يعاني قرابة 140 ألف فلسطيني، في مخيم شعفاط، وبلدة عناتا، ورأس خميس، ورأس شحادة شرقي القدس، من حصار خانق تفرضه قوات الاحتلال منذ ستة أيام، وذلك في إطار سياق سياسة العقاب الجماعي لأهالي المخيم الذين يواصلون "العصيان المدني" الشامل في وجه الاحتلال لليوم الثاني على التوالي.
وأكد أهالي مخيم شعفاط وعناتا الليلة، تواصل العصيان المدني السلمي، وإضراب العمال ومدارس المنطقة، وإغلاق المحال التجارية عدا الأساسية منها، كمخابز والصيدليات والمواد التموينية.
الخبير المقدسي رئيس مركز القدس الدولي د. حسن خاطر، أكد أن حصار مخيم شعفاط وعناتا استمرار للسياسة الإجرامية والعدوانية بحق الشعب الفلسطيني عموماً، والمدينة المقدسة وأهلها خصوصا.
وقال خاطر لـ"شمس نيوز": إن "ما يجري في القدس عبارة عن عمليات انتقام منظمة وممنهجة يسعى الاحتلال من ورائها لفرض معتقداته السياسية والأمنية، وهذه الطريقة أثبتت عدم فعاليتها على الإطلاق".
وحول تفجير الأوضاع بالضفة، وفشل الاحتلال في السيطرة عليها، بين أن الأوساط "الإسرائيلية" وعلى رأسها بنيامين نتنياهو اتهمت حكومة الاحتلال بالفشل الذريع في السيطرة على الضفة، واتهامها بشكل مباشر بتفجير الأوضاع؛ لأن ما جرى ويجري هو عدوان منظم، وممنهجة أهدافه، وأسبابه عديدة".
وأضاف خاطر "لم يستطع الاحتلال أن يحقق أهدافه تماما، وما يجري اليوم تفجير للأوضاع، واستفزاز لكل الشعب الفلسطيني؛ ما يدل على أن عملية الاستفزاز ورقعتها تتسع بشكل كبير، ويمكن أن تتحول الأحداث لانفجار شامل في نهاية المطاف، وهذا ما هو مرجح من خلال الأحداث في اليومين الماضيين".
ولفت إلى أن مخيم شعفاط ليس مكانا صغيرا ويمكن حصاره بسهولة، إذ يحتوي على أكثر من 140 ألف مواطن، وليس من السهل الوصول فيه إلى ما يريد الاحتلال على الإطلاق؛ بل على العكس أصبح المخيم رمزية للأحداث، ورمزا للتحرك والفعاليات والإضرابات في القدس وخارجها.
وأوضح الخبير المقدسي، أن ما يجري عكس ما يريد الاحتلال، والنتيجة كل فلسطين أصبحت مخيم شعفاط، ولاحظنا اليوم أن كل الطرق والمداخل المؤدية للمدن الرئيسية مغلقة، وتمتد المركبات لكيلو مترات، الأمر الذي يدفع للمزيد من الغضب في الشارع الفلسطيني، مرجحاً أنه سيؤدي لانفجار في وجه الاحتلال، إذ بدأت الأوضاع تتسارع في الضفة تجاه انتفاضة جديدة وانفجار جديد.
وذكر أن الأوضاع تحتاج إلى تداعي قيادات الفصائل الفلسطينية لدراسة هذا الوضع، ومحاولة تشكيل قيادة موحدة وجسم معين، يكون دوره مواكبة هذه الأحداث، والتوجيه، ووضع النقاط على الحروف في الكثير من المسائل".
وأشار إلى أن القيادة الرسمية الفلسطينية لا تسير أمام الأحداث؛ بل تسير وراءها، وغير قادرة على الاستثمار الإيجابي لأي حدث على الساحة.
وتابع خاطر: "يفترض أن تتبنى فصائل المقاومة ما يجري الآن، وهي غير غائبة، وأن تقود هذا الأمر من خلال جسم معين يستطيع رسم مسارات الأحداث، أو على الأقل توجيهها، ولكن هذا الجسم الكبير يحتاج إلى رأس مدبر، بشكل يمكن الاستفادة فيه من كل تفاصيل الأحداث، ومواجهة الاحتلال بشكل أكثر منهجية ودقة؛ لتحقيق أهداف إيجابية، والغضب الذي يجتاح كل الأراضي الفلسطينية بدون استثناء".
وأضاف" هذا الحدث بحاجة إلى استثمار سياسي، وأن يتم مواكبته بكل الوسائل الممكنة والتجارب المعروفة لشعبنا في مواجهة الاحتلال".