المشهد في الشارع الصهيوني بات مشحوناً بالتوتر والغليان، لأن البطل العملاق الشهيد عدي التميمي هزم دولة صنعها الغرب وأمدها بكل أنواع السلاح الحديث، دولة تستنفر قواتها وكافة أذرعها الأمنية لملاحقة أسد فلسطيني، رأى بأم عينيه تصفية الشباب على الحواجز، وهدم البيوت وسرقة الأرض في جنح الليل جرائم تندى لها جبين الإنسانية، حمل كل ذلك في نفسه الوديعة، فقرر أن يدافع عن شعبه.
البطل عدي هموم وطنه في عقله وقلبه وشرايين دمه، فلبى النداء، نداء الأقصى الأسير الذي يتم اقتحامه يومياً من المستوطنين (حثالات البشر) ونداء الثكالى وعذابات الأسيرات والأسرى وآهات الجرحى، فانتصر لفلسطين، التي انتصرت له، ليروي بدمائه الزكية ثرى الوطن الطهور.
اللافت للنظر أن الإعلام الصهيوني، وعلى مدار الساعة يطرح الأسئلة ويعرِض التساؤلات حول هذا الإخفاق المدوي!!!!
شكرا لك عُدي، فلقد هزمت جيشاً، يعتبر نفسه اسطورة!!!!!
وتحية لروحك الطاهرة، يا أسد فلسطين وانت تهزم دولةٍ تؤكِّد لنفسها وللعالم بأنّها قوّةً عظمى
استشهاد هذا العملاق، سيؤثّر على معنويات الصهاينة الغرباء الارهابيين، وهي منكسرة قبل استشهاد عدي، لأن جنين ونابلس والخليل وغزة والداخل الفلسطيني مرغوا أنف الاحتلال في تراب فلسطين
ايها السادة الأفاضل:
الفيديو الذي تمّ نشره ووثقّ الاشتباك المُسلّح بين أسد فلسطين وجيش الاحتلال الصهيوني، انتشر كالنار في الهشيم، حتى في وسائل الإعلام العالمية، التي عادةً تُحاوِل تجميل صورة الاحتلال وتحويل الجنديّ الصهيوني إلى سوبرمان، ولكن الصورة في هذه القضية العينيّة باتت تُساوي أكثر من مليون كلمةٍ، حتى أنّ الشارع الصهيوني بدأ يتساءل وبقوة كيف حدث ذلك؟
اسئلة لا اجابات لها سوى إجابة واحدة أن على الاحتلال الرحيل
صحيفة (هآرتس) الصهيونية، نشرت تعقيباً لأحد الصحفيين عبّر فيه عن دهشته واستغرابه الشديد من عدم تمكّن الحُرّاس المُدججين بالأسلحة من قتل شابٍ فلسطينيٍّ واحدٍ يحمل مُسدسًا وقال: “ما هو نوع الرصاص الذين كان يُطلقه الجنود باتجاه الفدائيّ الفلسطينيّ؟"، وآخر اتهمّ موقع الصحيفة العبريّة بأنّه عبر نشره للفيديو يثبط عزائم الجيش الصهيوني
العملاق الشهيد عدي التميمي كشف عورات دولة الاحتلال ووهنها واخفاقها فالإخفاق بدأ في حاجز شعفاط، عندما ترجّل البطل الشهيد من السيارة وببرودة أعصابٍ نفذّ العملية وانسحب من المكان وذاب بين مئات الآلاف، الجنود هربوا، ولم يجرؤ أحدهم على إطلاق رصاصةٍ واحدةٍ، واستمرّ الإخفاق عندما فشلت دولة الاحتلال في تحديد مكانه، وانتفض مخيّم شعفاط، ووقف وقفة رجلٍ واحدٍ، وعلى الرغم من الإغلاق والاعتقالات لم يحصل الاحتلال ولو على معلومةٍ صغيرةٍ عن التميمي، وأثبت سُكّان المُخيّم أنّهم أقوى من الاحتلال.
ربّما هنا تكمن قوّة الشعب الفلسطينيّ، صاحب الأرض الذي يُقاوِم الاحتلال بعزيمةٍ وكبرياءٍ وعنفوان، لإيمانه الراسخ بعدالة قضيته، مُقابِل الجنديّ الصهيوني الذي يعرف في قرارة نفسه أنّه يُدافِع عن احتلال غيرُ شرعي وغيرُ أخلاقي ويُرسَل من قبل دولةٍ مارقةٍ للدفاع عن قمع شعبٍ يُناضِل كأيّ شعبٍ بالعالم على التحرر من نير الاحتلال الغاشم، وفق المواثيق الأعراف الدوليّة التي شرعنت مقاومة الاحتلال بكلّ الوسائل المُتاحة، بما فيها الكفاح المسلّح.
لقد أحيا العملاق الشهيد عُدي التميمي الروح في نفوس الجماهير العربية وهو يقاوم حتى الرمق الأخير وأصبح بفعله أيقونة للنضال الفلسطيني والعربي والاسلامي وهنا نستحضر المطبعين والمهرولين على دولة الاحتلال ليقدموا ولاء الطاعة ونستحضر هنا الشاعر نزار قباني وهو يوجه كلماته القوية عن العرب الانهزاميين:
عاشوا على هامش الأحداث ما انتفضوا
للأرض منهوبة والعرض مغتصبا
استشهاد العملاق عدي التميمي كشف عورة النظام الرسمي العربي الذي تخلى عن قضيته المركزية والمزاودين على القضية وتجارها الذين يمتلكون المليارات ومع الأسف حريصون على دولة الاحتلال أكثر من دولة الاحتلال نفسها
سلام لروحك عُدي
وسلام لك وانت في عليين مع اخوتك الشهداء،
سيخرج الأسود من عرينهم ليسطروا لنا اروع الامثال في معنى الشرف والعزة والرجولة.
وشعبنا الفلسطيني سيظل يُقاوِم الاحتلال بعزيمةٍ وكبرياءٍ وعنفوانٍ، لإيمانه الراسِخ بعدالة قضيته،
سيرحل الغرباء طال الزمن أم قصر
وسيظهر مليون عُدي حتى اجتثاث الاحتلال الصهيوني الارهابي
وتبقى دولة الاحتلال أوهن من بيت العنكبوت، لأنها دولة إرهابية أقيمت على باطل