قائمة الموقع

انتهت الانتخابات.. فما الذي ينتظر نتنياهو المأزوم

2022-11-08T13:13:00+02:00
خالد صادق.jfif
بقلم خالد صادق

جلسات يعقدها ما يسمى برئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو مع الأحزاب الصهيونية لتشكيل حكومة جديدة, وخلافات بدأت تطفو على السطح, على توزيع الحقائب الوزارية, سواء داخل حزب الليكود نفسه الذي يأمل عدد من قادته شغل الخمس وزارات الأهم في الحكومة الجديدة, او خلافات الأحزاب المتحالفة مع نتنياهو والتي تطالب بتولي مناصب وزارية هامة داخل الحكومة, الامر الذي دفع حزب الليكود لتوجيه اللوم لنتنياهو الذي تحالف مع أحزاب يمينية تطمع في شغل وزارات هامة, والتوافق معهم قبل الانتخابات بالسماح لهم بشغل هذه الوزارات, قناة 13 العبرية كشفت امس  الإثنين عن تفاصيل خطة رئيس حزب عوتمسا يهوديت ايتمار بن غفير التي سيقدمها الى رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو خلال الاجتماع معه, وتشمل تشديد الإجراءات على الأسرى وسلب المنجزات ومنعهم أي «استقلالية» داخل سجون الاحتلال، وتنفيذ اقتحامات جماعية لليهود للمسجد الأقصى على مدار الساعة, ويسعى بن غفير إلى التشديد على الأسرى في سجون الاحتلال، بما يشمل تقييد «استقلالية» الأسرى داخل الأقسام، ومنع «تنظيم» الأسرى في فصائل التي تمثل الفصائل الفلسطينية خارج الأسر, ويعتزم كذلك منع توزيع أسرى الفصائل على أقسام مستقلة تضم أسرى من فصيل معين، وكذلك الامتناع عن التعامل مع الأسرى عبر ناطق أو ممثل باسمهم، وإنما «تحديد ممثل متغير» يكون على اتصال مع سلطات سجون الاحتلال في المواضيع العامة، على ألا تكون له علاقة بأي شكل بالأمور الشخصية للأسرى, ولو نظرنا الى مطالب بن غفير لوجدنا انها تمس اهم ثابتين من ثوابت شعبنا وهما الاسرى والمسرى, وهذا يعني انه يفتح جبهة مواجهة مع الفلسطينيين ليس لها حدود, فهل ينصاع نتنياهو المجرم لرغبات بن غفير, ام يستمر في ممارسة سياسته على قاعدة السلام مقابل السلام, وهل نتنياهو قادر على كبح جماح اليمين الصهيوني .

الرئيس الأمريكي جو بايدن لم يتواصل بعد مع نتنياهو لتهنئته بالفوز بالانتخابات الإسرائيلية, انما وجه اليه رسائل عن طريق السفير الأمريكي في تل ابيب توم نيدس حيث ذكرت القناة 13 العبرية، عن «أوساط إسرائيلية أن السفير الأمريكي في تل أبيب أعرب في محادثات مغلقة مع مسؤولين دبلوماسيين صهاينة، عن قلقه من أن يتولى إيتمار بن غفير رئيس العصبة اليهودية منصب وزير كبير في الحكومة الناشئة، البيت الأبيض لا يبدي الكثير من الحماس لشراكة ابن غفير في حكومة نتنياهو» وهذا معناه ان هناك معضلة يواجهها نتنياهو مع ابن غفير الذي يطمع ان يشغل منصب وزير الامن الداخلي في الحكومة الإسرائيلية الجديدة, فمن جهة أمريكا غير راضية عن ذلك, ومن جهة ثانية ان تولي بن غفير لحقيبة الامن الداخلي يعني توتير الجبهة الداخلية مع الفلسطينيين وتحديدا في القدس حيث يسعى للتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك وزيادة الاقتحامات لفرض واقع جديد داخل الاقصى, كما يسعى بن غفير لضم الضفة لما تسمى بارض «إسرائيل»,  فهل يتحمل نتنياهو انتفاضة فلسطينية ثالثة, وهل يصمد امام الضغوط الخارجية خاصة موقف الإدارة الامريكية الواضح من بن غفير, وعدم توليه مناصب هامة في حكومة نتنياهو,  الحقيقة الثابتة ان نتنياهو سيواجه سلسلة معضلات بعلاقته الخاصة بالحليف الأكبر الولايات المتحدة، لا سيما إن اضطر لاتخاذ قرارات ترضي ائتلافه المتطرف، اما إذا ما قاد حكومة يمينية، حريصة على عدم إغضاب بايدن، فسيخاطر بمواجهة مع شركائه المتطرفين، الذين سيطالبون بالوفاء بوعوده معهم، مما قد يدفعهم لتفكيك الحكومة بأي لحظة», فضلا عن تباينات بشأن إيران والملف النووي، والاتفاق البحري مع لبنان سيشكل مادة جديدة للخلاف، ولعل القرار الأول الذي سيواجهه نتنياهو ما إذا كان سيحترم اتفاق كاريش عقب تصريحاته بعدم احترامه، لأنه عرّفه بـ»استسلام».

فضلا عما تقدم، هناك مسألة لا تزال غير واضحة تتعلق بالموقف الأمريكي من بعض أعضاء حكومة نتنياهو المستقبلية، ومدى السماح لهم بدخول الولايات المتحدة، بعد إدانتهم بدعم الإرهاب، والتحريض على العنصرية، خاصة ابن غفير الذي سيحمل جواز سفر دبلوماسياً, فرغم ان ابن غفير ادعى عدة مرات في الأسابيع الأخيرة أنه التقى مسؤولين في السفارة الأمريكية، لكن السفارة الامريكية لم تؤكد ذلك، وسيعاني نتنياهو من علاقاته مع الجالية اليهودية الليبرالية في الولايات المتحدة, والتي تنظر إليه بأنه حنث بوعده فيما يتعلق بحائط البراق، واستسلامه للحريديم، كما سيواجه قرارًا مهمًا آخر بشأن الانضمام لبرنامج الإعفاء من التأشيرة للإسرائيليين لزيارة امريكا، بحيث سيواصل الإسرائيليون الوقوف في طوابير أمام السفارة الأمريكية, وهذا من شأنه ان يوسع الفجوة بين الإسرائيليين العلمانيين الذي تحملوا أعباء ما تسمى «بدولة إسرائيل» منذ نشأتها, وبين الأحزاب الدينية المتصاعدة شعبيا والتي أصبحت تقود «دولة إسرائيل» حتى ان الجيش نفسه انقسم بين اليمين الإسرائيلي المتدين, وما يسمى بالعلمانية الوسطية التي لا تقبل قيادة الصهيونية الدينية للجيش, وان تبقى تدافع عن «إسرائيل» بينما من يحكم ويدير شؤون «الدولة» من اليمين الإسرائيلي منشغل فقط بالصلوات حول ما يسمى «بحائط المبكى» ويرفض ان ينخرط للعمل في صفوف الجيش, الازمات التي يواجهها نتنياهو متعددة, وستظهر تباعا, لأنها الغام مزروعة داخل الحكومة الجديدة بزعامة نتنياهو وحتما ستنفجر في وجهه ان عاجلا او اجلا.

اخبار ذات صلة