لا شك أن الاحتلال تعامل مع السلطة الفلسطينية بالضفة بقسوة أكثر بكثير مما تعامل به مع المقاومة، ولكن شتان بين المقاومة والمساومة والعزة والمهانة.
الاحتلال تعامل مع المقاومة بقوة السلاح فقوبل بالفعل المقاوم الأمر الذي قد يكون نتج عنه عدد من الشهداء والأسرى والجرحى مرفوعين الرأس في اوساط شعبنا، والمقاومة بطبيعة الحال ردت بالعمل المقاوم المشرف في الضفة وغزة والداخل المحتل مما نتج عنه سقوط موتى واسرى وجرحى في اوساط المستوطنين وجنودهم، مما دفع قيادة الاحتلال أن تتعامل بكامل الجدية والاهتمام وتكريس جميع امكانات الدولة أمنيًا وعسكريًا وسياسيًا واعلاميًا واقتصاديًا لمواجهة المقاومة، وفي كثير من جولات المقاومة المشرفة جولات العزة والكرامة ظهر فيها ضعف الاحتلال وعجزه واذلاله وهو يستجدي التهدئة عبر الوسطاء، كونه لم يتوقع يومًا أن تكون الحرب في عقر بيته المزعوم الذي وعد فيه المستوطنين برغد الحياة والأمن والأمان، فكان الخوف والرعب ودخول الملاجئ وشل الحركة بالكامل في المؤسسات الرسمية والمدنية والمرافق العامة والخاصة وفي الشوراع والمطارات وأماكن السياحة وجميع مفاصل الدولة بسبب مقاومة شعبنا في غزة والضفة والداخل.
في المقابل وسط هذا الاحتدام تعامل الاحتلال مع السلطة بالتهميش والاذلال وعدم الاكتراث لكل ما تم من الاتفاقات، في حين أن السلطة لا زالت متمسكة باتفاقية اوسلو التي جوهر بنودها أن تكون السلطة حارس شرطة على أمن الاحتلال، مما نتج عنه للأسف اذلال ومهانة للسلطة في الوسط الصهيوني نفسه الذي ابرمت معه الاتفاقيات والعربي والفلسطيني أيضًا.
فكان لا بد من اتفاق الجزائر الذي نسال الله أن يكتب له النجاح اولًا وأن يكون ناتج عن يقين وقناعة بفشل تجربة الرهان على الاحتلال وداعميه واعوانه.
قبل الختام وبكل بساطة، ليس لنا إلا الله وبعضنا البعض، شئنا ام أبينا، ليس امامنا رهان إلا على سواعدنا ومقاومتنا وشعبنا واحرار العالم، ما بحك جسمك إلا ظفرك.
كل التحية لمجموع فصائل المقاومة.
كل التحية لعموم شعبنا حاضن المقاومة.
وانه لجهاد جهاد نصر أو استشهاد.
اللهم وحد صفنا وعلى الحق اجمع كلمتنا والهمنا التوفيق والسداد في القول والعمل.
