"أتمنى العودة لمقاعد الدراسة لو ساعة واحدة فقط، نفسي أعيش حياتي بشكل طبيعي بدون ما يتنمر أحد، كل يوم بمر عليًّا كأنه دهر بطعن بصدري"، هذه كلمات قاسية كررتها والدة الفتاة رضا أسامة صقر حبيب المصابة بمرض السمنة والتي تحولت حياتها إلى جحيم لعدم قدرتها على تلبية رغباتها باستكمال الدراسة وممارسة حياتها بشكل طبيعي.
الفتاة رضا حبيب (19 عامًا) من سكان حي التفاح شرق مدينة غزة ولدت بشكل طبيعي، ومارست حياتها الطفولية كما تُحب إلى أن بلغت الـ 12 من عمرها، ففي الصف السادس انقلبت حياتها رأسًا على عقب وبدأت تشعر بالتنمر من صديقاتها إلى أن وصلت لمرحلة اللا عودة.
في تلك المرحلة الصعبة بذلت الأم جهودها لتحسين حالتها النفسية دون فائدة، إذ تقول لمراسل "شمس نيوز": "ثقافة الأطفال بالتنمر على زميلتهم من الصعب تتغير، حاولت كثيرًا دون فائدة وهو الأمر الذي سبب لها حالة نفسية صعبة دفعته لترك الدراسة".
معاناة والدة الفتاة رضا ازدادت كثيرًا، فلم تتوقف حالات التنمر عند الدراسة فقط؛ بل امتدت إلى المناسبات سواء العائلية أو الترفيهية لأفراد العائلة، مستذكرة حالة تنمر كادت أن توقع إشكالية بين والد رضا ومجموعة من الشباب على شاطئ البحر، إذ كان البعض ينظر اليها بحالة التنمر التي أثرت على نفسيتها ودفعنا لإيقاف رحلة البحر والعودة للمنزل.
يمر الوقت على الفتاة رضا قاسيا وقاتلا، فقد امتنعت عن المشاركة في الكثير من أفراح العائلة خشية من التنمر عليها، قرار الفتاة رضا لم يكن قاسيًا عليها وحدها فقد كانت الأم تداري دموعها وحزنها الشديد.
تتفاقم المعاناة مع رضا يومًا بعد آخر، فلم تعد قادرة على الحركة، أصبح جسدها مثقلًا بالآلام والأوجاع، أصيبت باعوجاج في قدميها وارتفع لديها السكر كثيرًا وزاد وزنها إلى أن وصل إلى 175 كيلو لتصاب بصعوبة القدرة على التنفس وهو نفس المرض الذي أصاب طفلها محمد الذي توفي العام الماضي.
بذلت الأم جهودا كثيرة ولم تقصر مع ابنتها؛ فقد ذهبت لجميع الأطباء الذين قدموا لها النصائح والإرشادات بعمل الرجيم وأشياء أخرى دون فائدة، مشيرة إلى أن الأطباء أكدوا لها أن رضا بحاجة إلى عملية "قص معدة" أو "ربط معدة" لتستعيد عافيتها، شعرت الأم بالفرحة التي سرعا ما اختفت لأن العمليات مكلفة جدًا، في ظل أن عائلة الفتاة رضا لا تملك (فلس) لزيارة المستشفى.
وناشدت الأم عبر وكالة "شمس نيوز" فاعلي الخير والجهات المسؤولة في وزارة الصحة لمساعدتها في إجراء عملية لعلاج مرض السمنة التي أصاب ابنتها رضا، على أمل أن تنقذ ابنتها من الموت قبل أن تلحق بشقيقها محمد.