قائمة الموقع

الذكرى التاسعة لرحيل مفكر الجهاد يوسف العارف

2022-10-11T10:37:00+03:00
WhatsApp Image 2022-10-11 at 10.39.40 AM.jpeg
شمس نيوز -رام الله

من زمن المؤسسين الأوائل وبناة جيل الإيمان والوعي والثورة، الذين اَمنوا بالخيار الأمل منذ بزوغ فجره، وساهموا في ميدان التربية والجهاد، فكان فارساً لا يشق له غبار، ومعلماً لمدرسة تمتد أجيالها إلى اليوم، ومفكراً ما يزال إثره حاضراً ومؤثراً في مسيرة الجهاد. 

سطع نجمه في السادس عشر من حزيران عام 1946م، في قرية جالود من قرى نابلس، فكان الشاهد على نكبة فلسطين واحتلال أرضها وتهجير شعبها، وتشكل وعيه على مشاهد القتل والإجرام.

التحق بدرب الباحثين عن العلم، فأكمل مراحله الدراسية وصولاً إلى نيل درجة الليسانس في اللغة العربية وآدابها من الجامعة الأردنية عام 1969م، وعقب تخرجه عمل في السعودية ثم في مدارس الضفة الغربية.

اعتقل عام 1978م، حين كان معلماً في مدرسة فدوى طوقان، ثم تعرض للنفي من الحاكم العسكري إلى مدرسة حوارة الثانوية، ثم انتقل إلى مدرسة قريوت، وخاض إضراباً للمعلمين عام 1980م ضد مضايقات الاحتلال، ما دفعه للانتقال والعمل في المدرسة الثانوية الإسلامية وعمل فيها 15 عامًا ثم عمل في كلية الروضة لـ3 سنوات.

أثناء عمله في مدرسة "قريوت" الثانوية، كان الدكتور الشهيد فتحي الشقاقي قد بدأ في نشر مبادىء الحركة الوليدة التي اَمن بأفكارها قبل أن يتعرف إلى مؤسسيها وقادتها. وفي فترة التسعينات التقى بالشيخ الشهيد رياض بدير، وكانا عضوين في اللجنة العامة للمعلمين، ليلتقيا تحت راية حركة الجهاد الإسلامي. 

بدأت مرحلة جديدة من المضايقات عليه وعلى عائلته، من خلال اعتقاله واقتحام منزله عشرات المرات، فقد أعتقل أربع مرات قضى خلالها ما مجموعة عشر سنوات في سجون الاحتلال، ومنعت عائلته من زيارته، وأفرج عنه في 4-4-2012م، كما تعرض لمحنة الاعتقال عند أجهزة أمن السلطة عدة مرات، وعرف بحسه الوطني وسعيه للوحدة والوفاق بين الأخوة داخل وخارج السجون. 

كان على قدر المسؤولية والاهتمام بالكثير من قضايا الشهداء والأسرى والجرحى، ولم يبخل يوماً أن يكون المبادر والمضحي من أجل إدخال الفرحة على عوائل المحرومين غير اَبه بما يجده في سبيل ذلك من متاعب ومصاعب ليس أقلها الاعتقال في سجون الاحتلال. 

وتعرض أبناءه للاعتقال أكثر من مرة، فابنه مالك الذي أعتقل لأكثر من مرة إدارياً، وحمزة المحكوم بالسجن 33 عامًا بتهمة تنفيذ عمليات جهادية ضمن صفوف سرايا القدس، وعاصم الذي توفي في عزل سجن الرملة إثر صراع مع المرض عام 2006م. 

عمل باحثًا ومؤلفًا ومشاركاً في كثير من الندوات السياسية، وكانت حصيلة حياته العلمية عدداً من الدراسات والمقالات والكتب أبرزها: "المسيرة الجهادية لحركة الجهاد الإسلامي"، "الميزان بين السنة والشيعة، "تيسير العسير في النحو والصرف"، "مخزون الذاكرة"، بالإضافة إلى أبحاث في اللغة العربية والتاريخ، ومؤلفات تتعلق بمناهج اللغة العربية، وكان بصدد كتابه تفسير للقرآن الكريم، حيث يعتبر من أبرز المراجع في اللغة العربية بالضفة الغربية.

رحل عنا الأستاذ الجليل عارف الحاج محمد "أبو مالك" في 11-10-2013م، بعد أن عاش عصره وكان ذا همة عالية وروح مثابرة ونفس مجاهدة وعقل راجح ولسان مفوه وقلم مخلص، عاش بيننا تقياً خفياً وغادرنا زاهداً إلا فيما عند ربه، فرحل تاركاً اَثاره التي كتبها الله قبل أن يشهد بها الناس، وادخرها له ذخراً قبل أن يحصيها العباد عرفاناً، حتى لحظة رحيله حين كان يشارك في حفل زفاف أحد الأقرباء، عندما ألمت به سكتة قلبية أدت لوفاته على الفور قبل أيام قليلة من عيد الأضحى المبارك. 

وفي بيان نعي لحركة الجهاد الإسلامي عند وفاته قالت فيه "إن الشيخ يوسف العارف دفع سني حياته خلف قضبان القهر والإذلال، كي يرسخ هذا الدرب القويم على خطى الشهيد المعلم فتحي الشقاقي، ويقضي في سجون العدو سنوات عديدة صابرًا محتسبًا".

وتابع البيان أن الشيخ يوسف العارف له بصمةٌ دامغة في تربية الأجيال، وتشريبها الفكر الجهادي الأصيل، من خلال عمله كمدرس على مدار 30 عامًا، فضلًا عن تأليفه كتبًا عدة، وكتابته مئات المقالات التي تؤصل لنهج وثقافة المقاومة.

اخبار ذات صلة