القدس المحتلة – شمس نيوز
اتهم موظفون في الإدارة الأمريكية الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو بالتسبب بفشل المفاوضات مع الفلسطينيين بسبب الاستيطان، وحذروا من انتفاضة ثالثة، وقالوا إن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، خلافا للادعاءات الإسرائيلية، قدم تنازلات للجانب الإسرائيلي.
ونقل كبير المحللين السياسيين في صحيفة يديعوت أحرونوت، ناحوم برنياع، من خلال مقاله الأسبوعي الجمعة، عن الموظفين الأمريكيين الذين طلبوا عدم ذكر هويتهم، قولهم “على ما يبدو أننا بحاجة إلى انتفاضة أخرى من أجل إنشاء ظروف تسمح بتقدم المفاوضات"
.
وأضافوا أنه “بعد أن انتهت الانتفاضة الثانية وتم بناء الجدار الفاصل، تحول الفلسطينيون بنظر الإسرائيليين إلى رياح ولم يعودوا يرونهم بعد ذلك”، وحذروا من أنه “يتعين عليكم أن تكونوا حكماء، رغم أنكم تعتبرون شعبا عنيدا”.
وأوضح الموظفون الأمريكيون أن على "إسرائيل" أن “تقرأ الخريطة، ففي القرن الـ21 لن يستمر العالم في تحمل الاحتلال الإسرائيلي، والاحتلال يهدد مكانة" إسرائيل" في العالم ويهدد "إسرائيل" كدولة يهودية”.
ووجه الموظفون الأمريكيون اتهاما واضحا لنتنياهو وحكومته بالتسبب بفشل المفاوضات، وقالوا إنه “كان ينبغي أن تبدأ المفاوضات بقرار حول تجميد البناء في المستوطنات، واعتقدنا أنه بسبب تركيبة الحكومة الإسرائيلية الحالية لن يكون بالإمكان التوصل إلى ذلك، ولهذا السبب تنازلنا”.
واعترف الموظفون أنه “لم نفهم أن نتنياهو يستخدم الإعلان عن خطط بناء في المستوطنات من أجل ضمان بقاء حكومته، ولم نفهم أن استمرار البناء يسمح للوزراء في حكومته بأن يعرقلوا نجاح المفاوضات بصورة فعالة”.
وشدد الموظفون الأمريكيون على أنه “توجد أسباب أخرى لفشل المجهود، لكن يحظر على الجمهور الإسرائيلي أن يتهرب من الحقيقة المرة، وهي أن التخريب الأساسي سببه المستوطنات، والفلسطينيون لا يؤمنون بأن "إسرائيل" تنوي فعلا جعلهم يقيمون دولة بينما تبني "إسرائيل" مستوطنات في الأراضي التي ينبغي أن تقوم فيها هذه الدولة”.
وأردفوا أن “الحديث يدور عن 14 ألف وحدة سكنية (خلال فترة المفاوضات التي دامت 9 شهور) وليس أقل من ذلك، والآن فقط، بعد تفجر المفاوضات، علمنا أنه تمت مصادرة أراضي بحجم كبير، وهذا لا ينسجم مع اتفاق محتمل”.
وتابع الموظفون الأمريكيون أنه “عندما ركزنا جهودا من أجل تليين الجانب الإسرائيلي، قيدت الإعلانات عن خطط بناء جديدة في المستوطنات قدرة أبو مازن على إظهار ليونة، وفقد ثقته، ووصلت الأمور أوجها عندما قال نتنياهو إن أبو مازن وافق على صفقة الأسرى مقابل البناء في المستوطنات، وهذا جافى الحقيقة… واتفاق أوسلو كان من صنع أيدي أبو مازن، وقد شاهد كيف أن أوسلو فتح الباب أمام استيطان 400 ألف إسرائيلي خلف الخط الأخضر، وهو لم يكن مستعدا لتحمل ذلك أكثر”.
وأشار الموظفون إلى أن "إسرائيل" طلبت أن تكون لديها سيطرة أمنية مطلقة على الدولة الفلسطينية “وهذا الأمر قال للفلسطينيين إنه لن يتغير شيئا من الناحية الأمنية، وإسرائيل لم تكن مستعدة للموافقة على جدول زمني وأن تستمر سيطرتها إلى الأبد”.