بقلم/ أسعد جودة
عند وفاة الرئيس جمال عبد الناصر في سبتمبر عام ١٩٧٠م.
كانت الصدمة كبيرة والحداد أخذ عدة اشكال ومنها جنازات وهمية.
لماذا استحضرت هذه المناسبة لأنني عايشت حدثا مهما، كانت لدينا في القطاع حالة مقاومة نشطة وشبان غالبيتهم دون العشرين والقليل يتجاوز.
كان معظم هؤلاء الفدائيين غير معروفين، في الليل يتخفوا ويشتبكوا مع العدو وفي النهار في المدارس او المعاهد او العمل.
في مخيم جباليا وتحديدا في مقبرة (الفالوجا) في احد تلك الجنازات الوهمية بعد العصر واذ بهتاف يطلق وبأعلى صوت من الهتاف في المظاهرة
"يا فدائي اظهر وبان يا فدائي عليك امان"
ما هي لحظات واذ بعشرات الفدائيين يخرجون مسدساتهم ويطلقون الرصاص في الهواء على المكشوف.
لحظتها كشفوا أنفسهم وعادوا مطاردين ولم يعد بإمكانهم التواجد في بيوتهم ولم تكن البيئة مهيأة ولذلك العدو كان كل ليلة يتصيد منهم وعبر العملاء والملاحقة وفي فترة وجيزة تم التعامل معهم والإجهاز عليهم لدرجة مرت ان كل يوم نشيع شهيد.
الخاطرة مفادها أن من كان وراء إطلاق هذا الهتاف بهذا الشعار طلع "عميل" وتم تصفيته من قبل المقاومة لاحقا.
شعار صيغ في اروقة المخابرات الصهيونية.
الخطاب موجهه وقد يفيد اخواننا المقاومين في الضفة كتيبة جنين ونابلس وعرين الاسود.
أن لا يظهروا أمام العامة العملاء منزرعين والأجهزة الحديثة هي لص قاتل وجاسوس خفي تحمله وتتنقل به "خذوا حذركم" انتم غاليين وشعلة مضيئة.
انشودة "شوف شوف أعلنها عالمكشوف ولى زمان الخوف لعلع يا كلاشنكوف"
انشودة منذ ان سمعناها لم يرى العرين خيرا.