فيديو إعدام الشهيد عمار مفلح يوضّح أن محاولة عربدة أو اعتقال حدثت من جندي صهيوني للشهيد عمار مفلح، حيث كان هناك أشخاص آخرين يُمسكون بيد الشهيد ويحاولون إنقاذه من بين يدي ذاك المجرم الذي كانت يديه تقبض بقوة على عنق الشهيد عمار، وبعد أن حاول الشهيد عمار تخليص عنقه ثم دفع ذاك المجرم بعيداً عنه، إنهال المجرم عليه بالرصاص من مسدسه، هذا ما صورته الكاميرا عن طريق الصدفة، وقبل انتشار الفيديو انتشر خبر مصدره الاعلام العبري أن هناك محاولة طعن أصيب بها جنديين صهيونيين، مع أن الفيديو يُظهِر جندي واحد ولا وجود لمحاولة طعن أصلاً، وهذا يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن هناك الكثير من حالات الإعدام المشابهة سواء لأطفال أو شبان أو حتى نساء، وفي غياب الصورة والفيديو الذي يوثق جرائمه، كان الاحتلال يختلق الرواية التي تناسبه فور إعدامه لأي شخص، فتارة يعدم بحجة محاولة الدهس وأخرى بحجة محاولة الطعن وأخرى بحجة محاولة الخطف، والحجج كثيرة، لكن اليوم وأمام هذا المشهد المُصوَّر الذي يكشف من جديد عربدة الجندي الصهيوني واستباحته للدم وقتله للفلسطيني وقتما شاء وأينما شاء، بالاضافة إلى كذب الإعلام العبري، اليوم إعلامنا الفلسطيني مطالب وبقوة لعدم اعتماد أو ترويج أي رواية صهيونية ينتج عنها استشهاد أي فلسطيني تحت بند (محاولة دهس، محاولة طعن، محاولة خطف، ....الخ)، إلاّ إذا كانت موثقة بالفيديو، فكثير من تلك المحاولات لا يبث الاحتلال فيديوهات توثقها سوى أحيانا صورة لشخص ملقى على الأرض، وهي التي تكون موضع شك، ومن سلوك العدو الصهيوني نستخلص بأنه عادةً ما يقوم بنشر فيديوهات لعمليات فدائية حتى لو كانت مؤلمة وصادمة لجبهته الداخلية، ويجب الاّ يغيب عن أذهاننا بأن كل مدن وطرقات فلسطين المحتلة باتت مليئة بكاميرات المراقبة، إذن فلماذا العدو الصهيوني وفي حالات معينة يُظهِر صورة لشهيد وهو ملقى على الأرض ثم يُضيف لها الرواية التي يريد؟!!!، وأحيانا لا يقوم بإظهار الصورة ويكتفي بنشر روايته فقط، مثل هكذا مشاهد تكررت مرارا وتكرارا، والمحزن أن إعلامنا المحلي سرعان ما يتلقف أي رواية من فم العدو ويبدأ بنشرها على أنها محاولة لعملية فدائية، لذلك المطلوب هو تغيير إيجابي في السلوك الإعلامي الفلسطيني يكون أكثر انضباطاً وتروياً في النقل عن الإعلام الصهيوني، فأي رواية صهيونية يبث فيها العدو صورة شهيد وهو ملقى على الأرض أو حتى إعلانه عن استشهاد أي شخص دون فيديو توثيقي أو دون الإعلان عن مقتل جنود أو مستوطنين في تلك العملية، فإنه يجب اعتبارها عملية إعدام مثل عملية إعدام الشهيد عمار مفلح تماماً، بعد ذلك يأتي الدور الرسمي والفصائلي والسياسي والحقوقي لمتابعة ما يترتب على هذا الإعدام.
إن تاريخ الحركة الصهيونية مليئ بالجرائم والمجازر منذ زمن العصابات الصهيونية ولا إستغراب من تلك المشاهد التي باتت تتسرب ضد إرادته نتيجةً للتقدم التكنولوجي ووسائل التواصل الاجتماعي، وما أكثرها تلك الجرائم والمجازر التي لم توثقها عدسة الكاميرات!!