غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

والدة الشهيد طارق الدمج.. تسطر أروع مشاهد الصبر والصمود "مبروك عليك"

والدة الشهيد طارق الدمج.jpg
شمس نيوز - خاص

مشهد فراق الأحبة وفلذات الأكباد صعبة جدًا؛ فالأجساد ترتعش وتكاد لا تقوى على حمل الأوزان الخفيفة، أما الدموع فهي كالنهر الجارف لا تتوقف؛ فمشهد وداع ثلاثة شهداء في مخيم جنين اليوم الخميس كان مؤلمًا وقاسيًا؛ لكن العزاء أنهم أبطال دافعوا عن مخيمهم وقاتلوا حتى النفس الأخير هكذا يتردد على ألسنة المواطنين في مخيم جنين.

في تلك اللحظات المؤلمة والقاسية، كانت عدسات الكاميرات ترصد أمهات الشهداء (عطا شلبي وصدقي زكارنة وطارق الدمج)، فكانت الأجواء مبكية ومحزنة، فكيف لأمهات الشهداء أن يتحملن فراق أبنائهن برصاصة قناصِ إسرائيليِ قاتل ليرتقي الشباب المقاتلين إلى العلاء في غمضة عين.

"يمًّا تطلعش انت متزوج وعندك طفل ارعاهم وفر لهم الأمن والأمان والسعادة" بتلك الكلمات كانت تحاول والدة الشهيد طارق الدمج أن توقف الغضب المشتعل في قلب نجلها طارق الذي يعرفه الكبير والصغير في مخيم جنين، فهو لم يتقاعس يومًا عن مواجهة الاحتلال والتصدي له بكل قوة.

تمضى الأم المكلومة وتقول: "طارق أراد الشهادة وبحث عنها وسعى اليها وفي النهاية حصل على ما أراد فقد استشهد ونال أعلى المراتب" الأم التي يحترق قلبها على فراق نجلها تقول بحزم وألم: "تتهنى فيها ومبروك عليك الشهادة".

تعتصر والدة الشهيد طارق الدمج، نجله يوسف في حضنها، عيناها لا تفارقه فقد لفتت انتباه عدسات الكاميرات التي سلطت الضوء على الطفل يوسف لتقول: "هذا يوسف ابن طارق عمره 3 سنوات، وزوجته حامل وهي على وجه ولادة"، خلال يومين أو ثلاثة سوف تُنجب زوجة طارق طفلًا جديدًا.

وفي مقطع فيديو أخر لوالدة الشهيد طارق الدمج كانت تقف وسط النسوة على سلم "الدرج" ترفع يدها ملوحة لنجلها الذي نقل للتو من أمام عينيها ليردد لسانها: ""الله يرحمك يا حبيبي.. مع السلامة".

أما المبكي والمؤلم الذي أصاب الجسد بالقشعريرة هو مشهد صراخ الطفلة التي كانت تقف إلى جانب والدة الشهيد طارق وهي تناشد طارق بالعودة إلى المنزل "ارجع ارجع"، فكيف لشهيد صعدت روحه إلى السماء أن تعود إلى البيت إلا بالذكريات الطيبة والجميلة.

يُشار إلى أن الشهداء الثلاثة من مخيم جنين استشهدوا جميعًا برصاص قوات الاحتلال في منطقة واحدة وصفها المسعف الفلسطيني غسان السعدي الذي حاول قدر المستطاع تقديم المساعدة للشهداء "بالمجزرة الحقيقية".

"أمام عيني وقعت المجزرة، شابان نزلا من السيارة فتم إطلاق النار عليهما بشكل مكثف من القناصة الإسرائيلية وتسببت في ثقب أجسادهم بالكامل حتى رؤوسهم أصيبت بالرصاص المتفجر"، هذه شهادة المسعف غسان السعدي.

لم تتوقف المجزرة الإسرائيلي بحق الشباب الفلسطيني عند هذا الحد فقد أكمل السعدي شهادته بالقول: "جاءت سيارات الاسعاف، حملت شاب وساعدتهم وأثناء ذلك أطلقت القناصة النار على شاب ثالث وارتقى أمامنا".

على عجل غادرت سيارة الاسعاف بجثماني شابين وعاد السعدي وحده لينقل جثمان الشاب الثالث؛ لكن الاحتلال القاتل المجرم أوقف السعدي وطالبه بالمغادرة فورًا، وأمام البنادق الموجهة نحو صدر المسعف السعدي غادر المكان وهو يبكي حرقة على مشهد الشاب الشهيد.

في تلك اللحظات وأثناء مغادرة السعدي أنهى الاحتلال عملية الاقتحام ونزل القتلة "قناصة الاحتلال" تاركين خلفهم ثلاثة شهداء من خيرة أبناء مخيم جنين.