قائمة الموقع

سياسة خلط الأوراق.. وغدر الاحتلال

2022-10-18T13:21:00+03:00
خالد صادق.jfif
بقلم/خالد صادق

في ظل عجز الاحتلال عن ضبط الأوضاع الميدانية في الضفة الغربية والقدس المحتلة, وتمدد العمل الفلسطيني المقاوم وتنوعه في ارجاء الضفة والقدس, وفي ظل الفشل المتكرر للاحتلال في احباط العمليات الفدائية والوصول للمقاومين قبل تنفيذ العمليات, وحالة الغضب التي تنتاب الحكومة الصهيونية نتيجة فشل المنظومة الأمنية والعسكرية الصهيونية في وقف الهجمات الفلسطينية, وعدم قدرتها على اماتت الفعل المقاوم او الحد منه, نتيجة التوجه الفلسطيني الشعبي الساعي لتعزيز المقاومة والشد من ازرها للاستمرار في العمليات الفدائية مهما كانت النتائج, يحاول الاحتلال خلط الأوراق وتحويل جبهة المواجهة الى قطاع غزة حسب تقديرات إعلامية, فقد نقلت  صحيفة "الأخبار" اللبنانية من مصادر في المقاومة الفلسطينية، أن تقديراتها تفيد بأن الاحتلال قد يفكر، حالياً بعمل غادر بنقل المعركة إلى قطاع غزة، في ظلّ عجزه عن السيطرة على الوضع في الضفة المحتلة، مشيرة إلى أن "هذا الأمر يفتح الباب أمام خيارات يمكن أن يذهب إليها الاحتلال في المجالَين العسكري والأمني. وقالت الصحيفة إن المقاومة تتحسب من محاولة الاحتلال تنفيذ عمل أمني ضدّها داخل القطاع، وسط رصْد إشارات ومعلومات تشير إلى نيّته التحرّك في هذا الاتجاه، وسط رفع حالة التأهّب الأمني والعسكري، وهناك إشارات تتوازى مع تقديرات بأن المستوى السياسي الإسرائيلي يفكّر في الهروب من الضغط الذي يتصاعد في الضفة ويؤثّر على مستقبله السياسي، عبر نقل المعركة إلى غزة، وسط تعرّضه لانتقادات حادّة من قِبَل المستوطنين، بدأت تتصاعد في الآونة الأخيرة. واعتقادا بأن فتح مواجهة عسكرية جديدة مع غزة سيُنتج هدوءاً في الضفة، وسيمنع تدهورها بشكل كبير. إلا أن هذه التقديرات تتخوّف من عدم قدرة جيش الاحتلال على تحقيق إنجازات عسكرية في القطاع، وسط تنامي المجموعات المسلحة في الضفة الغربية، ما يُنذر بوضع أمني معقّد تشتعل فيه مختلف الجبهات الفلسطينية، ويعقّد الوضع الأمني، ومن قَبله السياسي، ويواجَه بمعارضة دولية وأميركية في ظلّ التركيز على الحرب الروسية الأوكرانية، فهل يمكن ان تنقلب الصورة ويتبدل المشهد قبل انتخابات الكنيست.

 حكومة لابيد الهشة سرعان ما تتصدع امام الضربات التي تتعرض لها, فعملية شعفاط البطولية وما تبعها من عمليات فدائية زلزلت اركان الاحتلال, وبات يبحث عن مخرج بأي شكل كان لوقف الفعل المقاوم واحباط العمليات, وهو عادة ما يلجأ الى أسلوب الى أسلوب الترغيب والترهيب, عندما يعجز عن تحقيق النتائج من خلال الفعل الاجرامي الذي يمارسه, فزيارة رئيس حكومة السلطة محمد اشتية لجنين جاءت برغبة إسرائيلية, لان الاحتلال يدرك ان جنين مركز الثورة في الضفة, وانه يصعب عليه السيطرة على الأوضاع هناك, ويريد ان يعقد صفقات مع بعض المقاومين التابعين لكتائب شهداء الأقصى عن طريق محمد اشتية لوقف العمل المقاوم من هناك, وعلقت وسائل إعلام عبرية، على الزيارة وقال الصحفي الإسرائيلي جاك خوري: وصل رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور محمد اشتيه إلى مخيم جنين للاجئين، والتقى هناك مع فتحي حازم ، والد منفذ الهجوم على شارع ديزنغوف في تل أبيب ، رعد حازم ، واعتبرها خطوة مفاجئة، في ظل ضغوط "إسرائيل" على السلطة الفلسطينية للتحرك ضد المسلحين في جنين ونابلس. ونقل الصحفي الاسرائيلي عن مسؤولين كبار في فتح تحدثوا لصحيفة هآرتس قولهم:" أن قرار زيارة المخيم كان يهدف إلى إيصال رسالة وحدة. بحسب الصحيفة: "كما أنها محاولة من قبل قيادة فتح لتقويض شعبية حماس والجهاد والإسلامي في المنطقة. وبدوره قال أليؤر ليفي، الصحفي المختص بالشؤون الفلسطينية في قناة كان العبرية: "إن الأجهزة الأمنية الفلسطينية تبذل جهوداً لتهدئة الأوضاع في شمال الضفة، ويأتي رئيس الوزراء محمد اشتية محاطاً بفتحي حازم، والد منفذ عملية ديزنغوف، ومسلحين من المخيم، ليلقي خطاباً يمجد الشهداء. واضح ان هناك محاولات تبذلها السلطة بالتنسيق مع الاحتلال لتقويض دور حماس والجهاد الإسلامي في الفعل المقاوم، وإقناع عناصر فتح المقاومة بعدم الانخراط معهما، وزيارة اشتية لوالد الشهيدين رعد وعبد الرحمن الخازم، تهدف لإقناعه بتسليم نفسه لأجهزة السلطة والتوقف عن إطلاق التصريحات التي من شأنها تعزيز الفعل المقاوم، فما الذي جنته السلطة من التنسيق مع الاحتلال؟

 "إسرائيل" لا ترى في السلطة شريكا, ولا تؤمن بالسلام, ولا تسعى اليه, ولديها أطماع في الضفة الغربية بعد ان حسمت امرها في القدس واعتبرتها عاصمة موحدة لها وابعدتها تماما عن طاولة المفاوضات مع السلطة, واسقطت كل الخيارات بما فيها حل الدولتين, فلماذا تسعى السلطة دائما لإنقاذ إسرائيل عندما تقع ولا تجد من ينقذها من سياستها الاجرامية سوى السلطة وأجهزتها الأمنية, ما يحدث اليوم في الضفة من فعل مقاوم ضد الاحتلال يمكن استثماره فلسطينيا من السلطة بالضغط على الاحتلال لانتزاع تنازلات, لكن للأسف السلطة تنظر للمقاومة على انها إرهاب, ولا تؤمن بالحوار مع "إسرائيل" من خلال الضغط بورقة المقاومة, وهى تظن ان أمريكا والمجتمع الدولي سيأتي بحق السلطة وفق القرارات الدولية, واتفاقيات التسوية, وتأبى السلطة ان تخرج مع عباءة التسوية التي بليت تماما ولم تعد تستر الجسد من وضوح العورات, ولا ندري متى ستحين اللحظة التي يمكن للسلطة ان تلقي عن نفسها عباءة التسوية, وترتدي عباءة المقاومة التي تبعث الدفء وتستر العورات.

اخبار ذات صلة