شمس نيوز/دمشق
ذكرت نشرة إحصائية أصدرتها شبكة إعلام الساحل بسوريا أن النظام دمر أكثر من ألف مسجد تماما، بينما هدم ضعف هذا العدد جزئيا في السنوات الأربع من عمر الثورة.
وكان المسجد العمري أول مسجد استهدفته قوات النظام، وجرى ذلك في الأيام الأولى للثورة بعدما اعتصم فيه المتظاهرون، فقصفته بالدبابات قبل دخول عناصر الجيش والمخابرات إليه.
وتابع النظام السوري قصف المساجد في كل سوريا ودمر الكثير منها جزئيا أو كليا، وفق شهادات مراقبين وناشطين.
ويعتبر مسجد الصحابي خالد بن الوليد في حمص أشهر المساجد المستهدفة، كما "أحرق النظام مسجد بني أمية في مدينة حلب وأسقط مئذنته".
ويرى السوريون أن النظام صب جام غضبه على المساجد، لأن المظاهرات السلمية كانت تخرج منها عقب صلاة الجمعة.
قصة حق
ويؤكد الشيخ جميل الحموي -إمام مسجد سابق في حماة- أن آل الأسد يحملون حقدا دفينا على المساجد، حيث دمر حافظ الأسد 17 مسجدا في مدينة حماة مطلع ثمانينيات القرن الماضي، على حد قوله.
وأضاف للجزيرة نت "انطلق التحرك ضد الأسد الأب عام 1981 من المساجد، وخرجت المظاهرات ضد الابن عام 2011 منها أيضا، وهذا ما جعلهما يحقدان عليها ويستهدفانها".
لكن إعلام النظام برر استهدافه "بعض المساجد" بأنها تحولت إلى مخازن للسلاح، كما حدث عند قصف المسجد العمري بدرعا واقتحامه.
كما اتهم النظام "الإرهابيين" بالاعتصام في المساجد واستخدامها مقرات لقصف جنوده منها، مما يجعلها هدفا لقواته، كما جرى "عند قصفه لمسجد خالد بن الوليد بحمص، وإحراقه الجامع الأموي بحلب".
وفي حالات كثيرة اتهم النظام الثوار بتدمير المساجد وتفخيخها وإلصاق التهمة به من أجل تشويه سمعته.
ويتحدث النظام -عبر وسائل إعلامه- عن تحويل الثوار بعض المساجد في جبل الزاوية بريف إدلب (شمال) إلى ورش لتصنيع السلاح والذخيرة، مبررا بذلك قصفها وتدمير الكثير منها.
قذائف وبراميل
وأحصت نشرة شبكة إعلام الساحل قصف قوات النظام 17 مسجدا في جبلي الأكراد والتركمان بريف اللاذقية بقذائف المدفعية والبراميل المتفجرة.
وأشار الشيخ أبو عواد -وهو إمام مسجد في جبل التركمان- إلى أن الأهالي لا يمتلكون نقودا يتبرعون بها لترميم بيوت الله المتضررة.
ولفت إلى أنهم يضطرون لإقامة الجمعة في إحدى ساحات القرية، أما باقي الصلوات فيؤدونها في غرفة كبيرة بأحد منازل سكان القرية.
وضاعف النظام تجسيد حقده على المساجد -ولا سيما في ريف اللاذقية- من خلال استهدافها عدة مرات أثناء تأدية صلاة الجمعة متسببا بمقتل عشرات المصلين، وتضرر المساجد كما حصل في قرى ربيعة وبداما والناجية.
وأكد إسماعيل -وهو عسكري منشق- أن قائد النقطة التي كان يتبع لها أمرهم بقصف مآذن المساجد المواجهة لهم في قرى جبل الأكراد الخارجة عن سيطرة القوات الحكومية.
وروى أن قائد هذه النقطة -وهو عقيد من آل معلا- وعد من يسقط مئذنة جامع قرية دويركة بجبل الأكراد بلتر من الويسكي وإجازة لمدة أسبوع.
وأضاف العسكري المنشق "وجهنا المدفع باتجاه المئذنة، واستهدفناها بأكثر من أربعين قذيفة حتى تمكن أحدنا من إصابتها وإسقاطها، ونال المكافأة. ليتني متّ قبل المشاركة بهذا العمل الرهيب".
وأشار إسماعيل إلى أن مئذنة مسجد دويركة المتهاوية تشهد على "حقد نظام الأسد وأزلامه على بيوت الله". ولفت إلى أن ما تبقى من سكان القرية يصرون على الصلاة في هذا الجامع رغم تضرره.