منذ سبعين عاماً وشعبنا يقاتل المحتلين الصهاينة الغزاة ، في مشهد بطولي تعجز الأقلام عن التعبير عن حجم التضحيات الجسام، تستمر قوافل الشهداء في مواكب مهيبة، حيث تتواصل هذه الكوكبة العظيمة من الشهداء الأطهار، دوماً إلى أرض فلسطين المقدسة الأكثر احتضاناً لأجساد الشهداء فطالما رويت أرضها بدمائهم الزكية وملائكة السماء استقبلت أرواحهم الطاهرة..
على هذا الدرب ، درب الثورة ، يمضي أبطال فلسطين، الذين لبوا النداء وقدموا أرواحهم وأنفسهم من أجل وطنهم السليب وقضيتهم العادلة وأرضهم المحتلة، الشهداء الأطهار ( في جنين ونابلس والخليل وغزة والداخل وفي الشتات ) وقفوا في وجه حرب الطغيان والإجرام التي يشنها الكيان الصهيوني النازي ضد شعبنا الفلسطيني المرابط
أنها معركة تجلت فيها معاني النصر على آلة الموت الصهيونية الإرهابية وعلى جيشه النازي الارهابي
معركة ترسّخت فيها معاني الصمود والثبات ، من قبل الثلة المؤمنة بالله وبعدالة القضية ، حتى باتت مفخرة للشعب الفلسطيني بين الأمم وصارت نموذجاً رائعاً من نماذج التضحية ، وجعلت العدو ، يفقد صوابه
من هنا فإننا ، ومن أرض فلسطين المباركة نزف إلى شعبنا الصامد وإلى أمتنا العربية والإسلامية وإلى كل أحرار العالم شهداءنا الأبرار الأطهار الذين ارتقوا إلى العلا شهداء ، بإذن الله
سائلين الله تعالى أن يجعل دماءهم نوراً للأحرار وناراً على المعتدين الارهابيين ، وعهداً أن لا تضيع هذه الدماء الزكية هدراً وأن نبقى الأوفياء لدرب الشهداء حتى نحرر أرضنا من دنس الصهاينة الغاصبين.
ونقول :
أما ٱن للمحتلين الصهاينة الغزاة الذين جاؤوا من وراء البحار ، أن يرحلوا ،
مئات الٱلاف من الشهداء ، تسير في مواكب العزة والفخار والشموخ ومازال شعبنا. يثري الإنسانية بعطائه ...
ٱلاف الأسرى يواجهون سجاني المعتقلات بإرادة جبارة لن تنكسر بإذن الله ، والٱلاف من الجرحى الذين قدموا أروع صفحات البطولة وسطروا بآهاتهم ومعاناتهم ...
أما أمة العرب ، الذين وقعوا ( اتفاق ابراهام) ،وساروا في منعطف التطبيع المخزي ، وفق خطط(السى.اى.ايه)والتى بدورها تكمل الأدوار، لنهب خيرات الأمة ومنها البترول والذهب، ويعد أن يتفقوا خططهم القذرة ،يتركون العرب يتصارعون على الفتات ،ثم تتوالى الأزمات ( أزمة بعد أزمة) ليأتى بعد ذلك تدويل الأزمة، ثم اكمال الدور الاستعماري الكبير وبغطاء سياسى فى مجلس الأمن
لقد أعدت داهية العصر(كوندليزا رايس) خطتها البشعة (الفوضى الخلاقة ) !!!!
وللأسف لم يدرك النظام السياسى العربى خطورة هذا النهج الذى يهدف إلى تقسيم الدول العربية إلى دويلات صغيرة ،للإستفراد بتلك الدويلات واحدة تلو الأخرى ،إلا بعد فوات الأوان
الزعماء العرب ربما يدركون كل ذلك ،لكنهم لاحول لهم ولا قوة ،حتى غدوا دمىً تحركها أمريكا ،ولعل ما حدث مع الوزير العربي فى حديقة البيت الابيض الذى لا يعرف بنود اتفاق ابراهام (إتفاق التطبيع بين البحرين والإمارات والكيان الغاصب )ولا يعرف على أى شيء يوقع
لقد إنتهجت السياسة الأمريكية فى المنطقة سياسة خلق أنظمة مؤيدة للادارات الأمريكية المتعاقبة ،وجعل تلك الأنظمة تدور فى فلك الإمبريالية وجعل الشعوب العربية سوقا للإستهلاك وخلق المناخ الملائم للكيان الغاصب ليلعب دور الشرطى فى المنطقة وتدمير كل الطاقات الثائرة وانهائها التى تدعو إلى مناهضة المشاريع الاستعمارية فى المنطقة ولعل ما حدث فى العراق والصومال خير دليل على ذلك
من كان يتخيل فى يوم من الأيام ان العراق الذى يمتلك ثلث إحتياطى البترول فى العالم أن يتحول إلى دولة فاشلة لا تستطيع أن توفر للمواطن العراقى قوت يومه؟!!!!
ومن كان يتخيل ان إثارة النعرات الطائفية بين السنة والشيعة وتحويل المجتمع العربية إلى مجتمعات طائفية وكل طائفة تعد العدة للتغول على الأخرى، بعد أن كان البلاد العربية تعيش بطمانينة وسلام والجميع يرفل برغد العيش ؟!!!!
من كان يتخيل ان تتحول سوريا إلى هذا الجحيم ؟
لقد تكالبت على الأمة كل قوى الشر والعدوان وجاؤوا بالربيع العربى وكل ذلك للإستفراد بالشعب الفلسطينى وإنهاء قضيته ولعل صفقة القرن هى من صنع نتنياهو ومسار العقارات المراهق كورنر صهر الرئيس السابق ترامب الذى أخضع مراهقى الخليج إلى مشاريعه التصفوية
وهنا يتبادر إلى أذهاننا الكثير من الأسئلة:
اين مثقفو الأمة وكتابها؟
اين أحرار الأمة وشرفائها ؟
اين الاتحادات والمنظمات الشعبية؟
أين الاحرار الذين يحملون أفكارا تقدمية فى الحركة الفنية؟!!!
أما آن الأوان أن ندق الخزان؟
ألم يؤثر الفكر الوطني الرائع ( للزعماء عبد الناصر وبومدين وياسر عرفات والملك فيصل ) التحررى الذى شكل حالة نادرة فى مقاومة الاستعمار ؟!!!!
ألم تقدم الجزائر مليون شهيد وهى تقاوم الإحتلال الفرنسي؟!! ولماذا لم تستفد الأمة من هذا الإرث الوطنى؟
ولماذا لم تستفد الأمة من الثورة الفلسطينية التى كانت ومازالت منارة لكل الاحرار
وإلى متى سيظل العرب حقلاً للتجارب
أن دماء الشهداء الأطهار ( شهداء فلسطين ) ستظل قناديل تنير درب الأحرار
سيثور الأحرار والشرفاء وستنتصر الأمة طال الزمن أم قصر وسيتحرر المسجد الأقصى بإذن الله
رحم الله الشهداء الأطهار ، وستبقى دماءهم تنير درب التحرير