قائمة الموقع

حوار الفصائل في الجزائر يجري بين الاطلال

2022-10-11T13:36:00+03:00
المصالحة في الجزائر
بقلم/ خالد صادق

حوار الفصائل الفلسطينية مع فتح ممثلة في السلطة الفلسطينية محكوم عليه بالفشل قبل ان يبدأ وهو ينكأ الجراح ونتائجه دائما ما تؤثر في شعبنا الفلسطيني، ودعوة القيادة الجزائرية للفصائل الفلسطينية للحوار والجلوس على الطاولة يهدف الى محاولة تقريب وجهات النظر وإعادة القضية الفلسطينية الى الواجهة من جديد, فقد وجهت الجزائر دعوات للفصائل الفلسطينية لمؤتمر جديد للحوار الوطني في الحادي عشر والثاني عشر من اكتوبر الجاري بالعاصمة الجزائرية الجزائر, وقد وجهت الدعوة لـ14 فصيلا فلسطينيا في محاولة لاستكمال جولات الحوار السابقة, والجزائر لديها رغبة وجهد للتوافق الفلسطينية ومواجهة التحديات وهى تراهن على تحمل الجميع مسؤولياته والنزول عند رغبة شعبنا وعند الدماء والتضحيات وان التوافق الفلسطيني الداخلي سيؤدي حتما الى تقوية الجبهة الداخلية لمواجهة الاحتلال واحباط مخططاته, واستمرار هذا الانقسام سيكون له تداعيات كبيرة على القضية الفلسطينية وله تداعيات إنسانية واقتصادية, وهذا ما تحاول القيادة الجزائرية التركيز عليه لإقناع الفصائل الفلسطينية والسلطة بالتوافق فيما بينها, عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ومسؤول الدائرة الإعلامية دكتور أنور أبو طه قال ان وفداً من حركة الجهاد الإسلامي وصل إلى العاصمة الجزائرية للمشاركة في المؤتمر الوطني للحوار الفلسطيني الشامل على طريق الوحدة وإنهاء الانقسام, وأوضح أن الوفد يُشارك في المؤتمر الوطني، بدعوة كريمة من الرئاسة الجزائرية. وأكد د. أبو طه، أن الحركة تستجيب دوماً لكل الجهود الساعية لإعادة وحدة الصف وتحقيق التوافق السياسي بين شركاء الوطن، وبناء المشروع الوطني الفلسطيني على أسس نضالية تحفظ الحقوق والثوابت، وتعزز نهج المقاومة الشاملة للقضاء على الكيان الصهيوني المؤقت، وتحرير الأرض الفلسطينية، وهو الامر الذي تجمع عليه كل الفصائل الفلسطينية المقاومة.

حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أعلنت عن تلقيها دعوة رسمية من جمهورية الجزائر الشقيقة للمشاركة في الحوار الوطني الفلسطيني المرتقب. وقال رئيس مكتب العلاقات الوطنية في الحركة حسام بدران، إن قيادة الحركة ترحب بهذه الدعوة، وتؤكّد جاهزيتها للعمل بكل قوّة وبأعلى درجات المسؤولية الوطنية لإنجاح الجهود الجزائرية في إنجاز الوحدة الوطنية وترتيب البيت الفلسطيني ترتيباً كاملاً وشاملاً على أسس وطنية صحيحة، تحقّق أهداف شعبنا في الحريَّة والاستقلال وطرد الاحتلال. ودعا بدران الجميع إلى التسلّح بالعزيمة والإرادة لإنجاح الجهود الجزائرية المقدّرة في دعم صمود شعبنا وقضيته العادلة، حماس قالت إنها «تتعاطى بجدية وإيجابية» مع الجهود الجزائرية بشأن تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، وهي بالفعل معنية بإنجاحه»، وتتعاطى بإيجابية كبيرة مع كل محطات المصالحة، والحركة تقدر الجهد الجزائري وتبذل جهداً متواصلا لإنجاحه، وكانت حركة حماس قد تقدمت برؤية متكاملة للجزائر لتحقيق وحدة وطنية حقيقية، للوصول للتوافق على صيغة جامعة لكل الأطراف». وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون, قد جمع في مطلع تموز/ يوليو الماضي، بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لـ «حماس» إسماعيل هنية، والوفدين المرافقين لهما، على هامش احتفالات ستينية الاستقلال بالجزائر, وقد قدمت الجزائر ورقتها ورؤيتها لإنجاح المصالحة وانهاء الانقسام لكل من حماس وفتح, وقد اشتملت على مقترح بعقد انتخابات فلسطينية بعد ثلاثة شهور من توقيع الاتفاق, وتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم ممثلين عن كافة الفصائل، دون وضع اشتراطات, حيث دعمت «فتح» تشكيل حكومة وحدة وطنية وفق شروط الرباعية الدولية، إلى جانب أن تعترف «حماس» و» الجهاد الإسلامي» بالمنظمة ممثلاً شرعياً وحيداً، مع تأييد عقد انتخابات دون أن تضع جدولاً زمنياً، كما اشترطت «فتح» إنهاء آثار الانقسام.

من الواضح ان الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة حماس منفتحة على المصالحة وانهاء الانقسام, لكن فتح التي تتبنى موقف السلطة وتحمله على عاتقها, تصر على الاعتراف بقرارات الرباعية الدولية التي تلزم الفصائل بالاعتراف «بإسرائيل», والتخلي عن المقاومة المسلحة, والقبول بالحلول المطروحة وفق الرؤية الإسرائيلية للقضية الفلسطينية, دون أي الزام لإسرائيل للاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني, او قبول ما يسمى «بحل الدولتين» على الأراضي الفلسطينية «المحتلة عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية», وحتى لا نبني آمالا كبيرة على المصالحة الفلسطينية وانهاء الانقسام, لا بد ان نعترف ان السلطة تتبنى مشروعاً استسلامياً يسير عكس رغبات الشعب الفلسطيني وفصائله المختلفة, ولا يملك أي بديل عن مشروعه هذا, وظهر ذلك في خطاب رئيس السلطة محمود عباس امام الأمم المتحدة, والذي جرم فيه المقاومة الفلسطينية, واعتبر ان لا خيار لحل القضية الفلسطينية الا خيار السلام, فهل يمكن لشعبنا وفصائلة المختلفة قبولهم بقرارات الرباعية من اجل المصالحة وانهاء الانقسام, ان المصالحة التي تبنى على أساس التنازل عن الثوابت الفلسطينية, والتضحية بنضالات شعبنا الفلسطيني على مدار سنوات طوال لا تلزمنا كفلسطينيين, لأنها تساوي خيانة لدماء الشهداء, وتفريطاً في حقوقنا المشروعة, وتنازلا مجانياً للاحتلال الصهيوني عن ارضنا ومقدساتنا, ولا يمكن لدولة مثل الجزائر بقيادتها الرشيدة وشعبها العظيم, والتي قدمت اكثر من مليون ونصف المليون شهيد على مذبح الحرية ان تدفع باتجاه التفريط في حقوقنا وثوابتنا, لأنها تدرك تماما ان «إسرائيل» ليست دولة سلام, ولن تقبل بحل الدولتين, وان تكون القدس عاصمة لدولتنا الفلسطينية, ولن تقبل بحق العودة للاجئين الفلسطينيين, لأنها دولة احتلال عنصري نازي سفاك للدماء, فنحن نعي ان حوار الفصائل في الجزائر يجري بين الاطلال وبأقدم مقطوعة وفق منطق فتح.

اخبار ذات صلة