حديثي في هذا المقال لن يتناول الشهداء العظام الذين ارتقوا في مدينتي نابلس ورام الله ومن سبقهم من شهداء في كافة المدن الفلسطينية في الضفة الغربية ، فهم ليسوا بحاجة الى كلمات مني او من غيري لانهم تحدثوا لنا بلغة قلما يفهمها الناس وهي لغة الدم والبارود والشهادة ، نسأل الله لهم الرحمة وان تكون دماؤهم قد عبدت الطاريق من سيلحق بهم من مقاومين وشهداء حتى تحرير فلسطين
حديثي بهذه الكلمات القليلة والتي سأتناول بها ما شاهدته في الايام الاخيرة و ما أبدته الحاضنة الشعبية في الضفة الغربية من افعال واعمال تؤكد عودة الروح لها من جديد بعد زمن الخداع والتضليل الذي عاشوه وعاشه الكثير منا من دولة وسلطة ومؤسسات ورؤساء ووزراء وكلها كانت بمثابة ذر الرماد في العيون وإعطاء الاحتلال الفرصة ليقيم مشروعه على حساب حقوقنا وأرضنا ودمائنا .
الحاضنة الشعبية للمقاومة والمقاومين تجلت بصورة ناصعة يوم أن اعتقلت اجهزة السلطة المقاوم البطل مصعب اشتية من مدينة نابلس جبل النار والتي هب فيها كل سكان نابلس على مختلف توجهاتهم وأوقفوا هذا الاعتقال وتصدوا لاجهزة السلطة لوقف ممارساتها الخبيثة الداعمة للاحتلال مع كل أسف، نعم شاهدنا نابلس في ذلك اليوم كيف خرج اهلها تجاه ما تقوم به هذه الاجهزة حتى ان أحد المواطنين رحمة الله عليه استشهد على ايدي عناصر هذه السلطة.
هذا الموقف البطولي شاهدناه في مخيم شعفاط عندما نفذ البطل الشهيد عمليته البطولية في جمع من قوات الاحتلال عند حاجز شعفاط الصهيوني وقتل صهيونية واصيب أخر في عداد الموتي من نقطة صفر وتمكن من الانسحاب الى مخيم شعفاط واحتضنته الحاضنة الشعبية حتى اعد لمعركة مع الاحتلال الذي حاول بكل ما لديه من قوة القاء القبض عليه أو اغتياله مستخدما كل ما لديه من أسلحة حتى طائراته المسيرة حتى خرج عدي -رحمة الله عليه- وبمسدسه واشتبك مع قوات الاحتلال عند بوابة مستوطناته ونال الشهادة مقاومون غير مستسلمين.
شاهدنا الحاضنة الشعبية مرة ثالثة في نابلس عندما طلبت مجموعة عرين الاسود في منتصف إحدى الليالي السابقة كل المواطنين وخلال حصار الصهاينة لمدينة نابلس للنزول الى الشوارع وتنظيم التظاهرات والمناداة بالله اكبر فكانت الاستجابة ليس في مدينة نابلس وحدها بل في كافة مدن الضفة وهذا دليل آخر على نهوض الحاضنة الشعبية واحتضانها للمقاومة والمقاومين وهو تأكيد على أن المقاومة والبدقية هي من توحد الفلسطينيين كما يحدث اليوم في الضفة الغربية.
وللمرة الرابعة والخامسة شاهدناها ايضا في نابلس من خلال الاشتباك الذي جرى بين الحاضنة الشعبية بعد ان اكتشفت محاولة الاحتلال التسلل الى البلدة القديمة في نابلس واشتبكت معها قبل ان تشتبك المقاومة والمقاومين معها واستشهد المشتبكون ومن ثم الاشتباكات التي دارت مع قوات الاحتلال التي دفعت بمئات من جنودها وعرباتها الى نابلس لفك الاشتباك بين المقاومة وقوات الاحتلال والتي كان يدربها رئيس اركان قوات الاحتلال ورئيس الشاباك من تل ابيب وهو دليل عنف وانها وخطورتها على قوات الاحتلال التي لم تتحدث كثيرا عما حدث في نابلس في الاشتباك الاول ولا في الاشتباك الثاني والتي استخدمت فيه قوات الاحتلال لمواجهة المقاومين الطائرات المسيرة والتي اغتالت فيها الشهيد الحوحي رحمة الله عليه وبقية الشهداء في مدينة نابلس.
ولعل المشهد الخامس الحاضنة الشعبية شاهدناه في السيل الهادر والذي لم تشهده الساحة الفلسطينية إلا قليل من خروج مئات الالاف من المواطنين وإن لم تخرج كل مدينة نابلس وهي تشيع جثامين الشهداء
مشاهد تشرح الفؤاد وتؤكد اولا على حدة شعبنا عمليا على ارض الواقع والتفاف الحاضنة الشعبية حول المقاومة والمقاومين وهي علامات تدل أننا نسير نحو الطريق الذي سيحقق لنا ما نسعى اليه والايام القادمة ستؤكد لنا ان النصر قد اقترب فلا بد من الوحدة والتوحد حول البندقية. والحاضنة الشعبية هي التي تحتضن المقاومة والمقاومين.