أوكرانيا-شمس نيوز
أطلقت القوات الأوكرانية صباح اليوم الجمعة عملية عسكرية شاملة في سلافيانسك بهدف استعادة المدن الشرقية من الانفصاليين الموالين لروسيا. وذلك بالتزامن مع قمة أميركية ألمانية لبحث آخر تطورات الأزمة الأوكرانية.
وصرحت المتحدثة باسم الانفصاليين أن الهجوم "شامل", كما ذكرت مصادر أنه تم إسقاط ثلاث مروحيات تابعة للجيش الأوكراني بجنوب المدينة، وأدى ذلك إلى مقتل طيار وجرح جنود آخرين وفق ما أورد وزير الداخلية الأوكراني آرسين أفاكوف في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) في حين تمكن الجيش من السيطرة على مدينة بيلباسيفكا.
وكان الانفصاليون أعلنوا أن مروحية شوهدت قبل ذلك وهي تحلق بشكل دائري وعلى علو منخفض فيما يبدو أنه جزء من هجوم تشنه القوات الأوكرانية، وأشعل الانفصاليون إطارات لإصدار ساتر من الدخان.
ومنذ أكثر من أسبوعين وسلافيانسك خارجة عن سيطرة السلطات في كييف، وفيها يحتجز الانفصاليون مراقبين تابعين لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وسيطر انفصاليون موالون لروسيا أمس الخميس على عدد جديد من المباني الحكومية بمدينة دونيتسك شرقي أوكرانيا. وتجمع آلاف الانفصاليين في ساحة لينين قبل أن ينطلقوا إلى مركز الشرطة الرئيسي بمدينة دونيتسك ويسيطروا عليه، وكذلك دائرة الأحوال المدنية.
وحاول الانفصاليون اقتحام مبنى المدعي العام الإقليمي للمنطقة، قبل أن تتصدى لهم قوات أوكرانية، وهو ما خلف أربعة جرحى على الأقل في صفوف الشرطة.
وتعتبر دونيتسك أهم المدن الصناعية في شرق أوكرانيا ويبلغ عدد سكانها حوالي مليون شخص، ويطلق عليها الانفصاليون "جمهورية دونيتسك". كما شهدت المدينة في 28 أبريل/نيسان الماضي اشتباكات عنيفة حين اعتدى أشخاص يحملون السكاكين والعصي والقضبان الحديدية على مظاهرة مؤيدة لكييف.
عجز أوكراني
من جانبه، اعترف الرئيس الأوكراني الانتقالي أولكسندر تورتشينوف بأن السلطات في كييف عاجزة عن وقف تقدم الموالين لروسيا في شرق البلاد، والذين باتوا يحتلون مواقع إستراتيجية في أكثر من 12 مدينة، وتعهدوا بإجراء استفتاء في 11 مايو/أيار حول مستقبل المنطقة الشرقية.
وفي سياق مواز، قال نشطاء موالون لروسيا في شرق أوكرانيا إنهم أطلقوا سراح اثنين ممن وصفوهم بـ"جواسيس جهاز المخابرات الأوكراني في كييف" مقابل إطلاق عدد من أتباعهم.
وقال المتحدث باسم الانفصاليين إنه تم الاتفاق على ألا يشارك "الجاسوسان" المطلق سراحهما في أي عمليات عسكرية جنوب شرق أوكرانيا. كما ذكرت وزارة الخارجية الأوكرانية أنه سيتم طرد الملحق العسكري بالسفارة الروسية في كييف.
وأعلنت السلطات الأوكرانية الدبلوماسي الروسي شخصا غير مرغوب فيه "وسيغادر الأراضي الأوكرانية في أسرع وقت" في حين لم يعلق الجانب الروسي على الخبر حتى الآن.
تردد أوروبي
في الأثناء، يستقبل الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض اليوم الجمعة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في مباحثات تطغى عليها الأزمة الأوكرانية، وذلك في أول لقاء بينهما منذ فضيحة تنصت واشنطن على هاتف ميركل.
ومن المقرر أيضا أن يتباحث أوباما مع ميركل حول اتفاقية التجارة الحرة بين جانبي الأطلسي، على أن يعقب ذلك مؤتمر صحافي مشترك.
وأوردت الصحف الألمانية ومحللون أن ميركل لم تنسَ الخلاف مع أميركا بسبب فضيحة التجسس، إلا أن الموضوع بات ثانويا منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية.
وفي مطلع الأسبوع، أعلنت الإدارة الأميركية فرض عقوبات جديدة بحق سبعة مسؤولين روسيين و17 شركة، كما أضاف الاتحاد الأوروبي اسم 15 مسؤولا روسيا.
ومع أن الولايات المتحدة حذرت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من إمكان فرض عقوبات على قطاعات محددة من الاقتصاد الروسي وليس فقط بحق أفراد أو مؤسسات، إلا أنها لم تنفذ تهديدها بعد.
وأشار خبراء العلاقات بين جانبي الأطلسي إلى أن هذا الحذر مرده تردد بعض الدول الأوروبية خصوصا ألمانيا لأنها تتخوف من أن تنتهج روسيا سياسة المعاملة بالمثل.
ويقيم الاتحاد الأوروبي مع روسيا علاقات اقتصادية أكبر من الولايات المتحدة، وعليه فإنه سيتعرض لخسائر أكبر في حال المعاملة الروسية بالمثل.