاتل جديد للعمل، فذكر أنَّ "النخالة أراد أنْ يبعث برسائل في اتجاهات متعددة لاسيما للاحتلال، بأن محاولاتك فشلت في إضعاف بنية الجهاد الإسلامي وقوته، وأن مخططاتك اللعينة لدفع الشباب للهجرة أو العمل في الداخل المحتل لن تحرفهم عن واجبهم تجاه دينهم وقضيتهم الوطنية... إضافةً لرسالة طمأنة لشعبنا وأمتنا بأن المقاومة بألف ألف خير، وأنها قادرة على مواصلة طريقها مهما بلغ حجم المخاطر والتحديات".
وعن التحية التي وجهها لعوائل الشهداء، قال أبو دقة: "كان واضحاً أن أمين المقاومة لم يغفل عن توجيه التحية لعوائل الشهداء كل الشهداء، وكذلك أمهات وذوي الأسرى.. ولقد سمى بالتحديد خنساء فلسطين أم إبراهيم الدحدوح، وزوجة القيادي الأسير بسام السعدي، أم إبراهيم، ووالدة الأسير قائد عملية "انتزاع الحرية" محمود العارضة.. لقد اختزل المشهد الفلسطيني الذي يواجه المحتل، بنماذج حيّة يعرفها كل شبل وزهرة".