فرضت لجنة حماية البيانات الأيرلندية "DPC"، وهي جهة رئيسية للرقابة على الخصوصية في الاتحاد الأوروبي، غرامة مالية جديدة على شركة "ميتا"، المالكة لتطبيقات "فيسبوك" و"واتساب" وانستغرام"، بقيمة 276 مليون دولار أميركي.
الغرامة وقعت على "ميتا"، عقب تحقيق أجرته "DPC"، ووجد أن شركة التواصل الاجتماعي فشلت في تطبيق ضمانات اللائحة العامة لحماية البيانات الخاصة بالاتحاد الأوروبي.
وبحسب ما كشفت وكالة "بلومبيرغ" للأنباء، فأن شركة "ميتا" فشلت في منع تسرب البيانات الشخصية لنحو 533 مليون مستخدم لخدمة "فيسبوك".
المعلومات المسربة، التي رصدها موقع "إنسايدر" على منتدى اختراق عبر الإنترنت، تضمنت الأسماء الكاملة وأرقام الهواتف والمواقع وتواريخ ميلاد المستخدمين على المنصة من 2018 إلى 2019.
وفي حديث حول الموضوع مع موقع "سكاي نيوز عربية"، يقول خبير الإعلام الرقمي والمحاضر بالجامعة الأميركية في القاهرة، فادي رمزي:
الغرامة الناجمة عن فشل "ميتا" في منع تسرب البيانات الشخصية لنحو نصف مليون مستخدم، هو أحد انعكاسات الإخفاق التي تعيش الشركة في ظله بالسنوات الأخيرة.
تقرير الربع الثالث لتطبيق "فيسبوك"، أكد أن الخدمة تحقق خسائر، بالتزامن مع فشلها في زيادة أعداد المشتركين.
يرجع ذلك إلى فقدان الجمهور الثقة في خدمة "فيسبوك"، مع توالي الأخبار التي تفيد بتسريب بيانات المستخدمين، والذي يؤثر على سمعة المنصة على المدى الطويل، ومن ثم بحثهم عن منصات أخرى أكثر أمانا.
هجران المزيد من المستخدمين للمنصة، يقلل من الإعلانات الوارد إلى "فيسبوك"، وهو ما شاهدناه مع منصة "تويتر" في الشهور الأخيرة.
كما يؤثر تسريب بيانات المستخدمين على ثقة الإعلاميين والصحفيين في "فيسبوك"، ومن ثم اعتمادهم على منصات أخرى أكثر حفظا للخصوصية.
يتوقع رمزي، ألا تكون تلك العقوبات هي الأخيرة على "فيسبوك"، استنادا إلى توقعه بأن تتعرض بيانات مستخدميه لاختراقات أخرى.
كما يتوقع أن يحقق "فيسبوك" جراء ذلك لخسارة على المدى الطويل، على هيئة نزيف لمزيد من المستخدمين، وهروب مزيد من المعلنين، ومن ثم انخفاض للأرباح.
توقع "ميتا" لذلك، يدفعها لتوجيه طاقتها نحو تطبيق "انستغرام"، عبر تسليط الاهتمام لإضافة خاصيات جديدة، وبخاصة لخدمتها "ريلز"، والتي باتت من الأكثر جذبا للمستخدمين، ومن ثم أكثر جذبا للمعلنين ومراكمة الأرباح.
في مارس الماضي، فرضت "DPC" غرامة على "ميتا" بقيمة 18.6 مليون دولار أمريكي، بسبب سلسلة من خروقات البيانات لنحو 30 مليون مستخدم على "فيسبوك" في العام 2018.
كما فرضت غرامة قدرها 402 مليون دولار على "ميتا" في سبتمبر الماضي، بعد تحقيق يثبت سوء تعامل "انستغرام" مع بيانات المراهقين.
علاوة على غرامة فرضتها على "ميتا" العام الماضي، بقيمة 267 مليون دولار، نتيجة انتهاك "واتساب" قوانين خصوصية البيانات الأوروبية.
وقالت ميتا، في بيان لها، الاثنين، إن "حماية الخصوصية وأمن بيانات الأفراد أساسي لكيفية سير عملنا"، كما أكدت أنها تتعاون مع جهات التنظيم والرقابة.