غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

لأخر مرة

السلطة تحذر مبعوث الأمم المتحدة للسلام وتوبخه لتجاوزاته.. ما علاقة غزة؟

مبعوث الامم المتحدة للسلام في الأراضي الفلسطينية وينسلاند.jpg
شمس نيوز - القدس العربي

تراقب قيادة السلطة الفلسطينية، سلوك المبعوث الأممي الخاص بعملية السلام تور وينسلاند، على خلفية أفعال ارتكبها مؤخرا، اعتبرتها السلطة “تجاوزا” لصلاحياته، وبعيدة عن موقف الأمم المتحدة، حين وجّه انتقادات للرئيس محمود عباس، حملت الكثير من التحريض أيضا على قيادة السلطة.

وأكدت مصادر مطلعة لـ "القدس العربي"، أن مسؤولين فلسطينيين التقوا بوينسلاند الخميس الماضي في رام الله، ووجهوا له “توبيخا” على أفعاله الأخيرة، وحذروه من تجاوز صلاحياته مرة أخرى.

ووفق المعلومات، فإن الجلسة التي عقدت بين المسؤولين الفلسطينيين والمبعوث الأممي، جاءت بعد شهر من القطيعة التي فرضها الجانب الفلسطيني، وأبلغ خلالها وينسلاند أن هذه ستكون آخر فرصة له، على أن لا يكرر أفعاله التي بدأها بتوجيه “انتقادات حادة” للرئيس عباس وقيادة السلطة، حين قام مؤخرا بزيارة محافظة جنين.

وقد التزم ونسلاند خلال اللقاء، بعدم تكرار تلك الأفعال، وفي مقدمتها الذهاب لأي منطقة فلسطينية لعقد اجتماعات مع أطر ومؤسسات شعبية أو غيرها من مكونات المجتمع الفلسطيني، دون التنسيق المسبق مع السلطة.

كما جرى تحذير وينسلاند من الالتقاء بأي جهات فلسطينية غير مرغوب بها لدى قيادة السلطة، والحديث يدور عن عقده لقاءات سابقة مع محسوبين على القيادي محمد دحلان المفصول من حركة فتح.

وطلب الجانب الفلسطيني من وينسلاند بأن يعدل سلوكه، وألّا يبتعد عن الموقف الأممي، خاصة وأن تصريحاته فهمتها قيادة السلطة، بأنها تحمل "مغازلة" لـ"إسرائيل"، وأنه كثيرا ما لوحظ في بياناته الأخيرة، بأنه يؤيد موقف الاحتلال الإسرائيلي، خاصة بعد موجة التصعيد الأخيرة ضد غزة قبل عدة أشهر.

وفي نهاية الاجتماع، أكد الجانب الفلسطيني أنه سيراقب سلوك وينسلاند على الأرض، وسيعيد جزئيا الاتصالات معه، وسيكون قرار اعتباره “شخصا غير مرغوب به”، مناطا بسلوكه على الأرض، كون أن هذه الفرصة ستكون الأخيرة له.

وحسب المصادر الفلسطينية، فقد تعهد المبعوث الدولي بعدم تكرار الأمر، فيما جرى رفع نتائج اللقاء إلى الأمم المتحدة.

وبسبب الخلافات التي كانت قائمة الشهر الماضي، درست قيادة السلطة مخاطبة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، للمطالبة بتكليف شخص آخر بدل وينسلاند، وذلك قبل عقد الجلسة الأخيرة، التي تعهد فيها بعدم تكرار أفعاله.

قطيعة بسبب الأفعال

وتفجر الخلاف بشكل كبير، بعد زيارة وينسلاند لمحافظة جنين منتصف أكتوبر، وذلك دون التنسيق مع السلطة، حيث رتّب الزيارة عن طريق مكتبه، دون إعطاء الجانب الفلسطيني أي معلومات مسبقة عنها.

وكانت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية، قالت إن قيادة السلطة قررت مقاطعة وينسلاند واعتباره شخصية غير مرغوب بها في فلسطين، وذلك بعد أن هاجم الرئيس عباس خلال زيارته لجنين قائلا إنه “ليس لديه وقت لشعبه”.

وقد دفع ذلك بالرئيس عباس بعد ورود هذه المعلومات إلى الرئاسة من مصادرها الخاصة في جنين إلى إصدار أمر لكل قيادات السلطة، بعدم الالتقاء مع وينسلاند ومقاطعته وتجاهله، وتجنب الحديث معه.

وقد نقلت الصحيفة العبرية عن مسؤولين فلسطينيين قولهم إن وينسلاند “مؤيد لـ"إسرائيل"، ويصور الفلسطينيين على أنهم مَن يمارسون العنف”، لافتا إلى أن الإسرائيليين هم من يريدونه فقط.

ويدور الحديث أن وينسلاند عندما سئل عن سبب عدم تنسيق الزيارة مع المسؤولين المعنيين في السلطة، وجه انتقادات لقيادة السلطة، بالقول: “حاولت الاتصال عدة مرات، لكن الرئيس والوفد المرافق له ذهبوا (إلى كازاخستان) لا وقت لشعبهم".

وخلال زيارته لجنين التقى المبعوث الدولي أيضا أعضاء من فتح في جنين يؤيدون محمد دحلان، الخصم السياسي للرئيس عباس، الأمر الذي أثار حفيظة رئيس السلطة ومعاونيه.

ووقتها وصف المبعوث الأممي الاجتماعات بأنها “بنّاءة” وكتب على تويتر أنها تناولت “تدهور الوضع الأمني ​​وسبل استعادة السلام والأمل في حل سياسي، قال الجانب الفلسطيني إنها اجتماعات غير رسمية عقدها بشكل مستقل.

كما أغضب موقف وينسلاند من التصعيد العسكري الأخير ضد غزة في شهر أغسطس، السلطة الفلسطينية كثيرا، لانحيازه إلى جانب "إسرائيل"، وذلك من خلال تصريحاته في الأمم المتحدة، واتهامه وقتها حماس والجهاد بإطلاق الصواريخ تجاه مواقع مدنية إسرائيلية.

ونقلت الصحيفة العبرية عن مصادر سياسية في رام الله قولها: “صحيح أن هناك انقساما بين غزة ورام الله، لكن السلطة الفلسطينية في النهاية ترى نفسها مظلّة لكل الأراضي الفلسطينية".

وأوضحت المصادر بأن الفلسطينيين غير راضين عن وينسلاند بسبب التقارير المؤيدة لـ"إسرائيل" التي يقدمها في الأمم المتحدة، لافتة إلى أنه يصوّر الفلسطينيين دائما بأنهم من “يمارسون العنف، والإسرائيليون هم من يردّون فقط”.

وأعادت الصحيفة العبرية التذكير بأن وينسلاند لا يحظى بالاحترام في غزة أيضا، وأن قائد حركة حماس في القطاع يحيى السنوار، الذي التقى به مرة واحدة بعد الحرب الأخيرة في مايو 2021، وصف الاجتماع بأنه “سيئ”، وفي النهاية، لوّح السنوار بيده وأشار إلى وينسلاند للمغادرة.

وبسبب الخلافات القائمة بين السلطة الفلسطينية ووينسلاند، رفض الجانب الفلسطيني إشراكه في الوساطة التي كانت قائمة الأسبوع الماضي، حين احتجز المقاومون جثة شاب درزي إسرائيلي من مشفى جنين، قبل إعادته إلى عائلته بتدخلات من قيادات أمنية وسياسية فلسطينية.