جاء في حديث صحيح للنبي صلى الله عليه وسلم ومعناه أنّ الله عز وجل أراد أن يبتلي ثلاثة نفر من بني إسرائيل، أبرص وأقرع وأعمى، فبعث ملكاً على هيئة رجل فسأل الأبرص ماذا تريد قال أريد الشفاء من البرص وأحب الإبل فمسح عليه فشفي بإذن الله وأعطاه ناقة عشراء وما هو إلا وقت قصير حتى صار عنده وادٍ من الإبل...!!!
وفي نفس الوقت ذهب للأقرع وسأله نفس السؤال فطلب الشفاء وكان يحب البقر فمسح عليه فشفي بإذن الله وأعطاه بقرة عشراء ودعا له فصار عنده وادٍ من البقر...!!
وكان أيضا في ذلك الوقت قد ذهب للأعمى وساله كما سال الاخرين وكان جواب الأعمى أن يكون بصيراً..!! وكان يحب الغنم فمسح على عينيه وأعطاه ماعز عشراء فصار عنده وادٍ من الغنم.. وظلوا فترة طويلة يتنعمون بما آتاهم الله عزّ وجل،،
ثم جاء وقت الابتلاء والإختبار فأرسل الله نفس الملك للأبرص على هيئة رجل فقير فطلب منه ناقة يتصدق بها علبه،،، فقال الأبرص : لا أستطيع فعندي مسؤوليات ومتطلبات كثيرة،
فقال له الملك : ألم تكن أبرصاً وفقيراً فشفاك الله وأغناك فقال : لا لا... أنا ورثت الجمال والمال كابراً عن كابر...!!
فقال الملك : اللهم ان كان غير صادق اعده إلى ما كان عليه ...
وما هو الا وقت قصير حتى عاد البرص برصا والفقر فقرا...!!!
وكذلك فعل مع الأقرع وقد رفض أن يعطيه بقرة وقال الاقرع للملك : لم أكن أقرعا يوما من الأيام بل ورثت جمال شعري والغنى كابرا عن كابر... فدعا عليه إن كاذبا أن يعيده كما كان... فعاد الاقرع لسيرته الأولى...!! وذهب للأعمى فطلب منه ماعز فقال له الأعمى : اذهب بنفسك وخذ ما شئت فإنني كنت أعمى فشفاني الله وكنت فقيراً فأغناني الله، فقال له الملك: بارك الله لك في بصرك و مالك، فإنما هو اختبار وابتلاء...
فنجح الأعمى....
وسقط الأبرص....
وسقط الأقرع....
ما أكثر البرصان والقرعان وما أقل العميان
في هذا الزمان..!!
فبعض الناس كانوا بالأمس في أردى حال... فقراء... أذلاء ، فرفعهم الله عز وجل وأغناعم... واخرين كانوا في ورطات سحيقة ليس لها من دون الله كاشفة..، فنجاهم الله منها ووضعهم في أمكنة أعظم بكثير مما توقعوا...، وأكبر من أحلامهم... كرما منه سبحانه وتعالى ... فلما تمكنوا واستحكموا، نسوا ما كانوا عليه...،، وتبجحوا...!!واحتقروا الناس ...!! ولم يعذروا من كانوا مثلهم بالامس القريب فكانوا أسوأ من الأقرع...!! وأردى من الأبرص...!!!
وقليل واقل من قليل الذين فعلوا فعل الأعمى الذي ما نسي ما كان علبه... ولم يبخل بما اتاه الله عز وجل وداب على مساعدة من كان مثله بالامس القريب ...!!
ويظل شيئا واحدا ننتظره لبرصان وقرعان زماننا وهو إما أن يعودوا لرشدهم قبل فوات الأوان ...!!!
أو ان يعودوا لما كانوا عليه من برص وقرع...!!!