رغم انعدام فرص العمل في قطاع غزة، إلا أن شبابها لا يتوقفون عن محاولة البحث عن مصدر دخل، يقضي حاجة عائلاتهم في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة، ويساعدهم على بناء مستقبلهم، مجهول المعلم.
ومن أبسط الأشياء يحاول الشباب الغزي خلق فرص عمل، تماما كما استطاع الشاب أكرم العمور باستغلال الأوراق التالفة وتحويلها إلى أطباق ورقية لحفظ البيض، مستوحيًا فكرته من الواقع الذي يعيشه سكان المنطقة التي يسكنها.
العمور، يسكن المنطقة الشرقية لمحافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، تلك المنطقة المعروفة بأكبر المناطق الزراعية في قطاع غزة، والتي تضم نحو مائة مزرعة دجاج لإنتاج البيض وتوزيعه على مناطق قطاع غزة.
وبدأ العمور مشروعه في العام 2017 حين شرع بجمع الأوراق التالفة من الوزارات، وباستخدام معدات محلية استطاع إنتاج "كراتين البيض"، ليعمل بعد ذلك على تطوير فكرته والتوجه إلى تزويد مشروعه بمعدات أكثر تطورًا.
استمرت رحلة التجهيز نحو 4 سنوات، مع إنتاج عينات بأعداد بسيطة، إلى أن تمكن العمور من إنتاج آلاف الكراتين المخصصة للبيض يوميًا، عند نهاية العام 2021.
ويروي العمور لـ"شمس نيوز" ويقول:" تجاوزت المشكلات، واستفدت من الأخطاء وتعلمت، إلى أن دخل منتجنا إلى السوق بقوة، وجدنا تنافسًا جديدًا من التجار والمزارعين في الحصول على كراتين البيض التي نصنعها، في مقابل النفور والابتعاد عن تلك المستوردة".
هذا الإقبال لم يكن هباءً منثورًا، وإنما لأسباب الجودة، بالإضافة إلى السعر المقدم مقارنة مع تلك المستوردة، والكميات الكبيرة التي يتم إنتاجها حيث ينتج المصنع نحو أربعة آلاف كرتونة يوميًا.
يضيف العمور: "تتميز كراتين البيض التي تنتج في مصنعنا بأنها ذات وزن مناسب لحمل البيض، كما أنها تصل للمزارع بسعر أقل بكثير من المستوردة، حيث أن وزن المستوردة 80 جراما، وتباع الربطة الواحدة منها – مئة كرتونة – بـ35 شيكلًا، فيما الكراتين التي ننتجها في مصنعنا تزن 120 جراما، وسعر الربطة بين الـ16 والـ18 شيكلًا".
بالإضافة إلى تلك الميزات التي تحدث عنها العمور، فإن منتجات مصنعه تعد آمنة، حيث أنها تخرج من المصنع مباشرة إلى المزارع أو التاجر، ولا تمر بأي حواجز أو عقبات تلوثها، أو تأثر على جودتها.
ويعمل العمور حاليًا على إنتاج حجم جديد للكرتونة بحجم 15 بيضة، بدلًا من الكرتونة المتعارف عليها؛ لما لها من طلب خاصة لدى الأسر الصغيرة أو المحال التجارية المختلفة، كما أنها تساعد المستهلك في ظل الوضع المالي، ولها شكل جميل يحافظ على البيض.
ودعا العمور إلى الوقوف معه، من خلال مراعاته في إجراءات الترخيص التي يعتبرها أساسية لعمله، لكنه يريد منحه بعض الوقت قبل البدء بدفع تكاليف الترخيص؛ حتى يستقر مشروعه.
وطالب في ختام حديثه من الوزارات والمؤسسات التي تتلف الأوراق، بالتواصل معهم؛ ليقوموا بجمع هذه الأوراق، وإعادة تدويرها بدلًا من أن تتلف وتلقى في القمامة.
