سلَطتْ دراسةٌ علميةٌ فريدةٌ من نوعها الضوء على "الوظيفة السياسية" لوسائل الإعلام الجديد في فلسطين؛ لاسيما أنَّ "الوظيفة السياسية" باتت من أهم وأكثر الوظائف بروزاً في الإعلام الفلسطيني، بل وأصبح الإعلام أداة سياسية بالدرجة الأولى، وتستخدمها الأحزاب والحكومات لتصدير أنموذجها السياسي والفكري، وهو ما كشفته الدراسة.
وهدفت دراسة الماجستير -التي أعدتها الباحثة وفاء خالد أبو ضبعان بإشرافٍ كريم من الأستاذ الدُكتُور أحمد عرابي الترك- للتعرف على أبرز الموضوعات السياسية التي تركز عليها وسائل الإعلام الجديد في فلسطين وترتيب أولوياتها، والمصادر الأولية والصحفية التي تستعين بها، والأساليب المتبعة التي تقدم بها مضمون الوظيفة السياسية في وسائل الإعلام الجديد، والوقوف على أوجه الاتفاق والاختلاف بين مضمون مواقع الدراسة، كذلك التعرف على تقييم القائمين بالاتصال في هذه المواقع للوظيفة السياسية مضمونًا وشكلًا.
وخلصت دراسةُ ماجستير إلى سلسلةٍ من النتائج المهمة والتوصيات القيمة، إذ خلصت الدراسة إلى أنَّ عددَ موضوعات الوظيفة السياسية لوسائل الإعلام الجديد في فلسطين بموقع معاً بلغ (180) وبنسبة (45%)، بينما بلغت بموقع صفا (120) وبنسبة (30%)، وبلغت بموقع فلسطين اليوم (100) بنسبة (25%).
فيما حظيت الوظيفة السياسية على المرتبة الأولى في فئة الوظائف بنسبة (62.5%) بواقع (250) تكراراً، تلتها الوظيفة الإخبارية في المرتبة الثانية بنسبة (37%) بواقع (148) تكراراً، ثم الوظيفة التعليمية في المرتبة الثالثة بنسبة (0.5%) بواقع تكرارين، في حين لم تحظ الوظيفة الإعلانية والوظيفة الترفيهية، والوظائف الأخرى بأي تكراراً.
كما، وجاءت القضايا السياسية في المرتبة الأولى بنسبة (62.5%) بواقع (250) تكراراً، تلتها في المرتبة الثانية القضايا الاجتماعية بنسبة (17.2%) بواقع (69) تكراراً، ثم القضايا الصحية في المرتبة الثالثة بنسبة (11.3%) بواقع (45) تكراراً.
كما، وخلصت الدراسة إلى عدة توصيات أهمها، ضرورة إدراج تبويب متخصص بالأخبار السياسية في المواقع الإلكترونية الفلسطينية، عوضاً عن تبويبات أخرى أقل أهمية، ودعمها من قبل المؤسسات والجهات المختلفة ذات العلاقة وتشجيع القائمين عليها، وضرورة التعرف والاهتمام بالوظيفة السياسية لوسائل الإعلام الجديد في فلسطين.
كما، أوصت الباحثة أو ضبعان القائمين بالاتصال بضرورة التنويع في تقديم الموضوعات الصحفية السياسية لوسائل الإعلام الجديد بفلسطين في أطر مختلفة، بحيث لا تقتصر على إطار المنفعة بالدرجة الأولى وعليه تحقق فائدة أكبر بالنسبة للجمهور.
وأشادت لجنة المناقشة المكونة من الأستاذ الدكتور أحمد عرابي الترك (مشرفاً ورئيساً)، والدكتور اياد الشامي (مناقشاً داخلياً)، والدكتور حاتم العسولي (مناقشاً خارجياً)، بحداثة وجدة موضوع الدراسة التي تبحث في الوظيفة السياسية التي تعمل على تعزيز الوعي السياسي، وتدعيم القيم السياسية والمشاركة السياسية، وتوعية الفئات والطبقات الاجتماعية بما يدور حولهم من أحداث ومواقف سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي.
وتعد هذه الدراسة من البحوث الوصفية التي استخدمت منهجي: الدراسات المسحية وفي إطاره أسلوب تحليل المضمون وأسلوب مسح أساليب الممارسة، ومنهج العلاقات المتبادلة ومن خلاله أسلوب المقارنة المنهجية، واعتمدت الدراسة على نظرية ترتيب الأولويات ونظرية القائم بالاتصال، وتم جمع البيانات عن طريق أداتي استمارة تحليل المضمون والمقابلة المعمقة، وتمثلت عينة الدراسة في المواقع الإلكترونية الفلسطينية، وهي: موقع وكالة فلسطين اليوم الإخبارية، وموقع وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا)، وموقع وكالة الصحافة الفلسطينية (معاً)، والعينة الزمنية كانت في الفترة الواقعة ما بين 1 سبتمبر 2021م إلى نوفمبر 2021م بواقع ثلاثة شهور، مستخدمة "أسلوب الحصر الشامل.