قائمة الموقع

الأمين العام للجهاد الإسلامي.. ما زال في العمر بقية

2022-11-01T13:22:00+02:00
مقابلة القائد زياد النخالة على قناة الجزيرة القطرية.JPG
خالد صادق

في الجزء الثاني من حواره على قناة الجزيرة الفضائية تناول الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة/ أبو طارق جوانب من حياته الشخصية وتوقف عند محطات عدة كانت كل مرحلة منها تمثل رحلة عطاء جديدة في حياته المحطة الأولى تحدث عنها الأمين العام ليكشف خلالها مدى نازية ودموية واجرام الاحتلال الصهيوني فقال انه رأي بأم عينيه كيف قتل الاحتلال الصهيوني والده امامه وعلى مشهد من امه الصابرة المحتسبة التي كانت تبكي على زوجها بحرقة وتخشى على أولادها. رغم ان عمره لم يتجاوز الثلاث سنين الا ان المشهد بفظاعته واجرامه بقي عالقا في ذاكرته ولم يغب عنه يوما. وكان له انعكاس على شخصيته التي تجسدت فيها بشاعة هذا الاحتلال المجرم. وكم الجرائم البشعة التي ارتكبها.

المحطة الثانية تمثلت في معاناته واسرته بعد استشهاد والده حيث دخل واسرته في مرحلة عدم الاستقرار فانتقلت الاسرة من مدينة خانيونس لتقيم  في مدينة غزة وسط أوضاع معيشية صعبة وظروف معقدة ويقضي الأمين العام ثلاث سنوات من عمره في معهد الامل للأيتام بمدينة غزة وهو طفل ويدرس المرحلة الابتدائية وهو يعيش هناك. ويتعلم تنظيم الوقت والانشغال بصقل ثقافته في مجالات عدة. والالتزام الديني والأخلاقي والقيمي بشكل كبير.

ثم يدخل المحطة الثالثة من حياته وهى مرحلة الشباب والرجولة التي تشكلت عبر الفعل النضالي فانخرط سريعا في صفوف قوات التحرير الفلسطينية ودخل سجون الاحتلال عدة مرات. وكان يقود الحركة الاسيرة داخل السجن لأنه تمتع بشخصية القائد منذ بداية نشأته. وكان محل اجماع واحترام من كل التنظيمات داخل السجون. وشارك في الاشراف على عملية تبادل الاسرى التي ابرمها احمد جبريل الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة مع الاحتلال الصهيوني عام ١٩٨٥م بالإفراج عن ١١٥٠ اسيرا فلسطينيا مقابل جثامين ثلاثة جنود أسرى صهاينة لديه. وكان القائد النخالة من بين المفرج عنهم في هذه العملية. ثم انخرط في العمل الجهادي مع حركة الجهاد الإسلامي.

وجاءت المحطة الرابعة من حياته عندما تولى قيادة الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين واشرف على عملية الهروب الكبير من سجن السرايا المركزي وسط مدينة غزة. عندما استطاع ستة من اسرى الجهاد الإسلامي تحرير انفسهم من داخل السجن. واستطاعوا اشعال مدينة غزة بالعمليات الفدائية البطولية والنوعية . واسسوا لشرارة الانتفاضة الأولى من خلال معركة الشجاعية في السادس من أكتوبر عام ١٩٨٧م والتي استشهد فيها أربعة من الاسرى الابطال الذين حرروا انفسهم من سجن غزة المركزي. ثم جاءت المحطة الخامسة حيث رحلة الابعاد القسري حيث قرر الاحتلال الصهيوني ابعاد القائد زياد النخالة عن القطاع الى لبنان وكان ابعاده متزامنا مع ابعاد الأمين العام المؤسس الدكتور فتحي الشقاقي والشيخ عبد العزيز عودة وعدد اخر من الفلسطينيين. وتكونت لدى الدكتور فتحي الشقاقي فكرة العمل الجهادي من خارج فلسطين بتمييز الحركة باسم حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين. وكان أبو طارق شريكا في كل فعل وخطوة وقرار منذ بداية تأسيس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين فاكتسب من شخصية الدكتور الشقاقي ومن ثقافته ومن ثورته وواكب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور رمضان شلح عبر ملازمته في كل مراحل عمله كأمين عام للحركة ومشاركته في كل القرارات والمواقف وخطوات التطوير والبعث للحركة حتى باتت تحتل مكانة كبيرة على الساحة الفلسطينية داخليا وخارجيا. فالأمين العام اكتسب مقومات الفعل النضالي من منابعها الاصيلة منذ نشأته وكان لها بالغ الأثر في تكوينه الشخصي الذي يغلب عليه الطابع الثوري المقاوم للاحتلال والمنسجم مع الكل الفلسطيني على قاعدة المقاومة والتمسك بالثوابت وعدم التفريط في أي حق من حقوقنا التاريخية. واليقين بان المقاومة هل الفعل المؤثر الذي يمكن ان يجني من خلاله شعبنا الفلسطيني مكتسباته وان يصل لأهدافه وان يحقق غاياته. وكل فعل دون المقاومة هو فعل عبثي ينتهي الى لا شيء.

مسيرة الأمين العام للجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة لم تتوقف بعد وهى ماضية مع سني عمره . وما زال في العمر بقية اليها القائد الكبير. وللحكاية التي رويتها بقية. وللفعل النضالي الذي زرعته في نفوس شعبنا وبين أبناء الجهاد الإسلامي والسرايا لا زال هناك بقية. تنته شهادتك على العصر بعد. فالطريق طويل وانت وضعت البداية ولن تصل الى النهاية الا بلحظة الانتصار التي نشاهدها في ثورتك وثقافتك وعرفانك لفعل الشهداء الاطهار. لا زال في العمر بقية أيها القائد فالراية لا زالت مرفوعة بين يديك تلوح بها في وجه الأعداء وتقود بها مسيرة النضال والثورة حتى التحرير. ان تباشير النصر التي تزرعها بيننا تبعث فينا الامل وتقوي من عزائمه وتشحذ هممنا لأننا ندرك مدى قربك منا ومن شعبك ومن الشهداء وذويهم والأسرى والجرحى الذين لم تغفلهم يوما. تقترب من الحاضنة الشعبية فتتقرب اليك تمنحك من الثقة واليقين ما يمكنك من خوض معركة تحدٍ مع الاحتلال تبعث فينا امال النصر والتمكين.. لا زال في العمر بقية اخي أبا طارق فلا تبخل علينا بالمزيد لأنك لم تكمل الرحلة بعد فهي رحلة ممتدة وطويلة وشاقة ولا يتخطاها الا الرجال الاطهار والقادة العظام فلتبق الراية مرفوعة بين ساعديك حتى تكتمل لحظة الانتصار. وتفي بوعدك لشعبك والأسرى ووعدك للشهداء وذويهم لأنه وعد الاحرار. بشرنا به المولى عز وجل في كتابه العزيز.. وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا.

اخبار ذات صلة