غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

انتخابات الكنيست الصهيوني أزمة متجددة

الانتخابات الإسرائيلية.jpeg

كتب: أ. خالد صادق

أحصت وسائل الاعلام العبرية أربعين قائمة تنوي خوض انتخابات الكنيست الصهيوني، حيث يمكن أن يتمكن رُبعها فقط من النجاح في تخطي المرحلة الانتخابية الابتدائية البالغة 3.25%، ودخول الكنيست، وهذه المرة الخامسة التي تجري خلالها انتخابات الكنيست الصهيوني في خضون اربع سنوات، بحيث لم يتمكن حزب من تشكيل حكومة بشكل منفرد، الامر الذي اوجد حالة عدم استقرار لاي حكومة صهيونية، ودخول أربعين قائمة في انتخابات الكنيست يعني ان ازمة الانقسام السياسي في المواقف لا زالت قائمة، وهناك حالة تفسخ وتباين في المواقف داخل الكيان الصهيوني, والطائفية والفئوية والعنصرية متحكمة في المشهد الصهيوني, لذلك لا زال الكيان يعيش في عمق الازمة, فقد أظهرت آخر استطلاعات الرأي الإسرائيلية قبل الانتخابات القريبة المقررة الثلاثاء القادم، قدرة زعيم المعارضة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على تشكيل حكومة ضيقة, ووفقاً للاستطلاع الذي نشرته القناة «12» العبرية فقد حصل حزب الليكود بقيادة نتنياهو على 31 مقعداً، يليه حزب هناك مستقبل بزعامة رئيس الوزراء الصهيوني الحالي يائير لبيد بحصوله على 24 مقعداً. فيما تقدم تحالف حزب الصهيونية الدينية التابع للمستوطنين والذي يتزعمه المتطرفان «ايتمار بن جبير وبتسليئيل سموتريتش» الى 14 مقعداً ليتحول ثالث أكبر حزب اسرائيلي يليه تحالف وزير الجيش الصهيوني بيني غانتس حاصلاً على 11 مقعداً، وعلى صعيد توزيع المقاعد على الكتل فقد حصل تحالف اليمين الذي يتزعمه نتنياهو على 60 مقعدا، فيما حصل تحالف الوسط واليسار والقائمة العربية الموحدة على 56 مقعدا وهي نتيجة قريبة جداً من آخر انتخابات. وحصل نتنياهو على دعم 46% وذلك مقابل 32% حصل عليها لابيد، لكن تبقى المفاجأت حاضرة في انتخابات الكنيست القادمة.

لقد باتت انتخابات الكنيست الصهيوني ازمة متجددة لدى الاحتلال الذي يخشى من عواقبها, في ظل التحديات التي تمر بها الحكومة الصهيونية على المستوى الداخلي والخارجي, وحالة التحول التي يشهدها العالم نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية, وعدم قدرة التطبيع الإسرائيلي الرسمي والتحالف مع دول عربية في المنطقة على فك عزلة إسرائيل واختراق المجتمع العربي والانخراط في مرحلة تعايش مستقرة يسعى اليها الاحتلال عبر محطات رسمية عربية لم تسفر عن أي نجاحات في هذا المجال, فإسرائيل من خلال التطبيع مع الدول العربية اولويتها لا تكمن في التعاون الاقتصادي والعسكري والأمني مع الدول العربية, لأنها تعتبر نفسها انها اقوى منهم جميعا, لكنها تهدف الى تطبيع يذيب جبال الجليد بين الاسرائيليين والعرب, والذي يمكن ان يحقق لإسرائيل الامن والاستقرار في المنطقة, وفي المشهد الانتخابي الحالي، ظهرت تحالفات واصطفافات جديدة بين الأحزاب اليهودية، ومنها من تنحّى جانبا واعتزل الحياة السياسية مؤقتا، خشية عدم تجاوز نسبة الحسم, ومع هذه المتغيرات بالمشهد الحزبي الإسرائيلي في انتخابات الكنيست الـ25، تُظهر استطلاعات الرأي احتدام التنافس بين المعسكرين المتصارعين، لكن من دون حسم يمكّن نتنياهو أو لبيد من تشكيل الحكومة المقبلة، وإمكانية التوجه إلى انتخابات سادسة, ولتجنب هذا السيناريو، يسعى نتنياهو جاهدا إلى تعزيز وتحسين معسكره والحفاظ على شعبيته وقوة حزب الليكود الانتخابية، إذ تمنحه الاستطلاعات بين 59-60 مقعدا، وهو ما يعني أنه بحاجة إلى مقعد أو اثنين لتشكيل حكومة ضيقة تعتمد على 61 نائبا للكنيست الصهيوني من أصل 120 هم عدد أعضاء الكنيست, ويبقى هذا حلماً يأمل نتنياهو ان يتحقق, وهو لن يتحقق الا بثمن باهظ نظرا للتباين الواضح في المواقف بين الاحزاب.

الرئيس الصهيوني الأسبق لما تسمى بالدولة رؤوفين ريفلين، عبر عن حدة الخلافات بين المترشحين للكنيست السابقة بالقول الفجوات شخصية أكثر من أن تكون فجوات فكرية، عقائدية، سياسية أو حول احتياجات الدولة. وعلى قادة إسرائيل أن يدركوا أن (مصلحة) مواطني إسرائيل تسبق كل شيء, وكان قد دعا قادة حزب الليكود وكتلة «كاحول لافان»، على خلفية الأزمة السياسية وفشلهما في تشكيل حكومة، إلى «التعقل وإدراك أن الشعب لا يريد انتخابات أخرى, فهل تغير المشهد اليوم, يقينا لا فهذا قانون الهي عقابي انزله الله عز وجل على اليهود, (لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ) نحن نعيش اليوم تفاصيل هذه الآية الكريمة, ونشهد صورها بوضوح, فلا يجب ان يعتقد احد ان اليهود متحدون, فالكيان الصهيوني مليء بالتناقضات والعنصرية ولا يستطيع ان يتخلص منها لأنه جزء من مسلكياته ونشأته وطبيعته, هناك يهود حريديم, ويهود اشكناز, ويهود الفلاشا, واليهود الشرقيون والغربيون, وهذا كله يدل على الاختلاف والتباين, رئيس الوزراء  الحكومة الصهيونية الحالي يائير لابيد، وهو زعيم حزب «يش عتيد قال: «إن الانتخابات المقبلة مصيرية من أجل مستقبل بلدنا ومستقبل أطفالنا, فما الذي يعنيه ذلك؟, هذا يعني ان «إسرائيل» تدرك انها تعيش مرحلة الانحدار والزوال وهم يدركون حقيقة ذلك ويبحثون عن الاستقرار.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".