توفيت اليوم الاثنين، الطبيبة الأسترالية جين كالدر، في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، عن عمر ناهز 89 عاما.
وتعتبر الطبيبة كالدر أيقونة من أيقونات العمل الإنساني الداعم والمناصر لقضيتنا الفلسطينية وحقنا في التخلص من الاحتلال.
كرست كالدر جل حياتها لخدمة شعبنا وقضيتنا، سيما عبر عملها الطبي، وقد عملت لسنوات عميدا لكلية تنمية القدرات الجامعية بغزة، وتعد من المساهمين الأوائل في تأسيس الهلال الأحمر الفلسطيني.
"جين كالدر " أسترالية المنشأ، قطعت ثلاث أشواط من بلدها الأصلي إلى بيروت ومن بيروت إلى القاهرة وصولاً إلى غزة.
أسست جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، ضمن مؤسسات منظمة التحرير والمؤسسة العضو في جمعية الصليب الأحمر الدولية.
تقدم نفسها بين الفلسطينيين كأم متطوعة لخدمة المعاقين، حيث أفنت أربعون سنة من عمرها في غرس البسمة والأمل على شفاه المعاقين وجرحى الانتفاضات منذ حرب بيروت 82.
انحازت بقلبها وعقلها لقضيتنا قبل أن تخالطنا، فاختارت ظروف ملتوية بعيداً عن حياة رفاه مجتمعها الغربي.
خلال مجريات الحرب الإسرائيلية على لبنان، تدخل القدر بشكل كبير في حياة جين كالدر، بعد عثورها على أطفال ثلاثة مجهولي النسب وغير أشقاء، دلال وحمودة وبلال. جميعهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، حمودة يعاني من شلل رباعي وتأخر عقلي، بلال يعاني من ضمور عقلي، أما دلال فهي فاقدة للبصر منذ الولادة.
وكرست حياتها في رعاية هؤلاء الأطفال، إذ لم تجد الوقت الكافي لتكون أسرة، لكن الأطفال "بدر وحمودة ودلال"، ثلاثية الجرح والألم وبشاعة الحرب، شكلوا كل اهتمام كالدر، فاحتضنتهم بكل الحب والرعاية، وكونت منهم أسرة تعطيها كل ما في قلبها من حنان وحب. تقول عنهم: "هؤلاء عائلتي التي أقيم معها في غزة"، ما زالوا يلازمونني، للآن كطيف ارى في وجوههم انتصار الحياة".
ونعت لجنة متابعة العمل الحكومي جين كالدر ووصفتها بأنها أيقونة من أيقونات العمل الإنساني الداعم والمناصر لقضيتنا الفلسطينية وحقنا في التخلص من الاحتلال.
وقالت اللجنة في بيان نشر اليوم: "كرست الطبيبة الراحلة جل حياتها لخدمة شعبنا وقضيتنا سيما عبر عملها الطبي، وقد عملت لسنوات، عميدا لكلية تنمية القدرات الجامعية بغزة، وتعد من المساهمين الأوائل في تأسيس الهلال الأحمر الفلسطيني".
وأضافت: "بقيت الطبيبة الراحلة وفية لشعبنا وقضيتنا حتى لحظات حياتها الأخيرة، وهي تصر على البقاء في غزة لمواصلة تقديم رسالتها الإنسانية".
وتقدمت اللجنة بالتعزية لأسرة الفقيدة الراحلة ولجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني؛ مؤكدةً أن قناعتها الراسخة تجاه ثوابتنا الوطنية كانت وليدة مظلومية شعبنا وتلمس الفقيدة لجوانب المعاناة التي يتسبب بها الاحتلال.