استيقظ أهالي قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، على أول منخفض جوي يضرب فلسطين؛ ليجدوا أن العديد من الشوارع الرئيسة والمهمة، كذلك الشوارع الداخلية في الأحياء قد غرقت.
كمية الأمطار التي هطلت وإن لم تكن بالحجم الكبير إلا أنها كشفت هشاشة البنية التحتية في القطاع المحاصر، وكشفت مدى تقصير الجهات المختصة وفق ما يرى المواطنون.
المواطن محمد جودة تساءل عن مدى جدوى عمليات جمع بدل الخدمات من قبل البلديات والجهات المختصة، دون إجراء أي أعمال صيانة؛ للاستفادة مما جرى في الأعوام الماضية من غرق للشوارع والحارات.
وقال جودة لمراسل "شمس نيوز": "في كل عام تخرج علينا المؤسسات والبلديات وتقول إنها عقدت ورشات عمل؛ لتجاوز هذه الأزمة، ووضعت العديد من الحلول للعام المقبل، ولكن دون أن تنفذ على الأرض".
بدوره أشار المواطن أنس صلاح إلى أن المنخفضات الجوية كل عام تكشف الحقيقة المرة التي يُحاول المسؤولون إخفاءها، فالبنية التحتية المتهالكة أثبتت ضعف استعدادات البلدية أو الحكم المحلي لمواجهة المنخفض الجوي.
ولفت إلى أن الكثير من الطرق والشوارع غرقت في أول منخفض جوي يضرب الأراضي الفلسطينية، مبينًا أن الكثير من المواطنين تعرضوا لخسائر فادحة؛ بسبب غرق منازلهم.
وقال صلاح: "إن المشكلة ليس بكمية الأمطار إنما المشكلة الأساسية في البنية التحتية غير السليمة، إضافة لعدم رصف شوارع بالمواصفات والمعايير المطلوبة من المانحين، وهذا يشير إلى وجود شبهات في حالات الغش وقلة الضمير والجشع.
هذا الحديث وما جرى على الأرض، فند ما قاله مقرر لجنة إدارة ومواجهة الكوارث الطبيعية المحتملة خلال موسم شتاء 2022، مدير دائرة الأزمات والطوارئ في وزارة الحكم المحلي، سالم الصفدي في حديث سابق مع "شمس نيوز".
إذ أشار الصفدي إلى أن لجنة العمل الحكومي أنشأت لجنة مكونة من وزارة الحكم المحلي، التي طالبت بتشكيلها منذ شهر أغسطس الماضي، ووزارة الداخلية والأشغال، والتعليم، والإعلام الحكومي، والدفاع المدني، بالإضافة إلى عدد من الوزارات الشريكة.
وقال: "عقدنا عدة اجتماعات، ووضعنا الخطط وفقًا للدروس المستفادة من العام الماضي، بما يحقق أقل خسائر، سواء في الأرواح، أو الممتلكات الخاصة، أو العامة".
ولفت إلى أن الوزارة أكدت على جميع بلديات قطاع غزة، العمل لرفع جهوزيتها لاستقبال موسم الشتاء، من خلال العديد من المحددات، مشيرًا إلى أن جميع البلديات شكلت لجان طوارئ ولجانا تنسيقية، تعمل للحد من تأثيرات الأمطار المتوقعة.
وأضاف: "عملت البلديات وبالتنسيق مع مصلحة بلديات الساحل، على إشعار المواطنين بالأماكن الخطرة أو القريبة من الأودية"، مشيرًا إلى أن الوزارة طلبت من البلديات إعداد تقارير مفصلة عن استعداداتها لاستقبال موسم الشتاء.
وختم الصفدي حديثه بالتأكيد على أنه تم الاستفادة مما جرى خلال الأعوام الماضية من دروس وعبر، مكملًا "رفعنا العديد من التوصيات التي تم إنجاز جزء كبير منها، كما أن لجنة العمل الحكومي خصصت مبلغًا ماليًا وكميات سولار؛ لمساندة البلديات والجهات ذات العلاقة؛ لتجاوز موسم الأمطار".
