أعلنت مؤسسة ميدل إيست (مونيتور) يوم الجمعة الموافق 4 نوفمبر2022 في حفل خاص أقيم في لندن عن فوز البحث الأكاديمي الذي يحمل عنوان "استعادة الإنسانية في تجربة الإضراب عن الطعام في فلسطين: الذات الثورية وإنهاء استعمار الجسد " بجائزة أفضل الكتاب الفلسطيني للعام 2022، للباحثة في علم الإجتماع الدكتورة أشجان عجور.
ومن الجدير ذكره أنه تقدم للمسابقة 51 كتاباً عبر موقع ميدل ايست مونيتور (MEMO)، وتم اختيار عدد تسعة منها للترشيح النهائي، وهي الكتب التي تقاسمت جوائز مسابقة هذا العام.
وكانت الباحثة د.عجور قد أجرت 85 مقابلة معتمدة على رحلة ميدانية طويلة، حيث شملت أسرى محررين خاضوا تجربة الإضراب عن الطعام في السجون الإسرائيلية على مراحل زمنية مختلفة، وعائلاتهم ومحاميهم وممثلي عن الحركة الوطنية الأسيرة الفلسطينية والأحزاب السياسية الفلسطينية، في الفترة الواقعة ما بين عام 2015 وعام 2018، واستهدفت بشكل أساس من خاضوا تجربة الإضراب احتجاجًا على الاعتقال السياسي.
وقد هدفت الباحثة د. عجور من خلال إعدادها لهذا البحث سد الفجوة الموجودة في الأدبيات الخاصة عن تجربة الأسرى الفلسطينيين في مقاومة المستعمر عبر الإضراب عن الطعام كأداة نضال تاريخية مركزية، رغم وجود بعض الأدبيات التي تناولت التجربة في إطار عام عن نضال الحركة الأسيرة، فضلاً عن تزايد ظاهرة الإضرابات الفردية والجماعية في السجون الإسرائيلية بعد عام 2012.
وبينت معدة البحث د. عجور أن الكتاب يشير لإضاءة جديدة وهي فلسفة المضربين عن الطعام في تسليح الجسد، وتقديم رؤية فردية تحليلية لمقاومة الإضراب عن الطعام، وكيفية تمكّن المقاوم عبر ذلك من تشكيل ذاته الثورية ليعكس إحدى أهم الجدليات حول انهيار الجسد المادي، وتفجر قوة روحية غير مادية، ومساهمة هذا الشكل من النضال في إضافة روحانيات خاصة في هذه التجربة، لتنقلها من استراتيجية سياسية إلى مساهمة روحانية في مسار النضال الفلسطيني.
وفي تعقيبها على منح بحثها هذه الجائزة نوهت د. عجور "أنّ هذا الفوز والتكريم يعود للأسرى وللذين شاركوها هذه الرحلة الطويلة من البحث، فلا يمكن كتابة هذا الكتاب دون كرمهم، وشجاعتهم، ونضالهم من أجل الحرّيّة وتقرير المصير، وأعربت د. عجور عن أملها بأن تساهم الأعمال الأكاديمية في النضال الفلسطينيّ، وأشارت أن هذا الكتاب هو امتداد للنضال الإنسانيّ العالميّ".
