قائمة الموقع

عملية "ارئيل" نموذج للرد السريع على جرائم الاحتلال

2022-11-16T15:42:00+02:00
عملية ارئيل في سلفيت.jpg
بقلم خالد صادق

اعتقاد خاطئ لدى الاحتلال الصهيوني لا زال سائدا بأن قتل الفلسطينيين يمثل رادعا لهم من القيام بعمليات فدائية ضد جنوده وقطعان مستوطنيه، لكن الفلسطيني الذي يقرأ عقلية الصهيوني جيدا ويعرف كيف يتعامل معها, أراد ان يثبت للاحتلال ان نظريته خاطئة، ولا يمكن الاستسلام لها، فكان قرار الرد السريع على جرائم الاحتلال، ففي نهاية أكتوبر الماضي كشف جهاز المخابرات الصهيوني "الشاباك"، عن إحصائية تتضمن أعداد القتلى "الإسرائيليين"، في العمليات الفلسطينية، خلال الأعوام الـ 8 الماضية. وأوضح أنه في عام 2021 قتل "21 جنديًا صهيونيا، بينما شهد العام 2020، مقتل 3 إسرائيليين", وأن "عام 2019 شهد مقتل 12 صهيونيا، وسجل مقتل 16 صهيونياً خلال عام 2018، وقتل 18 صهيونياً عام 2017, وفي عام 2016 قتل 17 صهيونيا، أما في العام 2015، فقد قتل نحو 29 إسرائيلياً، وفق إحصائية "الشاباك". وأشارت الإحصائية الجديدة، أن "رونين حنانيا" الذي قتل في عملية إطلاق نار، قرب مستوطنة "كريات أربع"، شرق مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، هو القتيل رقم 25 منذ بداية العام الجاري، الذي لم ينته بعد، بحسب معطيات الشاباك, وكان وزير جيش الاحتلال بيني غانتس، قال في مقابلة تلفزيونية، إن "الوضع في الضفة الغربية معقد، وإن الأثمان التي يتم دفعها مؤلمة وصعبة, وأشار إلى وجود تحديات كبيرة وواسعة أمام الجيش، زاعماً قدرته على "مواجهتها والانتصار عليها رغم صعوبتها" فالعمليات الفدائية ضد الاحتلال متصاعدة, والقتلى يتزايدون, صحيح ان لدينا خسائر بشرية كشف عنها مدير الإعلام في وزارة الصحة الفلسطينية، محمد العواودة، منتصف أكتوبر الماضي، بأن إجمالي عدد الشهداء في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة جراء اعتداءات جيش الاحتلال  الصهيوني على المواطنين منذ مطلع العام الحالي، بلغ 171 شهيدًا، 120 منهم في الضفة  و51 في غزة, ولا زال العطاء مستمرا.

 

هناك مساران جاءا للرد على جرائم الاحتلال الصهيوني، أحدهما عبر عنه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي شارف على التسعين عاما بالقول" أنه من غير الممكن في المرحلة الراهنة استخدام الكفاح المسلح، مشيرًا إلى أنَّنا "أصبحنا بحاجة لاستخدام السياسة", وأضاف في مقابلة مع قناة القاهرة الإخبارية، "إن حركة فتح مع بداياتها أواخر خمسينات القرن الماضي، لم يكن لديها خيار آخر سوى العمل الفدائي والكفاح المسلح، لكنَّ اليوم تغيرت الآليات، وأصبح من غير الممكن استخدام الكفاح المسلح وأصبحنا بحاجة لاستخدام السياسة". واختتم بالقول بعد قيام منظمّة التحرير أصبح لدينا رؤية سياسية، وبعد أن اعترفت المنظمة بالشرعية الدولية أصبح من واجبنا أن نتعامل مع الشرعية الدولية" على حد قوله، اما المسار الاخر فهو الذي عبر عنه الشهيد البطل محمد مراد صوف (18 عاما) والذي ارتأى ان يرد سريعا على جريمة قتل طفلة فلسطينية على يد جنود الاحتلال الصهيوني قرب حاجز بيتونيا العسكري غرب رام الله, حيث حمل سكينه بيمينه وانطلق نحو مفترق مغتصبة ارئيل, وصولا إلى بوابة مدخل المستوطنة وقام بطعن المستوطنين هناك، ثم قام بتنفيذ الهجوم الثاني عند محطة الوقود، حيث قام طعن مستوطنين، وهرب المنفذ بمركبة تجاه حاجز "شومرون" العسكري وأصاب مستوطنا بجروح حرجة وخلال خروجه من السيارة تم إطلاق النار عليه, وادت العملية لمقتل ثلاثة صهاينة, واصابة خمسة اخرين بجراح بعضهم جراحة بالغة الخطورة, وكانت هذه العملية البطولية التي باركتها كل فصائل المقاومة الفلسطينية بمثابة رد سريع على جريمة قتل طفلة فلسطينية على يد جنود الاحتلال  الصهيوني قرب رام الله, لقد بات من الواضح ان هناك مسار استسلامي خانع تتبناه السلطة ممثلا برئيسها محمود عباس وزمرته, ومسار اخر يمارسه شعبنا الفلسطيني بقناعة كبيرة, وايمان عميق, مسار فارغ لا طائل منه, ومسار الشجعان.

 

عملية الشهيد البطل محمد صواف استمرت لعشرين دقيقة حسب اعترافات الاحتلال الصهيوني، وكان واضحا ان الشهيد ينتقل من مكان لمكان بأريحية كبيرة, وقطعان المستوطنين والجنود يهربون من امامه, لذلك استطاع بسكينه الذي يحمله, وبإرادته التي لا تقهر, ان يقتل ويصيب هذا الكم من الصهاينة الاشرار, ويعيد الى الذاكرة صور الابطال منفذي "عملية زقاق الموت" البطولية التي نفذها ثلاثة من خيرة أبناء حركة الجهاد الإسلامي في الخليل قبل عشرين عاما, وأدت لمقتل أربعة عشر جنديا صهيونيا من بينهم القائد العسكري لمنطقة الخليل, انها رسالة واضحة أرسلها الشهيد محمد صوف الى أعضاء الكنيست الصهاينة الذين يؤدون اليوم "القسم" في الكنيست لبدء مهامهم الاجرامية, والى حكومة نتنياهو المتطرفة والتي توصم بالإرهاب والقتل, لقد اخرس البطل الشجاع محمد صوف بفعله البطولي ذاك المدعو ايتمار بن غفير, وبتسئيل سموتريتش, ورابي شاش, ومن قبلهم بنيامين نتنياهو, الذين يهددون ويتوعدون ليل نهار, فشعبنا لن تخيفه تلك التهديدات, وما فعله محمد صوف بهذا الفعل البطولي الشجاع, سيكون نموذج يحتذي بفعل فلسطيني قادم من بطل جديد لا زال ينتظر, فالراية لن تسقط, والشهيد يتبعه شهيد, انها بيعة الدم التي يتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل, دون تراجع او تردد, فالطريق الذي رسمه الشهداء الابرار سيسلكه شعبنا مهما بلغ حجم التضحيات, فنحن أصحاب الحق, وماضون حتى النصر والتحرير بإذن الله, بهذا الفعل البطولي لمحمد صوف يستقبل شعبنا بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة, لعله يقرأ الرسالة جيدا, ويدرك ان التهديد والوعيد لا يجدي مع شعب اختار طريقه بقناعة ولن ينحرف عن مساراته.

اخبار ذات صلة