قائمة الموقع

مونديال قطر رسالته الأهم إبراز الهوية العربية والإسلامية بلونها المشرق

2022-11-22T13:30:00+02:00
مونديال قطر
بقلم/ خالد صادق

الحفل الافتتاحي لمونديال قطر كان حفلا مبهجا يحمل رسالة سلام للعالم اجمع، قطر التي اهتمت بإبراز حضارة الامة العربية وعاداتها وتقاليدها خلال الحفل الافتتاحي، واهتمت بإبراز جوانب الحوار بين الحضارات، بدأ حفل الافتتاح بصوت الممثل الأمريكي مورغان فريمان وبطابع عربي مع الإبل كتعبير عن الإرث البدوي المتوارث خليجيا عبر الاجيال، ورحب مورغان بالجميع موجها رسالة سلام للعالم, ورد عليه المحاور القطري المبدع غانم المفتاح بآية قرآنية «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم», واستغرق حفل الافتتاح 30 دقيقة وشمل برنامجاً مكوناً من سبع فقرات مزجت بين التقاليد القطرية والثقافة العالمية، بينما تم الاحتفال بالمنتخبات الـ32 المشاركة وبالدول المستضيفة السابقة لكأس العالم وبمتطوعي البطولة, وأعلن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ، افتتاح مونديال قطر 2022 قائلا «سوف نتابع، ومعنا العالم بأسره بإذن الله المهرجان الكروي الكبير، في هذا الفضاء المفتوح للتواصل الإنساني والحضاري», وكأن قطر ارادت من خلال هذه الرسالة القيمة ان تبرز للعالم كله الذي يتهم العرب والمسلمين بالإرهاب ان العالم العربي والإسلامي تبدو صورته على غير ما يقولون, وان أيدينا ممدودة بالسلام للعالم كله, وكل من يصم عالمنا العربي والإسلامي بالإرهاب فهو مخطئ وعليه ان يعلم ان رسالة السلام مستمدة من ديننا الإسلامي الحنيف «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم» امتدت الايدي بالسلام بين الممثل العالمي مورغان فريمان, والمحاور المبدع غانم المفتاح, الذي اعطى صورة حضارية ورائعة للعالم كله بتلاوته لهذه الاية القرانية العظيمة, لقد استطاعت قطر من خلال الحفل الافتتاحي البهيج ان تجعل نغمة تسيطر على الجميع في وقت يسيطر الغضب والفتن والحروب على العلاقات، ويسقط القتلى والمصابون، وتغيب قيم الحوار والتسامح والحياة للجميع, فقد تفردت قطر بخطاب العالم بالتسامح.

وقد ادركت قطر حجم الهجمة التي يتعرض لها العالم الإسلامي، وتشويه صورة المسلمين، و»الإساءة» غير المبررة للدين الإسلامي، فاستقدمت الدعاة، واستجلبت المؤذين ذوي الأصوات الجميلة لرفع الاذان الامر الذي لاقى استحسان الكثير من الجاليات الأجنبية واللاعبين، ووزعت يافطات في كل مكان تحمل عبارات التسامح الإسلامي, كما دشنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في قطر جناحًا للتعريف بالإسلام وتعاليمه أثناء ويتضمن البرنامج الذي يشارك به دعاة من جنسيات عدة، توزيع الكتب المطبوعة بلغات عدة للتعريف بالإسلام وعرض الثقافة العربية، والتعريف بها, ونشر مركز عبد الله بن زيد آل محمود الثقافي الإسلامي التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية، رابطاً إلكترونياً لكتيب ديني ترجم إلى 6 لغات رئيسية هي الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية والروسية والبرتغالية، وخصص لكل لغة رابطاً محدداً للتعريف بالدين الإسلامي تحت عنوان “فهم الإسلام”, وأعلنت جامعة قطرة في بيان أنها وزعت بطاقات دينية في أثناء المونديال للتعريف بالإسلام على الجماهير, تضمُّ أحاديث نبوية مكتوبة باللغة الإنجليزية تُعبر عن القيم والأخلاقيات الإسلامية”, قطر تود وفق تصريحات مسؤوليها وإعلامييها تقليص الهوة الحاصلة بين المجتمعين الشرقي والغربي، وجعل أيام المونديال منصة لشرح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام, خاصة مع تنامي ظاهرة الهجوم غير المبررة على الإسلام والمسلمين والذي أدى الى اعمال إرهابية نفذها البعض ضد الجاليات الإسلامية في بلدان عدة حول العالم, وكان ضحيتها أناس أبرياء من المصلين في المساجد, او المرأة التي تلبس الحجاب في دول الغرب, هكذا يجب استغلال المناسبات العالمية, فنحن كمسلمين دعاة مطالبون بحمل رسالة الإسلام العظيم وتبليغها للناس.

اعتدنا دائما على ان تستغل «إسرائيل» تلك المحافل الدولية لتحسين صورتها امام العالم، وإبراز اسطورة المحرقة، والدفاع عن نفسها من خلال تزييف الحقائق ونشر الأكاذيب، لكنها لم تستطع ان تفعل ذلك في قطر، لذلك هاجمت الصحف الإسرائيلية بصورة مكثفة ومنسقة مع وسائل إعلام غربية استضافة قطر كأس العالم، قبيل ساعات من انطلاق صافرة مباراة الافتتاح، فقد نشرت العديد من الصحف الإسرائيلية رسوم كاريكاتير ضد قطر، مثل صحيفة «يديعوت أحرنوت»، وصحيفة «إسرائيل اليوم»، وصحيفة «غلوبس» العبرية. كما نُشرت مقالات وأعمدة لكتاب صحفيين إسرائيليين، مثل ما كتب بن دورو يميني، قائلا: «مرحبًا بكم في مونديال العار»، وأضاف «ستصبح البلاد المظلمة الأكثر لمعانًا في الشهر القادم. قطر دولة عدوة، ليس لوجود قناة الجزيرة المحرّضة فيها فقط، وإنما لأنها تدعم الإسلام الراديكالي», فيما دعت قناة 13 العبرية إلى الامتناع عن السفر إلى المونديال عبر تقرير عنونته بـ «أربعة أسباب لعدم السفر إلى مونديال قطر». ومن أرض قطر أيضا، شاركت قناة عبرية في الحملة الإعلامية عليها، لكن النصر الحقيقي لقطر في مونديال 2022م يتمثل في استغلال هذا المحفل العالمي للتعريف بالإسلام، والتمسك بالتراث العربي الأصيل، والقدرة على مواكبه التحولات التكنولوجية والعلمية بما يخدم رسالة قطر من وراء تنظيم هذا المحفل العربي، قطر لا تطمع في الفوز بكأس العالم لكرة القدم، ولم تضعه كهدف استراتيجي لها، انما كانت تطمح لإبراز الهوية الإسلامية والعربية بلونها المشرق.

اخبار ذات صلة